بعد تسجيل أول حالة إنفلونزا الطيور: الأعراض والأسباب التي يجب أن تعرفها
كشفت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أمريكا عن تسجيل أول حالة خطيرة لإنفلونزا الطيور في البلاد، وفي تطور مثير للقلق مما أثار مخاوف متزايدة بشأن انتشار الفيروس في المجتمع الأمريكي، وفي تقرير نشره موقع “فرانس 24”، تم التأكيد على أن الفترة الأخيرة شهدت حالات إصابة متعددة، لكن أغلبها كانت حالات خفيفة لم تسجل أي تعقيدات صحية خطيرة، لكن هذه المرة تم تسجيل حالة جديدة وصفت بالخطيرة، مما يعكس احتمالية تصاعد خطر هذا الفيروس في المستقبل القريب.
أعراض إنفلونزا الطيور
تعتبر إنفلونزا الطيور مرضًا فيروسيًا يمكن أن يصيب الطيور البرية والدواجن، لكن في حالات نادرة، يمكن أن ينتقل إلى البشر، وفقًا لما أوردته منصة “هيلث لاين”، تتشابه الأعراض في البداية مع أعراض الإنفلونزا العادية، حيث يبدأ المرض عادة في الظهور خلال يومين إلى سبعة أيام من التعرض للعدوى. ومن أبرز الأعراض التي قد تظهر على المصابين ما يلي:
السعال
الحمى
التهاب الحلق
آلام في العضلات
الصداع
ضيق النفس
إلى جانب ذلك، يشعر بعض المصابين بغثيان أو يتعرضون للقيء والإسهال، وفي حالات أقل شيوعًا، قد لا يظهر سوى التهاب طفيف في العين، ورغم أن هذه الأعراض قد تبدو مشابهة للإنفلونزا العادية، فإن خطورة الإصابة قد تتفاوت بحسب نوع الفيروس ومناعة الشخص.
كيف ينتشر فيروس إنفلونزا الطيور؟
من أهم الأسئلة التي يطرحها الكثيرون هي كيفية انتقال فيروس إنفلونزا الطيور، وفقًا لما ذكره موقع “مايو كلينك”، تعد الأسواق المزدحمة وغير الصحية، التي يتم فيها بيع الطيور والبيض في الهواء الطلق، بيئة خصبة لانتشار الفيروس، يمكن أن تؤدي هذه الظروف إلى زيادة احتمالية العدوى وانتشار المرض على نطاق أوسع، مما يصعب السيطرة عليه.
علاوة على ذلك، يمكن أن تنتقل العدوى من خلال اللحوم أو البيض غير المطهو بشكل جيد من الدواجن المصابة، من الضروري طهي لحوم الدواجن إلى درجة حرارة داخلية تبلغ 165 فهرنهايت (74 درجة مئوية) لضمان التخلص من الفيروسات الضارة، كما ينبغي طهي البيض حتى يصبح الصفار والبياض صلبين تمامًا لضمان عدم انتقال الفيروس.
تحذيرات من انتشار الفيروس إلى الأبقار
في خطوة استباقية لمواجهة خطر انتقال الفيروس إلى الأبقار، أعلنت وزارة الزراعة الأمريكية عن بدء اختبار إمدادات الحليب الوطنية للتأكد من خلوها من إنفلونزا الطيور، وذلك بعد أن أثارت التقارير عن إصابة قطيع من الأبقار في ولاية تكساس في مارس الماضي قلقًا بشأن انتقال الفيروس إلى الحيوانات الأخرى، ومنذ ذلك الحين، تم تسجيل إصابات في أكثر من 770 قطيعًا في 16 ولاية أمريكية، مما يبرز مدى انتشار الفيروس وتأثيره على الثروة الحيوانية في الولايات المتحدة.
وبموجب أمر فيدرالي جديد، أصدرت وزارة الزراعة الأمريكية تعليمات لجميع المنشآت والمزارع بتبادل عينات من الحليب الخام لفحصها للتأكد من خلوها من الفيروس، هذا القرار يشمل المنشآت التي لديها ناقلات الحليب السائب أو مرافق معالجة الألبان التي تحتفظ أو ترسل الحليب المخصص للبسترة.
الوضع الحالي والمخاطر الصحية العامة
حتى الآن تم تسجيل ما يقرب من 60 حالة إصابة بفيروس إنفلونزا الطيور لدى البشر، نتيجة تعرضهم المباشر للأبقار أو الطيور المصابة، ومع ذلك، أشارت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أن المخاطر على الصحة العامة لا تزال منخفضة في الوقت الراهن، ولا يزال من الممكن السيطرة على انتشار الفيروس من خلال التدابير الوقائية اللازمة.
مع استمرار توالي الحالات، من المهم أن تظل السلطات الصحية في حالة تأهب واستعداد لمواجهة أي تطورات مفاجئة، وتشير التقارير إلى أن إدارة الأزمة تتطلب تعاونًا وثيقًا بين السلطات المحلية والدولية، فضلًا عن استمرار حملات التوعية والتثقيف حول الوقاية من المرض.
يظل فيروس إنفلونزا الطيور مصدر قلق كبير على الصعيدين الصحي والاقتصادي في الولايات المتحدة، ومع تسجيل أول حالة خطيرة للمرض، تزداد أهمية اتخاذ إجراءات فاعلة لضمان سلامة المواطنين والحفاظ على الثروة الحيوانية، وبالرغم من أن المخاطر على الصحة العامة لا تزال تحت السيطرة، يبقى الاستمرار في التوعية والوقاية هو السبيل الأفضل للحد من انتشار هذا الفيروس الخطير.