علامات تحذيرية تكشف الإصابة بالخرف.. تعرّف عليها الآن
يعد الخرف هو حالة صحية تؤثر على وظائف الدماغ وتؤدي إلى تدهور الذاكرة والتفكير والقدرة على اتخاذ القرارات، وتعد هذه الحالة من الأمراض التي تترافق مع الشيخوخة، ولكن يمكن أن يصيب الخرف الأشخاص في أعمار مبكرة أيضًا، وهو يتضمن مجموعة من الأعراض التي تتفاوت في شدتها وتؤثر على الحياة اليومية للفرد.
وفي هذا المقال يتناول “القارئ نيوز” أبرز علامات تحذيرية قد تشير إلى بداية الإصابة بالخرف وكيفية التعرف عليها في مراحلها المبكرة.
تدهور الذاكرة قصيرة المدى
أحد أبرز العلامات التي تشير إلى بداية الإصابة بالخرف هو تدهور الذاكرة قصيرة المدى، حيث يبدأ الشخص في نسيان الأحداث القريبة أو المهام اليومية، مثل نسيان مكان وضع المفاتيح أو إغلاق الباب، أو نسيان المواعيد الهامة، يمكن أن تكون هذه النسيان عرضًا طبيعيًا للشيخوخة، ولكن إذا أصبحت هذه النسيانات متكررة أو تؤثر على الأنشطة اليومية للشخص، فقد تكون علامة على وجود مشكلة أكبر.
إن الأشخاص الذين يعانون من الخرف يواجهون صعوبة متزايدة في تذكر الأسماء أو الأحداث التي حدثت مؤخرًا، وقد يبدأون في تكرار نفس الأسئلة أو القصص عدة مرات، مما يعكس تدهور الذاكرة بشكل تدريجي.
مشاكل في التفكير وحل المشكلات
من العلامات الأخرى التي تشير إلى الخرف هو تدهور القدرة على التفكير وحل المشكلات، في البداية قد يواجه الشخص صعوبة في تنظيم مهام بسيطة أو إدارة الأنشطة اليومية مثل دفع الفواتير أو متابعة جدول مواعيده، مع تقدم الحالة قد يصبح من الصعب عليه فهم أو التعامل مع المفاهيم المعقدة، مثل حسابات الرياضيات البسيطة أو حل الألغاز.
قد يعاني الشخص المصاب بالخرف من صعوبة في اتخاذ القرارات السليمة أو التوصل إلى حلول منطقية في المواقف اليومية، ما ينعكس سلبًا على جودة حياته.
تغيرات في السلوك والمزاج
تُظهر بعض الحالات المبكرة للخرف تغيرات ملحوظة في سلوك الشخص والمزاج، فقد يصبح الشخص سريع الغضب أو قلقًا أو محبطًا بسهولة، كما قد يظهر تقلبات مزاجية شديدة، مثل التحول المفاجئ من الهدوء إلى التوتر أو الحزن العميق، يمكن أن يتسبب الخرف في أن يصبح الشخص أكثر انطوائية أو اجتماعية، ويبدأ في تجنب التفاعلات الاجتماعية المعتادة.
كما قد يعاني المصابون بالخرف من اضطرابات في النوم مثل الأرق أو الاستيقاظ بشكل متكرر في الليل، كما يلاحظ البعض سلوكيات غير عادية مثل التجول المستمر في المنزل أو تكرار أنشطة معينة بشكل مفرط.
صعوبة في التواصل والكلام
يعتبر تدهور القدرة على التواصل من أبرز علامات الخرف التي تؤثر على المصابين بشكل كبير، حيث يبدأ الشخص في مواجهة صعوبة في التعبير عن نفسه أو فهم ما يقوله الآخرون، قد يواجه صعوبة في العثور على الكلمات الصحيحة أثناء الحديث أو يكرر نفس الجمل أو الأسئلة مرارًا وتكرارًا.
