حكم دخول الماء إلى جوف الصائم أثناء السباحة في رمضان.. داعية يوضح

يُثار الكثير من التساؤلات حول الأحكام الشرعية المتعلقة بالصيام، خاصة في الأمور التي قد يتعرض لها الصائم بشكل غير متعمد، ومن بين هذه المسائل مسألة دخول الماء إلى الجوف أثناء السباحة في نهار رمضان، وهو ما أجاب عنه الشيخ مصطفى ثابت، الداعية الإسلامي، موضحًا الحكم الشرعي لهذه المسألة التي تشغل بال الكثيرين، خصوصًا من يمارسون السباحة سواء للترفيه أو لأغراض مهنية مثل مدربي السباحة الذين يواجهون هذه المشكلة أثناء عملهم اليومي.

دخول الماء إلى الجوف أثناء السباحة في نهار رمضان

أكد الشيخ مصطفى ثابت أن دخول الماء إلى الجوف أثناء السباحة في نهار رمضان يُفطر الصائم إذا كان ذلك بغير قصد منه ولكنه لم يتخذ الاحتياطات الكافية لتجنب ذلك، موضحًا أن من يمارس السباحة وهو صائم عليه أن يكون حذرًا، فإن ابتلع الماء دون عمد ولكنه لم يكن متخذًا للاحتياطات الواجبة، فإن صيامه يُفطر، أما إذا دخل الماء إلى جوفه دون أي تقصير منه ودون إرادة، فإنه لا يُفطر لأن الشريعة الإسلامية تراعي حالات المشقة التي يصعب تجنبها تمامًا.

وأشار الداعية الإسلامي، خلال حلقة من برنامج “مع الناس”، المذاع عبر فضائية “الناس”، إلى أن الصيام يُبطل إذا وصل الماء إلى الجوف عمدًا أو نتيجة الإهمال، وفي هذه الحالة يجب على الصائم قضاء هذا اليوم بعد انتهاء شهر رمضان، ولكن في المقابل، هناك حالات يكون فيها دخول شيء إلى الجوف غير مفطر، وذلك إذا كان الأمر خارجًا عن إرادة الإنسان، حيث ذكر أمثلة على ذلك مثل غبار الطريق الذي قد يستنشقه الصائم دون قصد أو الدخان الناتج عن الحريق أو حتى الدقيق المتطاير أثناء عملية العجن، حيث يصعب تجنب هذه الأمور تمامًا.

المضمضة أثناء الوضوء

كما تطرق الشيخ مصطفى ثابت إلى مسألة المضمضة أثناء الوضوء وأهمية الحرص على عدم المبالغة فيها أثناء الصيام، موضحًا أن دخول الماء إلى الجوف أثناء المضمضة بغير قصد لا يفطر، بشرط أن يكون الاستخدام للماء معتدلًا دون إسراف أو مبالغة، حيث إن المبالغة قد تؤدي إلى وصول الماء إلى الحلق ومن ثم الجوف، مما قد يؤدي إلى إبطال الصيام، لذا شدد على ضرورة توخي الحذر في هذا الأمر وعدم الاستهتار به.

وأضاف الداعية الإسلامي أن الإسلام دين يسر وليس عسرًا، حيث إن الله سبحانه وتعالى لم يفرض العبادات على عباده ليشق عليهم، وإنما شرع لهم الرخص والتيسير في الأحكام، ومع ذلك فإن الالتزام بقواعد الصيام وأحكامه واجب على كل مسلم، مشيرًا إلى أن الإسلام يوازن بين الرحمة والالتزام، فلا يُطلب من الإنسان ما هو فوق طاقته، ولكنه في الوقت ذاته يُحثّ على الحرص على العبادات وإتقانها وعدم التهاون في أمور الدين.

دخول الماء إلى أفواههم أثناء التدريبات

وفي سياق متصل، أوضح الشيخ مصطفى ثابت أن من يعملون في مهن قد تفرض عليهم مواجهة مثل هذه المواقف، كمدربي السباحة الذين يكونون معرضين لدخول الماء إلى أفواههم أثناء التدريبات، يجب عليهم بذل أقصى جهدهم لتجنب ذلك، حيث إن الإسلام يُلزم المسلم بأخذ الاحتياطات اللازمة للحفاظ على صحة صيامه، مضيفًا أن من يجد صعوبة شديدة في تجنب ذلك، أو كان الأمر يؤثر على أدائه في العمل، يمكنه أن يستفتي العلماء المختصين ليُحددوا له الحكم الشرعي وفقًا لظروفه الخاصة.

وأكد أن العبرة في جميع هذه الأحكام تكمن في نية الصائم ومدى حرصه على الالتزام بصيامه، فمن وقع في هذا الأمر دون عمد أو تقصير فلا حرج عليه، أما من أهمل في اتخاذ الاحتياطات الكافية أو تساهل في الأمر، فإنه يتحمل مسؤولية ذلك ويجب عليه قضاء اليوم الذي أفطر فيه، لافتًا إلى أن الشريعة الإسلامية قامت على أسس التوازن بين الالتزام والتيسير، حيث لا تُكلّف الإنسان ما هو فوق قدرته، لكنها في ذات الوقت تحثّه على الانضباط في العبادات.

أحكام الصيام

وشدد الشيخ مصطفى ثابت على أهمية أن يكون الصائم على دراية كاملة بأحكام الصيام، خاصة فيما يتعلق بالمواقف التي قد تواجهه في حياته اليومية، مشيرًا إلى أن المعرفة الجيدة بهذه الأمور تُجنب المسلم الوقوع في المحظورات أو الإخلال بعباداته دون قصد، ودعا الجميع إلى الحرص على صحة الصيام والالتزام بأحكامه مع مراعاة روح التيسير التي جاء بها الدين الإسلامي.