الإعلام الإسرائيلي: اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان قد ينفذ خلال أيام
تشير التطورات الأخيرة إلى أن الأجواء المحيطة بالمحادثات بين إسرائيل ولبنان أصبحت أكثر إيجابية، حيث تبدو الأطراف قريبة من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن التقديرات تشير إلى إمكانية الوصول إلى هذا الاتفاق خلال أيام قليلة، شريطة حل بعض التفاصيل الصغيرة التي لا تزال عالقة.
تفاصيل الخلافات
رغم التقدم ، لا تزال هناك قضايا جوهرية تعرقل الوصول إلى الاتفاق النهائي. وأوضحت الصحيفة أن المباحثات التي أجراها المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين كشفت عن رفض إسرائيل لأي دور فرنسي في آلية مراقبة تنفيذ الاتفاق.
كما برزت خلافات أخرى تتعلق بصياغة البنود المرتبطة بنقاط الحدود المتنازع عليها بين الجانبين، وهو ما يتطلب مزيدًا من المفاوضات لتجاوز هذه العقبات.
وعلى الرغم من هذه التحديات، أكدت الصحيفة تحقيق تقدم كبير في المحادثات بفضل الوساطة الأمريكية.
وأضافت أن هذا التقدم يعزز احتمالية التوصل إلى اتفاق شامل خلال الأيام المقبلة، بمجرد معالجة القضايا المتبقية بشكل نهائي.
محامي الجنائية الدولية يؤكد الولايات المتحدة تعرقل تنفيذ مذكرات الاعتقال
في سياق حديثه عن المحكمة الجنائية الدولية، أكد الدكتور مايكل كارنافاس، لدى المحكمة الجنائية الدولية، أن الولايات المتحدة قد تكون لديها مخاوف بشأن مذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة، لكنها ليست عضواً فيها، وبالتالي ليس لها القدرة على حجب هذه المذكرات أو التأثير عليها بشكل مباشر.
وأضاف كارنافاس أن الولايات المتحدة ستحاول، بشكل غير مباشر، عرقلة تنفيذ هذه القرارات من خلال أساليب معقدة ومناورات دبلوماسية.
وأوضح أن واشنطن ستضع العديد من العراقيل أمام عمل المحكمة الجنائية الدولية لضمان عدم المساس بأي مسؤولين إسرائيليين، مثل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت، أو ملاحقتهم قانونياً من قبل المحكمة.
سياسة أمريكا في مواجهة الجنائية الدولية
شدد كارنافاس على أن هذه السياسة تعكس التوجه العام للولايات المتحدة، وخاصة إدارة الرئيس جو بايدن، والتي من المتوقع أن تتبع نهجاً مماثلاً لما انتهجته إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
وأوضح أن الولايات المتحدة ستسعى إلى تقويض قدرة المحكمة على تنفيذ مذكرات الاعتقال عبر فرض عقوبات على المحكمة نفسها أو على الأفراد الذين يتعاونون معها.
وبيّن أن هذه الإجراءات تهدف إلى إضعاف المحكمة الجنائية الدولية وتحقيق الأهداف السياسية الأمريكية، مما يجعل من الصعب تنفيذ القرارات الصادرة عنها.
تحديات تنفيذ مذكرات الاعتقال
فيما يتعلق بتطبيق مذكرات الاعتقال، أشار كارنافاس إلى أن المحكمة الجنائية الدولية لا تملك القوة الشرطية اللازمة لتنفيذ هذه المذكرات مباشرة.
وأوضح أن الجنائية الدولية لا تستطيع اعتقال أي شخص بنفسها، وإذا قرر نتنياهو أو جالانت تسليم أنفسهم طواعية إلى دول مثل الدنمارك، فلن يكون لدى المحكمة القدرة على اعتقالهم.
ولكن في المقابل، أشار إلى أن معظم الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، والبالغ عددها 120 دولة، ستمتثل للتعهدات التي قطعوها على أنفسهم بشأن مذكرات الاعتقال.
لذلك، من المتوقع أن تسعى هذه الدول إلى الحد من تنقل المسؤولين الإسرائيليين عبر فرض قيود على سفرهم.
وفي سياق متصل كشفت قوة الأمم المتحدة المؤقتة لحفظ السلام في لبنان "يونيفيل"، أن صاروخان من عيار 122 ملم أصاب مقر قيادة القطاع الغربي في منطقة شمع جنوبي لبنان، ما أدى إلى جرح أربعة جنود حفظ سلام إيطاليين".
بيان يونيفيل اليوم
وقالت "يونيفيل" أن الجنود الأربعة يتلقون العلاج في المستشفى الخاص بمقر قيادة القطاع الغربي، مشيرةً إلى أن الإصابات تتراوح بين خفيفة ومتوسطة ولا توجد إصابات تهدد الحياة.
وأضافت: "الصواريخ، التي أطلقها على الأرجح حزب الله أو الجماعات التابعة له، أصابت ملجأً ومنطقة لوجستية تستخدمها الشرطة العسكرية الدولية، ما تسبب في أضرار جسيمة للبنية التحتية القريبة".
وأكدت أن النيران اشتعلت في أحد الهياكل المتضررة، لكنَّ أفراد القاعدة أطفأوا الحريق بسرعة.
وهذا هو الهجوم الثالث على قاعدة اليونيفيل في منطقة شمع جنوب لبنان خلال أسبوع.
يأتي هجوم اليوم وسط قصف عنيف ومناوشات برية في منطقتي شمع والناقورة في الأيام الأخيرة، ما أدى إلى تفاقم التوترات في المنطقة.
وحثّت القوة الأممية الأطراف المتقاتلة بشدة على "تجنب القتال بالقرب من مواقعها"، مشيرة إلى أنه يجب احترام حرمة مباني الأمم المتحدة وموظفيها في جميع الأوقات.
وأشارت إلى أن "أي هجوم ضد جنود حفظ السلام يشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي وقرار مجلس الأمن الدولي 1701".
واختتمت: "أن الاستهداف المتعمد أو العرضي لقوات حفظ السلام العاملة في جنوب لبنان يجب أن يتوقف على الفور لضمان سلامتهم واحترام القانون الدولي".