قد يصعب على المصاب بالخرف التفاعل بشكل طبيعي في المحادثات اليومية، كما قد يبدأ في استخدام كلمات غير صحيحة أو لا تتناسب مع السياق، مما يؤدي إلى التشويش والإرباك.
فقدان الاتجاه المكاني والزمني
أحد الأعراض الشائعة للخرف هو فقدان الإحساس بالزمان والمكان، حيث يمكن للشخص أن ينسى مكانه أو يضيع في أماكن مألوفة له، وقد يجد صعوبة في تذكر التاريخ أو الوقت الحالي، على سبيل المثال، قد لا يتذكر الشخص ما إذا كان اليوم هو صباح أو مساء، أو قد يعتقد أن اليوم هو يوم آخر، أو حتى ينسى متى وقعت أحداث معينة في حياته.
قد يعاني الشخص المصاب بالخرف من صعوبة في التعرف على الأماكن المألوفة أو الأشخاص الذين يعرفهم جيدًا، مما يزيد من شعوره بالضياع والقلق.
فقدان القدرة على اتخاذ القرارات وتنظيم الأنشطة اليومية
من العلامات التي قد تشير إلى الإصابة بالخرف هو فقدان القدرة على اتخاذ القرارات السليمة وتنظيم الأنشطة اليومية، فقد يواجه الشخص صعوبة في ترتيب المهام اليومية أو اتخاذ قرارات بسيطة مثل ماذا يأكل أو ماذا يرتدي، كما قد ينسى الإجراءات الروتينية مثل غسل اليدين بعد الطعام أو إغلاق الأضواء قبل النوم.
قد يواجه المصاب بالخرف أيضًا صعوبة في مراقبة أو إدارة حساباته المالية، مما قد يعرضه لخطر التعرض للاحتيال أو التأثيرات المالية السلبية.
التنقل وفقدان القدرة على أداء الأنشطة البدنية
في بعض حالات الخرف، يعاني الشخص من فقدان التنسيق الحركي وضعف العضلات، مما يؤدي إلى صعوبة في القيام بالأنشطة البدنية العادية مثل المشي أو صعود الدرج، قد يصبح الشخص أكثر عرضة للسقوط أو الإصابة نتيجة لفقدان التنسيق الحركي، مما يعرضه لمشاكل صحية أخرى، كما قد يواجه صعوبة في القيام بالأعمال اليومية مثل ارتداء الملابس أو الاستحمام.
كيف يمكن التعامل مع هذه العلامات؟
إذا كنت تلاحظ بعض هذه العلامات على أحد المقربين منك، فإنه من الضروري أن تستعين بطبيب مختص لإجراء التقييم اللازم، حيث يمكن أن يكون التشخيص المبكر له دور كبير في التعامل مع الحالة بشكل فعال، قد يتضمن العلاج استخدام الأدوية التي تساعد في التحكم في الأعراض وتأخير تقدم الخرف، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمصاب وأسرته.
من المهم أيضًا أن يتم تحسين البيئة المحيطة بالشخص المصاب بالخرف، مثل إنشاء بيئة مألوفة وآمنة داخل المنزل، وتقديم الدعم في إدارة الأنشطة اليومية، مع الاهتمام بتحفيز العقل من خلال الأنشطة الذهنية مثل القراءة وحل الألغاز.
تعتبر علامات الخرف من التغيرات التي يمكن أن تحدث تدريجيًا على مدار الوقت، ولذلك من الضروري أن نكون واعين لهذه العلامات التي قد تشير إلى الإصابة بالخرف مثل تدهور الذاكرة، وصعوبة التواصل، وتغيرات في السلوك والمزاج، وصعوبة اتخاذ القرارات، فإن التعامل المبكر مع هذه الأعراض قد يساعد في تحسين نوعية حياة المصاب وتقديم الدعم اللازم له، لذا من المهم استشارة الطبيب عند ملاحظة أي من هذه الأعراض لضمان الحصول على الرعاية والعلاج المناسب في الوقت المناسب.