الإفتاء توضح: دعاء بسيط لتكفير الذنوب المنسية
في رحلة الإنسان الدنيوية، لا يخلو طريقنا من أخطاء وزلات والذنوب قد تؤرقنا وتقلق مضاجعنا، ودائما التساؤل عن كيفية تكفير الذنوب وكيفية معرفة قبول التوبة هو سؤال يراود الكثيرين، في هذا التقرير يستعرض القارئ نيوز آراء كبار علماء الأزهر الشريف حول هذه المسائل الهامة، لنقدم للقارئ إجابات شافية ووافية تساهم في طمأنينة قلبه وراحة باله.
التوبة من الذنوب التي لا نتذكرها
أجمع علماء الأزهر على أن التوبة النصوح تشمل كل الذنوب، فإذا كان الإنسان يشعر بالقلق من ذنوب قد نسيها، فالأفضل أن يتوب توبة عامة، داعياً الله تعالى أن يغفر له جميع زلاته وسيئاته، كما أوصى العلماء بالإكثار من الاستغفار والتضرع إلى الله، فإن الله غفور رحيم.
علامات قبول التوبة
أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، أن أهم علامة على قبول التوبة هي تغير السلوك، فإذا كان الإنسان قد تاب حقاً، فإنه سيبذل قصارى جهده لاجتناب المعصية والعودة إليها، كما أن الله تعالى سيساعده على ذلك بتوفيقه وهدايته.
هل الذنوب تضيع أجر العبادات؟
أكد الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، أن للذنوب ميزاناً خاصاً بها، ولكن الله تعالى قد جعل للعباد باباً واسعاً للتوبة والاستغفار، فالحسنات تمحو السيئات، والتوبة النصوح تغسل الذنوب، كما أن الله تعالى قد وعد عباده بالمغفرة والرحمة، فإذا تاب العبد إلى الله بصدق، فإن الله سيتجاوز عن ذنوبه.
نصائح عملية للتوبة والاستغفار
الإخلاص في النية: يجب أن تكون النية في التوبة خالصة لله تعالى، وأن يكون الهدف منها التقرب إلى الله والرجوع إليه.
الندم على الذنب: يجب أن يشعر الإنسان بالندم الحقيقي على ما اقترفه من ذنوب، وأن يعزم على عدم العودة إليها.
الإقلاع عن الذنب: يجب أن يتوقف الإنسان عن ارتكاب الذنب الذي تاب منه، وأن يبذل قصارى جهده لتجنبه في المستقبل.
الإكثار من الطاعات: يجب أن يكثر العبد من الطاعات والقربات، كالصلاة والذكر والاستغفار والصدقة، فإن ذلك يقوي إيمانه ويقربه من الله.
الصبر والثبات: يجب أن يصبر العبد على ابتلاءات الدنيا، وأن يثبت على طاعة الله، فإن الشيطان لا ييأس من إغواء العبد.
التوبة هي مفتاح النجاة من العذاب، وهي سبيل إلى السعادة والطمأنينة في الدنيا والآخرة، فمن تاب إلى الله بصدق، فإن الله سيتجاوز عن ذنوبه، وسيفتح له أبواب رحمته.
أثارت عبارة “حسبي الله ونعم الوكيل” تساؤلات بين الناس حول دلالاتها الشرعية، هل هي تفويض وتسليم الأمر إلى الله أم دعاء على الظالم؟ وقد أكد علماء الدين أن هذه العبارة تعكس جوهر الثقة في عدل الله وحكمته، بعيدًا عن أي معنى للتشفي أو الانتقام.
في حديثه عن معنى العبارة، أوضح الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن “حسبي الله ونعم الوكيل” تحمل رسالة الاعتماد الكامل على الله لتحقيق العدالة ورد الحقوق، وأضاف أن المظلوم عندما يتعرض للظلم ويقول هذه العبارة، فإنه يلجأ إلى الله لتدبير الأمور بحكمته وعدله، مشددًا على أن هذا القول لا يعني الدعاء بإلحاق الأذى بالطرف الآخر، بل هو تسليم الأمر لله ليحكم فيه بما يراه حقًا.
أما الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، فقد أشار إلى أن استخدام العبارة ليس حرامًا إذا جاءت في سياقها الصحيح، حتى وإن لم يكن الشخص متأكدًا تمامًا من تفاصيل الظلم الذي تعرض له، وبيّن عاشور أن الله - عز وجل - يرد المظالم، إما برد الحقوق إلى أصحابها أو بإظهار الحكمة في ترك الأمور لعفو الله، كما نبه إلى أهمية تجنب ذكر اسم الظالم أثناء قول العبارة، معتبرًا أن استخدام الدعاء بصفة عامة يعكس تسليمًا مطلقًا لله دون رغبة في تشويه أو إيذاء الآخرين، واستدل عاشور بقول الله تعالى في سورة آل عمران: “الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ”، والتي تجسد ثقة المؤمنين بالله في مواجهة التحديات.