الإثنين 24 فبراير 2025 الموافق 25 شعبان 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

هل تمنع الملائكة من دخول البيت لوجود كلب أو صورة؟.. الفتوى تجيب

الكلاب
الكلاب

يثير موضوع دخول الملائكة إلى المنازل التي تحتوي على الكلاب أو الصور الكثير من التساؤلات بين الناس، وقد أوضح الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الفقهاء أجمعوا على أن الملائكة لا تدخل البيت الذي يوجد فيه كلب أو صورة، ولكن الأمر يحتاج إلى تفصيل، حيث إن المقصود بالكلب هنا ليس كل الكلاب، وإنما الكلاب التي لا فائدة منها والتي تُقتنى لمجرد الزينة أو التسلية، مثل الكلاب المدللة التي يتم اقتناؤها بلا سبب شرعي واضح. 

الكلاب المسموح باقتنائها في الإسلام

أكد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن الشريعة الإسلامية لا تمنع اقتناء الكلاب بشكل عام، ولكنها تحدد بعض الشروط لذلك، فالكلاب التي لها منفعة مثل كلاب الحراسة التي تحمي البيوت والممتلكات، وكلاب الصيد التي تساعد في الحصول على الطعام، وكلاب الرعي التي تُستخدم لحماية الماشية، لا تدخل ضمن النهي، وبالتالي فإن وجودها في المنزل لا يمنع دخول الملائكة، لأنها مستثناة من الحكم الذي ورد في الأحاديث النبوية الشريفة.

حكم وجود الصور في المنزل

بالنسبة للصور، أشار الدكتور علي فخر إلى أن الفقهاء اختلفوا في تفسير المقصود بها، حيث يرى بعضهم أن المقصود بالصور التي تمنع دخول الملائكة هي الصور المجسمة التي تُعبد من دون الله، أي التماثيل التي كان يستخدمها المشركون في عباداتهم، أما الصور الفوتوغرافية أو غير المجسمة التي تُستخدم في التوثيق أو الاحتفاظ بالذكريات فلا حرج فيها، خاصة إذا لم يكن فيها تعظيم أو مضاهاة لخلق الله، كما أن وجود الصور في الكتب أو الأوراق الرسمية أو حتى في الأجهزة الإلكترونية لا يُعد مانعًا لدخول الملائكة وفقًا للعديد من العلماء.

حكم لمس الكلب من الناحية الفقهية

من المسائل التي تثير الجدل أيضًا مسألة لمس الكلاب ومدى نجاستها، وقد أوضحت لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، في ردها على سؤال لطبيب بيطري حول حكم لمس الكلاب أثناء علاجها، أن شعر الكلب وجلده طاهران ولا يُنجّسان اليدين أو الملابس، ولكن المشكلة تكمن في لعاب الكلب، حيث يُعتبر نجسًا وفقًا لما ورد في الحديث الشريف، وإذا أصاب لعاب الكلب يد الإنسان أو ملابسه، فإنه يجب غسل الموضع الذي أصابه بالماء، ويُستحب استخدام التراب كما ورد في السنة النبوية.

تأثير الرطوبة على حكم لمس الكلب

يتوقف الحكم على لمس الكلب على طبيعة الملامسة ووجود رطوبة، فإذا لمس الإنسان الكلب ولم يكن هناك أي أثر للرطوبة، فإن ذلك لا يُعد سببًا للنجاسة وفقًا للمذهب المالكي، أما إذا كان هناك رطوبة في يد الإنسان أو على الكلب نفسه، فإن جمهور الفقهاء يرون أن اليدين تتنجسان ويتوجب غسلهما، ومن هنا نجد أن الحكم يختلف بين المذاهب الفقهية، فبينما يشدد بعض العلماء على وجوب التطهير بعد لمس الكلب، يرى آخرون أن ذلك يعتمد على وجود الرطوبة أو عدمها.

كيفية تطهير النجاسة الناتجة عن لعاب الكلب؟

عند الحديث عن تطهير النجاسة الناتجة عن لعاب الكلب، نجد أن الأمر يختلف بين المذاهب الأربعة، فقد ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات إحداهن بالتراب» (رواه مسلم)، وهذا يدل على ضرورة غسل الإناء عدة مرات إذا شرب الكلب منه، وقد أوضح العلماء أن استخدام التراب في الغسل يُفضل أن يكون في المرة الأولى.

أما بالنسبة للخلاف الفقهي حول عدد مرات الغسل، فإن الشافعية والحنابلة يشترطون غسل الإناء سبع مرات مع استخدام التراب في إحداها، بينما يكتفي الحنفية بغسله ثلاث مرات دون الحاجة إلى التراب، أما المالكية فيرون أن غسل الإناء سبع مرات مستحب وليس واجبًا، ولا يرون ضرورة لاستخدام التراب، وهذا يدل على أن المسألة فيها اختلاف بين العلماء، ولكن للخروج من الخلاف، يُفضل اتباع مذهب الشافعية والحنابلة، وإن لم يكن ذلك متاحًا، فيمكن الاكتفاء بغسل الإناء ثلاث مرات كما ذهب إليه الحنفية.

يتبين من خلال هذا العرض أن مسألة دخول الملائكة إلى المنازل التي تحتوي على الكلاب أو الصور تحتاج إلى توضيح، فليس كل كلب يمنع دخول الملائكة، بل المقصود هو الكلاب التي لا فائدة منها، أما الكلاب التي تُقتنى لغرض مشروع مثل الحراسة أو الصيد أو الرعي فهي مستثناة من النهي، كذلك فإن الصور التي تمنع دخول الملائكة وفق بعض الفقهاء هي الصور المجسمة التي تُعبد من دون الله، وليس الصور الفوتوغرافية أو الصور المستخدمة في التوثيق أو التعليم.

أما بالنسبة لمسألة لمس الكلب، فإن الحكم يختلف بين الفقهاء، فبينما يرى المالكية أن شعر الكلب وجلده طاهران، يتفق جمهور العلماء على أن لعابه نجس ويجب غسله بالماء، ومن الأفضل اتباع السنة النبوية في طريقة التطهير، خاصة عند ملامسة لعاب الكلب، وذلك بغسل المكان سبع مرات إحداها بالتراب وفقًا لما ورد في الحديث الشريف.

الأحكام المتعلقة بهذه المسائل تعتمد على فهم النصوص الشرعية وتفسيرات العلماء لها، ولذلك من الأفضل دائمًا الرجوع إلى أهل الفتوى والاختيار من بين الآراء الفقهية المختلفة ما يتناسب مع الظروف والإمكانيات، مع الحرص على الالتزام بالأحكام الشرعية بما يحقق الطهارة والراحة النفسية.

تم نسخ الرابط