للمرة الثانية ترامب يعود للبيت الأبيض بعد الفوز على حساب النساء
تأخذ الانتخابات الرئاسية الأمريكية دائمًا طابعًا خاصًا، لكن عودة المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد ولاية الرئيس الديمقراطي جو بايدن كانت مفاجأة سياسية صادمة.
المفارقة في هذا الفوز أنه جاء على حساب النساء مجددًا، حيث كانت هاريس قريبة من دخول التاريخ كأول امرأة تتولى منصب الرئاسة في الولايات المتحدة.
تفوق ترامب على هاريس واستعادة الولايات المتأرجحة
في الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء، تمكن ترامب من التغلب على هاريس بفضل دعمه القوي في الولايات المتأرجحة، وعلى رأسها ولاية بنسيلفانيا.
هذا الفوز أعاد للولاية طابعها الجمهوري بعد أن كانت قد صوتت للديمقراطيين في انتخابات 2020. ويعيد هذا الانتصار للأذهان فوز ترامب في انتخابات 2016، عندما تمكن من هزيمة هيلاري كلينتون رغم تقدمها عليه في التصويت الشعبي بفارق يقارب 2.8 مليون صوت.
استطلاعات الرأي أخطأت حينها في تقدير حجم دعم ترامب، وهذا ما حدث أيضًا في مواجهة هاريس.
مقارنة بين فوز ترامب 2016 و2024
مثلما حدث في 2016، كان لفوز ترامب في المجمع الانتخابي دور حاسم في انتصاره على كامالا هاريس.
في 2016، ظنت كلينتون أنها ستحقق انتصارًا مؤكداً نظرًا لتقدمها في الأصوات الشعبية، لكن تفوق ترامب في المجمع الانتخابي منحه الفوز.
اليوم، تكررت الحكاية مع هاريس، حيث خسر ترامب التصويت الشعبي لكنه حقق الفوز بفضل جمعه أصوات المجمع الانتخابي اللازمة.
ترامب يدخل التاريخ كأول رئيس يعود للبيت الأبيض منذ اكثر من قرن
بهذا الانتصار، يصبح ترامب أول رئيس يعود إلى البيت الأبيض بعد انقطاع منذ أن فعلها جروفر كليفلاند في عام 1892، ليكون الرئيس الخامس والأربعين والسابع والأربعين للولايات المتحدة.
على مدى التاريخ، حاول بعض الرؤساء السابقين مثل ثيودور روزفلت وميلارد فيلمور العودة للرئاسة بعد انتهاء ولاياتهم الأولى، إلا أن محاولاتهم لم يكتب لها النجاح، مما يجعل فوز ترامب حدثًا نادرًا في التاريخ السياسي الأمريكي.
دعم متفاوت بين الرجال والنساء لكامالا هاريس وترامب
كشفت استطلاعات الرأي بعد الانتخابات عن أن دعم المرشحين كان يعتمد إلى حد كبير على الجنس، حيث كان الرجال يميلون لدعم ترامب، فيما حصلت هاريس على دعم قوي من النساء.
هذا التباين في الأصوات، الذي رصدته وسائل إعلام أمريكية مثل "سي إن إن" و"إيه بي سي نيوز"، كان عاملًا مؤثرًا في توزيع الأصوات، وعكس الانقسام الذي شهدته الولايات المتحدة في دعمها لأحد المرشحين بناءً على قضايا الهوية والتوجهات السياسية.
تصريحات ترامب بعد الفوز
عقب إعلان فوزه، صرّح ترامب بحماس، قائلاً: "هذه لحظة استثنائية في تاريخ الولايات المتحدة، وعلينا أن نعيد لأمريكا عظمتها".
اعتبر ترامب أن انتصاره يمثل حدثًا سياسيًا غير مسبوق في التاريخ الأمريكي، ويعكس تأييد حركة سياسية قوية.
جاء هذا التصريح بعد حسم ولاية بنسيلفانيا لصالحه، مما منحه 19 صوتًا في المجمع الانتخابي، في حين كانت المنافسة مع هاريس قوية للغاية في هذه الولاية الحيوية.
ولاية ويسكونسن
بالإضافة إلى فوزه بولاية بنسيلفانيا، تمكن ترامب من الحصول على ولاية ويسكونسن المتأرجحة التي أضافت له عشرة أصوات أخرى، ليتجاوز العتبة اللازمة وهي 270 صوتًا، ويحقق 276 صوتًا في المجمع الانتخابي.
هذا الفوز حسم الانتخابات لصالحه، مما ضمن له العودة إلى البيت الأبيض للمرة الثانية، ليضيف إلى سجله انتصارًا تاريخيًا آخر.
نظام الانتخابات الأمريكية
تُعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية فريدة من نوعها، حيث تعتمد على نظام المجمع الانتخابي الذي يضم 538 صوتًا.
لكل ولاية عدد معين من الأصوات الانتخابية يساوي عدد ممثليها في مجلسي النواب والشيوخ، ويستحوذ الفائز بأصوات الولاية عادةً على جميع أصواتها في المجمع الانتخابي، باستثناء ولايتي نبراسكا ومين اللتين توزعان أصواتهما بنسبة الأصوات لكل مرشح.
لتحقيق الفوز، يجب أن يحصل المرشح على الأغلبية المطلقة، أي 270 صوتًا، وهو ما استطاع ترامب تحقيقه بفارق مريح.
بهذا الفوز غير المتوقع، يعود ترامب للبيت الأبيض ويجدد حضوره في السياسة الأمريكية، متجاوزًا تحديات كبيرة ومحققًا انتصارًا يعتبر من أهم محطاته السياسية.