طليقتي تحرمني من رؤية أطفالي.. كيف أتصرف؟ رأي عضو بالفتوى العالمية
في ظل قضايا الأسرة وتحديات العلاقات الزوجية، قد تنشأ العديد من الإشكالات التي تؤثر الأطفال ومستقبلهم النفسي والاجتماعي، من بين هذه القضايا، تتصدر مشكلة حرمان الأبناء من رؤية أحد الوالدين بعد الانفصال، الأمر الذي يثير تساؤلات شرعية وإنسانية حول مسؤولية كل طرف تجاه الأبناء، هذا ما أجابت عليه الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، في ردها على سؤال ورد إليها.
تحدث السائل عن انفصاله عن زوجته واستمراره في الإنفاق على أبنائه، لكنه يواجه عائقًا يتمثل في منع مطلقته الأبناء من التواصل معه، بل وتقوم بمعاقبتهم إذا حاولوا الاتصال به، تساءل السائل عن موقفه الشرعي من صلة الرحم في ظل هذه الظروف.
أكدت الدكتورة هبة إبراهيم أن مسؤولية رعاية الأبناء والحفاظ على توازنهم النفسي والاجتماعي تقع على عاتق الوالدين معًا، حتى بعد الانفصال، وأوضحت: "الانفصال قد يكون قضاءً وقدرًا، ولكن يجب أن يتذكر الوالدان دائمًا أن الأبناء أمانة في أيديهم، الحفاظ على صحتهم النفسية وتربيتهم تربية سليمة مسؤولية مشتركة لا تنتهي بالانفصال".
وأشارت إلى خطورة استخدام الأطفال كوسيلة للانتقام بين الطرفين، مؤكدة: "من الخطأ أن يتم الزج بالأبناء في صراعات الكبار، العلاقة بين الوالدين قد تكون انتهت، ولكن التواصل بين الأب والأطفال ينبغي أن يبقى قائمًا ومستمرًا، هذا التواصل ليس فقط حقًا للأب، ولكنه أيضًا ضرورة نفسية وصحية للأبناء".
وشددت على أن منع الأطفال من رؤية أحد والديهم أو عقابهم على محاولة التواصل يُعتبر إساءة إليهم وإضرارًا بمصلحتهم، قائلة: "لا يجوز أن نُحمِّل الأبناء تبعات مشاكلنا الشخصية، إذا كانت هناك صعوبة في العلاقة بين الوالدين، فيجب حلها بطريقة لا تُلحق الأذى بالأبناء، منع الأطفال من صلة والدهم هو قطع لواجب الرعاية وحماية مصلحتهم".
وأضافت الدكتورة هبة أن الشرع الإسلامي شدد على أهمية صلة الرحم، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قُطعت رحمه وصلها"، وأوضحت أن على الأبناء، في أي عمر يسمح لهم فيه بإدراك هذا الواجب، أن يسعوا إلى بر الوالدين وصلة الرحم، لما في ذلك من أجر عظيم عند الله.
وفي سياق تقديم الحلول، دعت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الآباء الذين يواجهون مشكلات مشابهة إلى الاستفادة من خدمات المركز، الذي يوفر الدعم والمشورة في مثل هذه الحالات، وأشارت إلى إمكانية التواصل مع المركز عبر الرقم "19906" للحصول على توجيهات عملية ونصائح للتعامل مع الموقف بطريقة تحفظ حقوق جميع الأطراف.
كما شددت على أهمية تحمل الأبناء مسؤولية بر الوالدين، مؤكدة أن هذا الواجب الشرعي لا يرتبط بمدى إحسان الوالدين، بل هو فرض على الأبناء تجاههما بغض النظر عن الظروف، وأوضحت: "واجب البر بالوالدين هو تكليف من الله تعالى لا يسقط بسبب الخلافات أو الصعوبات، بل يستمر كجزء من أخلاقيات المسلم وواجباته الدينية".
في ختام حديثها، دعت الدكتورة هبة إبراهيم جميع الآباء والأمهات إلى الترفع عن الخلافات الشخصية والتفكير في مصلحة الأبناء باعتبارهم أولوية قصوى، وأكدت أن التربية السليمة تتطلب التعاون بين الطرفين، وأن حرمان الأبناء من حقوقهم العاطفية والاجتماعية يترك أثرًا سلبيًا لا يمحى بسهولة، بوعي وتسامح، يمكن للأسرة أن تتجاوز محنة الانفصال وتحافظ على تماسكها بما يضمن لأبنائها مستقبلًا أفضل.
وفي سياق أخر النوم ليس مجرد وقت راحة للجسد، بل هو أيضًا فرصة للتقرب إلى الله واتباع سنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- فلقد كان الرسول الكريم يحرص على أداء مجموعة من الأعمال والسنن قبل النوم، والتي تحمل فوائد روحية وجسدية كبيرة، هذه السنن لم تكن عشوائية، بل جاءت بتوجيه إلهي وتعليم نبوي لما فيها من بركة وحماية وطمأنينة، فما هي هذه الأعمال؟ وكيف يمكننا الاقتداء بها؟
سنن نبوية قبل النوم
1. النوم على وضوء
حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على النوم وهو على طهارة. فقد قال للبراء بن عازب -رضي الله عنه-: "إذا أتيت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن..." [متفق عليه]. هذه السنة تعزز من الشعور بالنقاء والقرب من الله.
2. نفض الفراش قبل النوم
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ينفض فراشه ثلاث مرات قبل أن يضطجع، وقال: "إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه..."[رواه البخاري ومسلم]. هذه العادة تضمن نظافة الفراش وتجنب الأذى.
3. النوم على الشق الأيمن
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يضطجع على شقه الأيمن ويقول: "اللهم أسلمت نفسي إليك..." رواه البخاري ومسلم، هذه الوضعية صحية وتساعد في تهدئة القلب.
4. وضع اليد اليمنى تحت الخد الأيمن
من هديه -عليه الصلاة والسلام- أنه كان يضع يده اليمنى تحت خده الأيمن عند النوم.
5. قراءة سورة "قل يا أيها الكافرون"
قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن هذه السورة: "إنها براءة من الشرك" [رواه أبو داود والترمذي].
6. قراءة المعوذات وسورة الإخلاص
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يجمع كفيه، وينفث فيهما، ويقرأ: "قل هو الله أحد"، و"قل أعوذ برب الفلق"، و"قل أعوذ برب الناس"، ثم يمسح بهما جسده ثلاث مرات.
7. قراءة آية الكرسي
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من قرأ آية الكرسي قبل النوم لا يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح" [رواه البخاري].
8. قراءة آخر آيتين من سورة البقرة
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه"[رواه البخاري ومسلم].
9. التسبيح والتحميد والتكبير
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يوصي بترديد: "سبحان الله" 33 مرة، و"الحمد لله" 33 مرة، و"الله أكبر" 34 مرة. وقال إنها خير من خادم.
10. ترديد أذكار النوم
- "باسمك اللهم أموت وأحيا" [رواه البخاري].
- "اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك" [رواه أبو داود].
11. الدعاء عند الاستيقاظ أثناء الليل
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له..."[رواه البخاري].
12. النوم على فراش متواضع
كان فراش النبي -صلى الله عليه وسلم- بسيطًا، ليذكّرنا بالتواضع والابتعاد عن الترف.
13. تجنب النوم على البطن
نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن النوم على البطن وقال: "إنها ضجعة يبغضها الله" [رواه أبو داود].