تشنجات نصف الوجه.. كل ما تحتاج معرفته عن الأسباب وطرق العلاج الفعّالة

تعد «تشنجات» نصف الوجه من الاضطرابات العصبية النادرة التي تؤثر على نوعية الحياة وتسبب الإحراج والتوتر للمصاب بها وتحدث هذه «التشنجات» بشكل مفاجئ وغير إرادي نتيجة نشاط غير طبيعي في أحد الأعصاب الوجهية وغالبًا ما تبدأ هذه «التشنجات» بشكل خفيف حول العين ثم تمتد تدريجيًا إلى الخد والفم وحتى الرقبة وفي هذا المقال يستعرض القارئ نيوز كل ما تحتاج معرفته عن «تشنجات» نصف الوجه من حيث أسبابها وأعراضها وطرق التشخيص والعلاج الفعّالة للتعامل معها بأمان وفعالية.
ما هي تشنجات نصف الوجه
«تشنجات» نصف الوجه هي حركات لا إرادية متكررة وغير منضبطة تصيب جانبًا واحدًا من الوجه وتكون ناتجة عن تهيج أو ضغط على العصب القحفي السابع المعروف باسم «العصب الوجهي» وتبدأ غالبًا من عضلات الجفن في العين وقد تمتد إلى عضلات الخد والشفاه وأحيانًا الرقبة ويتميز هذا الاضطراب بأن «التشنجات» تظهر في جهة واحدة فقط من الوجه وتزداد شدتها مع مرور الوقت ما لم يتم التدخل بالعلاج المناسب.
أسباب تشنجات نصف الوجه
من أبرز الأسباب المؤدية إلى «تشنجات» نصف الوجه الضغط على العصب الوجهي من قبل وعاء دموي صغير في الدماغ وهو السبب الأكثر شيوعًا لهذا الاضطراب ويمكن أن يحدث هذا الضغط بشكل تدريجي مع التقدم في العمر أو نتيجة وجود تشوهات خلقية في الأوعية الدموية كما يمكن أن تكون «التشنجات» ناتجة عن التهابات مزمنة في الأعصاب أو مضاعفات بعد الجراحة أو الصدمات الدماغية وفي بعض الحالات النادرة تكون الأورام أو التصلب المتعدد من الأسباب الكامنة خلف هذه الحالة.
أعراض تشنجات نصف الوجه
تتمثل أبرز أعراض «تشنجات» نصف الوجه في حركات عضلية لا إرادية تبدأ عادة من حول العين مثل غمز العين المتكرر أو إغلاقها المفاجئ دون سيطرة ثم تمتد إلى عضلات الوجه الأخرى وقد تشمل الشفاه أو الخد أو حتى الرقبة من نفس الجانب وتتكرر هذه «التشنجات» بشكل غير منتظم لكنها تزداد في فترات التوتر أو الإرهاق أو عند التحدث أو الأكل كما يمكن أن يشعر المصاب بوخز أو ضعف بسيط في الجانب المصاب من الوجه وقد تتفاقم الحالة إلى درجة تؤثر على القدرة على الرؤية أو التحدث بشكل طبيعي.
كيف يتم تشخيص الحالة
يعتمد تشخيص «تشنجات» نصف الوجه على الفحص السريري الدقيق من قبل طبيب الأعصاب الذي يقوم بملاحظة الحركات اللاإرادية للوجه وتحليل نمطها كما يمكن أن يطلب الطبيب إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ للتأكد من وجود ضغط على العصب الوجهي أو استبعاد أي أورام أو أمراض أخرى تؤثر على الأعصاب كما قد يتم استخدام تخطيط الأعصاب أو اختبارات التوصيل العصبي لتحديد درجة التأثر العصبي بدقة.
طرق العلاج المتاحة
تتنوع خيارات علاج «تشنجات» نصف الوجه بين العلاجات الدوائية والتدخلات الجراحية ويعتمد اختيار الطريقة المناسبة على شدة الحالة واستجابتها للعلاج في البداية يُستخدم دواء «البوتوكس» وهو أحد الحلول الأكثر شيوعًا حيث يتم حقنه في العضلات المصابة مما يؤدي إلى ارتخائها وتقليل «التشنجات» بشكل ملحوظ وتستمر فعالية البوتوكس لعدة أشهر وقد يحتاج المريض إلى تكرار الجلسات بشكل منتظم.
أما في الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي فإن الجراحة قد تكون الخيار الأنسب وتهدف الجراحة إلى إزالة الضغط الواقع على العصب الوجهي من خلال ما يعرف بـ«جراحة إزالة الضغط الميكروي» وهي إجراء دقيق يتم فيه فصل الأوعية الدموية التي تضغط على العصب بواسطة حاجز صغير يقلل الاحتكاك ويمنع استمرار «التشنجات» بشكل دائم.
تأثير التشنجات على الحياة اليومية
لا تقتصر «تشنجات» نصف الوجه على الجانب الجسدي فقط بل تمتد آثارها إلى الجانب النفسي والاجتماعي حيث يعاني كثير من المرضى من الإحراج أو القلق بسبب الحركات المفاجئة التي قد يسيء الآخرون فهمها كما قد تؤثر على الثقة بالنفس والعلاقات الاجتماعية والعمل لذلك من المهم أن يحظى المريض بالدعم النفسي المناسب بالإضافة إلى العلاج الطبي المناسب.
نصائح للمصابين بتشنجات نصف الوجه
ينصح الأطباء المصابين بـ«تشنجات» نصف الوجه بمحاولة تقليل التوتر النفسي من خلال تمارين الاسترخاء أو اليوغا أو الاستماع للموسيقى الهادئة كما يُفضل تنظيم مواعيد النوم والراحة لتقليل تكرار النوبات ويُستحسن الابتعاد عن المحفزات مثل الكافيين أو الإرهاق الجسدي الزائد كما يُنصح بعدم تجاهل الحالة ومراجعة الطبيب فور ملاحظة التكرار أو زيادة شدة «التشنجات» بشكل ملحوظ.
الفرق بين تشنجات الوجه والحالات العصبية الأخرى
يخلط البعض بين «تشنجات» نصف الوجه وحالات عصبية أخرى مثل شلل بيل أو التشنج النصفي أو النوبات العصبية ولكن «تشنجات» نصف الوجه تتميز بأنها تبدأ تدريجيًا وتؤثر على العضلات بشكل متدرج دون فقدان القدرة الكاملة على الحركة بينما حالات الشلل تكون مفاجئة وتؤدي إلى ضعف كلي في عضلات الوجه لذلك فإن التشخيص الدقيق هو العامل الأهم في تحديد العلاج المناسب.