الخميس 14 أغسطس 2025 الموافق 20 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

المركز الأولمبي بالمعادي يتحول إلى «لوكيشن» تصوير للبلوجرز ويشعل الجدل

بلوجرز خلال تصوير
بلوجرز خلال تصوير فيديوهات داخل المركز الأولمبي بالمعادي

شهدت منصات التواصل الاجتماعي حالة من الجدل الواسع، عقب تداول مقاطع فيديو ترفيهية صورت داخل أروقة المركز الأولمبي بالمعادي، أحد أهم الصروح الرياضية في مصر.

 الفيديوهات التي نشرها عدد من «البلوجرز» و«التيك توكرز» أثارت غضبًا بين الرياضيين والمتابعين، بعدما رأوا أن هذه الأنشطة لا تمت بصلة للرياضة أو أهداف المنشأة، بل تمثل خروجًا عن إطارها الأساسي كموقع تدريبي للأبطال.

صرح رياضي يتحول إلى مسرح للمحتوى الترفيهي

المركز الأولمبي بالمعادي، المعروف بكونه محطة تدريبية أساسية للمنتخبات الوطنية في مختلف الألعاب الفردية والجماعية، يتمتع بتاريخ طويل في صناعة الأبطال الرياضيين الذين يمثلون مصر في البطولات الإقليمية والعالمية. 

ومع ذلك، فإن الفترة الأخيرة شهدت تغيرًا في المشهد داخل بعض مرافقه، حيث باتت قاعات التدريب والملاعب الخلفية مسرحًا لتصوير محتوى ترفيهي، يتضمن مشاهد خفيفة أو كوميدية بعيدة عن أي طابع رياضي.

هذا التغير لم يمر مرور الكرام، إذ اعتبره كثيرون مساسًا بوقار المكان، وتشتيتًا لتركيز اللاعبين الذين يتدربون بشكل يومي للاستعداد للمنافسات. 

بعض الرياضيين أشاروا إلى أن تصوير هذه المقاطع وسط صالات التدريب يربك الأجواء ويُشعرهم بعدم الجدية، خاصة حين يتم استخدام الموسيقى والرقص أو الإيماءات الساخرة أمام الكاميرات.

غضب الرياضيين والإداريين

عدد من اللاعبين والإداريين العاملين داخل المركز الأولمبي عبّروا عن استيائهم من هذه الظاهرة، مؤكدين أن طبيعة المكان تحتم الحفاظ على مستوى معين من الانضباط. 

أحد المدربين قال إنهم فوجئوا بفرق تصوير تصطحب معداتها إلى صالات الإعداد البدني، وتبدأ في تصوير مشاهد لا علاقة لها بالرياضة، ما دفع بعض الفرق إلى تأجيل حصصها التدريبية لتجنب الضوضاء.

وأضاف أن المركز لطالما كان بيئة مهنية مخصصة لإعداد الأبطال، وأن أي نشاط ترفيهي غير منظم داخل هذه المنشآت قد يؤثر على سمعتها محليًا ودوليًا، خصوصًا أن العديد من الوفود الرياضية الأجنبية تزور المركز للتدريب أو المعسكرات المشتركة.

مواقع التواصل تنقل المعركة خارج الأسوار

لم يقتصر الجدل على أروقة المركز الأولمبي، بل امتد إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت الفيديوهات مصحوبة بموجة من التعليقات الغاضبة. 

واعتبر كثير من النشطاء أن السماح لمثل هذه الأنشطة داخل منشأة حكومية مخصصة للرياضة يبعث برسائل خاطئة عن دورها، مؤكدين أن المشاهد التي تم تصويرها تسيء لهيبة المركز.

بعض التعليقات ذهبت إلى المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن السماح بدخول صناع المحتوى دون رقابة، بينما دعا آخرون إلى تخصيص أماكن منفصلة للتصوير بعيدة عن مواقع التدريب الأساسية، إذا كان لا بد من فتح المجال لهذا النوع من النشاط.

دعوات لوضع ضوابط صارمة

الأزمة الحالية فتحت الباب أمام مطالبات واسعة بتنظيم دخول البلوجرز وصناع المحتوى إلى المنشآت الرياضية. 

الرياضيون والإداريون أجمعوا على ضرورة وضع أطر واضحة لاستخدام الكاميرات والتصوير داخل المرافق، بما يضمن التوازن بين حرية الإبداع والحفاظ على طبيعة المكان.

وشدد البعض على أن حرية التعبير لا تعني إلغاء القواعد، وأن للمنشآت الرياضية خصوصية يجب احترامها، لاسيما أنها ليست مجرد مبانٍ، بل أماكن تحمل رسالة وطنية في دعم المواهب وصناعة الأبطال.

تحرك إداري مرتقب

مصادر داخل المركز الأولمبي كشفت أن إدارة المنشأة بدأت بالفعل دراسة وضع لائحة جديدة تنظم استخدام المرافق، بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة. 

وتتضمن المقترحات تقييد دخول غير الرياضيين إلا بتصاريح محددة، وتحديد أوقات وأماكن مسموح فيها بالتصوير، مع فرض عقوبات على من يخالف التعليمات.

وأشارت المصادر إلى أن الهدف من هذه الخطوات ليس التضييق على حرية الأفراد، وإنما الحفاظ على بيئة تدريبية مهنية، وحماية سمعة المركز الذي يعد واجهة للرياضة المصرية أمام العالم.

المركز الأولمبي.. تاريخ من الإنجازات

تأسس المركز الأولمبي بالمعادي ليكون مقرًا مركزيًا لإعداد الفرق القومية والرياضيين الموهوبين في مختلف الألعاب. 

ويضم المركز ملاعب وصالات تدريب مجهزة على أعلى مستوى، بالإضافة إلى مرافق إقامة وإعداد بدني. 

وقد خرجت منه أسماء بارزة في الرياضة المصرية شاركت في دورات الألعاب الأولمبية وبطولات العالم.

ولهذا السبب، يرى الكثيرون أن تحويل بعض مرافقه إلى أماكن لتصوير مقاطع ترفيهية يشكل إهانة لتاريخه، ويقلل من قيمة العمل الجاد الذي يبذله الرياضيون والمدربون يوميًا.

توازن مطلوب بين الرياضة والمحتوى

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتزايد نفوذ صناع المحتوى، أصبحت المنشآت العامة عرضة لاستخدامات جديدة لم تكن في الحسبان قبل سنوات.

 التحدي الذي يواجه المركز الأولمبي اليوم هو إيجاد التوازن بين الاستفادة من هذه المنصات في الترويج للرياضة، ومنع أي ممارسات قد تشوه صورة المؤسسة.

ويرى خبراء أن الحل يكمن في فتح المجال أمام تصوير محتوى رياضي حقيقي داخل المركز، يشمل تدريبات وأحاديث مع اللاعبين والمدربين، بدلًا من المشاهد الترفيهية البعيدة عن الرسالة الأساسية.

القضية التي أثارتها فيديوهات البلوجرز داخل المركز الأولمبي بالمعادي ليست مجرد جدل عابر على مواقع التواصل، بل إنها تعكس صراعًا أوسع بين ثقافة المحتوى السريع ورسالة المؤسسات الوطنية المتخصصة.

 وبينما يستمر النقاش، يبقى الأمل أن تثمر التحركات الحالية عن ضوابط واضحة تحافظ على هيبة المكان وتعيد إليه صورته كمنارة لصناعة الأبطال.

تم نسخ الرابط