إجابة أمين الفتوى حول نذر سيدة لذبح خروف وعدم قدرتها للوفاء به
قدم الشيخ علي قشطة، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، ردًا شافيًا على تساؤل يتعلق بحكم نذر بذبح خروف في حالة الشفاء من مرض السرطان، القصة التي أثارت اهتمام الكثيرين، جاءت على لسان سيدة تدعى “نعمة”، التي كانت قد نذرت بذبح خروف إذا شفاها الله من مرض السرطان، ولكنها تواجه الآن صعوبة في الوفاء بهذا النذر بسبب حالتها المالية.
خلال ظهوره في برنامج “فتاوى الناس” على قناة الناس، اليوم الأربعاء، بدأ الشيخ قشطة حديثه بالدعاء للسيدة، داعيًا الله أن يمنّ عليها بالشفاء التام والعافية، ليُظهر بذلك جانبًا إنسانيًا عميقًا في تعاطيه مع المسائل الشرعية، حيث قال: “ألف سلامة عليكِ يا حاجة نعمة، ونسأل الله أن يمنّ عليكِ بالشفاء التام والعافية”، هذا التفاعل لم يكن فقط ردًا على تساؤل ديني، بل كان أيضًا إشعارًا بالاهتمام والرحمة.
أما عن الحل الشرعي في حالة عجز السيدة عن الوفاء بنذرها بسبب الظروف المالية، فقد أوضح الشيخ قشطة أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الإسلام يراعي حالات العجز والظروف الشخصية للمؤمن، وأكد أن النذر الذي يعجز صاحبه عن الوفاء به، يمكن استبداله بكفارة يمين، وتابع قائلاً: “الكفارة تكون بإطعام 10 مساكين، أو تقديم مبلغ مالي يعادل 300 جنيه تقريبًا، وإذا لم يكن ذلك ممكنًا، يمكنك الصيام لمدة 3 أيام”، بذلك يكون الحل الشرعي قد حفظ للمرأة حقها في التوبة والاستغفار دون تحميلها عبئًا ماليًا يفوق قدرتها.
وأشار أمين الفتوى إلى ضرورة مراعاة الظروف الشخصية والمادية عند التفكير في النذور، منوهًا إلى أن النذر عبادة مشروطة لا ينبغي أن تثقل كاهل الإنسان بما يفوق قدرته، وفي هذا السياق أعاد التأكيد على أن النذر ليس فرضًا ولا يجب أن يُفرض على الشخص ما يعجز عن تنفيذه، بل يمكن استبداله بما هو ميسر وفقًا للمقدرة الشخصية، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى لا يحمّل نفسًا إلا وسعها.
وفي إجابته على سؤال آخر حول أنواع النذور وأحكامها، شرح الشيخ قشطة أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن النذر يمكن أن يأتي بعدة صور، وهي تختلف في الحكم الشرعي بناءً على نوع النذر وظروفه.
ومن أبرز هذه الأنواع:
1.نذر الطاعة أو التبرر: وهو النذر الذي ينذر فيه الشخص القيام بطاعة معينة مثل الصيام أو الصلاة إذا تحقق له أمر معين، وفي حالة العجز عن الوفاء بهذا النذر، يجب على الناذر دفع كفارة يمين.
2.نذر اللجاج: حيث يعلق الشخص فعل شيء ما على حدوث أمر، وهو يشبه اليمين، وفي هذه الحالة يجوز للشخص أن يختار بين الوفاء بالنذر أو دفع كفارة يمين.
3.النذر المطلق: الذي يقتصر على أن ينذر الشخص أمرًا دون تحديد ما هو، وفي هذه الحالة يجب عليه دفع كفارة يمين إذا لم يستطع الوفاء به.
4.النذر المباح: وهو نذر القيام بشيء مباح مثل السفر أو ركوب السيارة، حيث يختلف الفقهاء في حكمه، إذ يرى بعضهم أن الشخص يجب عليه الوفاء به أو دفع الكفارة، بينما يرى البعض الآخر أنه لا عليه شيء إذا لم ينفذه.
5.النذر المكروه: مثل نذر الطلاق، حيث يُنصح الناذر بدفع كفارة يمين إذا قرر عدم الوفاء بنذره.
6.نذر المعصية: الذي ينذر فيه الشخص بفعل شيء محرم، مثل شرب الخمر، وهذا النوع من النذر محرم باتفاق العلماء، ولا يجوز الوفاء به بأي حال من الأحوال، ويجب دفع كفارة إذا وقع.
بذلك، وضّح الشيخ قشطة أن النذور يجب أن تكون مشروعة وأن لا تفرض على الإنسان عبئًا يفوق قدرته، الإسلام يراعي ظروف المؤمن، ويحث على التيسير في العبادة والوفاء بالنذور بما يتناسب مع القدرة الشخصية.
تأتي هذه الفتوى في سياق توجيه المواطنين إلى الطريق الصحيح في التعامل مع النذور، وتقديم حلول شرعية تتماشى مع الظروف الإنسانية والمادية، وهذا يسهم في نشر الوعي الديني بين الناس، ويؤكد على أن الشريعة الإسلامية تواكب احتياجات الإنسان وتراعي ظروفه المعيشية.