دراسة تكشف كيف يمكن لمكملات فيتامين د أن تساهم بخفض ضغط الدم
يعد ضغط الدم المرتفع من أبرز القضايا الصحية التي يعاني منها الكثير من الأفراد حول العالم، يُعرف هذا الاضطراب بأنه حالة صحية مزمنة تحدث عندما يكون ضغط الدم في الأوعية الدموية أعلى من المعدل الطبيعي، مما يزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية مثل السكتات الدماغية وأمراض القلب والفشل الكلوي، في ظل هذه المخاطر، تزداد أهمية البحث عن طرق فعّالة للمساعدة في تقليل ضغط الدم، وواحدة من أحدث الدراسات التي أثارت الاهتمام هي تلك التي تربط بين مكملات فيتامين د وخفض ضغط الدم.
فيتامين د ودوره في الجسم
فيتامين د هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون وله دور مهم في العديد من وظائف الجسم، مثل تعزيز امتصاص الكالسيوم والفوسفور من الأمعاء، وبالتالي دعم صحة العظام والأسنان، لكن الأبحاث الحديثة بدأت تسلط الضوء أيضًا على فوائده المحتملة في الوقاية من العديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية ومن بين هذه الفوائد الجديدة التي تم اكتشافها هو تأثير فيتامين د في خفض ضغط الدم المرتفع.
العلاقة بين فيتامين د وضغط الدم
تشير الدراسات الحديثة إلى أن نقص فيتامين د قد يكون له دور كبير في زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، فيتامين د يعمل على تحسين وظيفة الأوعية الدموية، كما أنه يؤثر على مستوى الهرمونات التي تساهم في تنظيم ضغط الدم وفي هذه الدراسات، أظهرت الأدلة أن الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين د كانوا أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم مقارنة بالأشخاص الذين لديهم مستويات كافية من هذا الفيتامين.
من جهة أخرى، تشير الأبحاث إلى أن مكملات فيتامين د قد تسهم في تحسين وظائف الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى خفض ضغط الدم، في دراسة نشرت في مجلة “Hypertension” في عام 2024، تمت مراقبة تأثير تناول مكملات فيتامين د على مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، أظهرت النتائج أن أولئك الذين تناولوا مكملات فيتامين د بشكل منتظم سجلوا انخفاضًا ملحوظًا في مستويات ضغط الدم مقارنة بمجموعة أخرى لم تتناول المكملات، هذا يشير إلى أن فيتامين د قد يكون له دور رئيسي في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية.
كيف يعمل فيتامين د على خفض ضغط الدم؟
من المهم فهم كيفية تأثير فيتامين د على ضغط الدم، يعتقد الباحثون أن فيتامين د يساعد على تنظيم مستوى الكالسيوم في الجسم، وهو أمر بالغ الأهمية للحفاظ على صحة الأوعية الدموية، عندما يكون مستوى فيتامين د منخفضًا، قد يؤدي ذلك إلى زيادة في كمية الكالسيوم في الدم، مما يمكن أن يساهم في حدوث تشنجات في الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم، لذلك يمكن لمكملات فيتامين د أن تساعد في تقليل هذه التشنجات، مما يؤدي إلى تحسين تدفق الدم وتخفيض ضغط الدم.
بالإضافة إلى ذلك، يُعتقد أن فيتامين د يعزز من وظائف الخلايا التي تبطن الأوعية الدموية، مما يساعد على تنظيم الضغط داخل الأوعية بشكل أفضل وعليه، يمكن أن يكون للفيتامين دور وقائي في الحد من الأضرار التي قد تصيب الأوعية الدموية نتيجة لارتفاع ضغط الدم المزمن.
الدراسات والأدلة العلمية
تعددت الدراسات التي حاولت أن تدرس العلاقة بين فيتامين د وضغط الدم. في دراسة واسعة النطاق شملت أكثر من 10,000 شخص، تم العثور على علاقة قوية بين نقص فيتامين د وارتفاع ضغط الدم، حيث كانت مستويات فيتامين د المنخفضة مرتبطة بارتفاع ضغط الدم، كما أشارت دراسة أخرى إلى أن الأشخاص الذين تناولوا مكملات فيتامين د شهدوا تحسنًا ملحوظًا في مستويات ضغط الدم، مما يعزز فرضية أن هذا الفيتامين قد يكون له تأثير إيجابي في تقليل ضغط الدم المرتفع.
نقص فيتامين د وأسباب الإصابة بارتفاع ضغط الدم
تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين د هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، يُعزى ذلك إلى تأثير الفيتامين في تقليل التفاعلات الالتهابية وتحسين مرونة الأوعية الدموية وبالتالي، فإن نقص هذا الفيتامين قد يؤدي إلى ضعف وظيفة الأوعية الدموية وزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
الجرعات الموصى بها ومخاطر الإفراط في تناول الفيتامين
على الرغم من الفوائد المحتملة لمكملات فيتامين د في خفض ضغط الدم، إلا أن من المهم اتباع الجرعات الموصى بها، إن تناول كميات كبيرة من فيتامين د قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم، مما قد يكون له آثار ضارة على الكلى والعظام، لذا يجب استشارة الطبيب قبل البدء في تناول مكملات فيتامين د.
تقدم الدراسات الحديثة دليلًا على أن تناول مكملات فيتامين د يمكن أن يكون له تأثير إيجابي في خفض ضغط الدم، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص في هذا الفيتامين، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج وفهم الآلية بشكل أفضل، إلا أن هذا الاكتشاف يفتح أبوابًا جديدة لعلاج ارتفاع ضغط الدم باستخدام مكملات غذائية بسيطة وفعالة.