فاكهة شائعة قد تضر قلبك.. تجنب تناولها مع أدوية الكوليسترول

يحرص الكثير من الناس على تناول الفواكه يوميًا نظرًا لفوائدها الصحية المتعددة مع أدوية الكوليسترول واحتوائها على الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم، ولكن ما لا يعلمه البعض أن هناك بعض أنواع الفواكه التي قد تتداخل مع تأثير الأدوية وتسبب مشكلات صحية غير متوقعة، ومن بين هذه الفواكه الجريب فروت الذي يتمتع بمذاق مميز وفوائد عديدة ولكنه قد يكون خطيرًا عند تناوله مع أدوية القلب والكوليسترول.

حيث أظهرت العديد من الدراسات أن هذه الفاكهة تحتوي على مركبات قد تؤثر على امتصاص بعض الأدوية داخل الجسم مما يؤدي إلى زيادة تركيزها في الدم أو تقليل فعاليتها، وهو ما قد يشكل خطرًا حقيقيًا على صحة المرضى الذين يعتمدون على هذه الأدوية لتنظيم مستويات الكوليسترول أو علاج أمراض القلب.

لماذا يشكل الجريب فروت خطرًا على مرضى القلب والكوليسترول؟

يحتوي الجريب فروت على مركبات طبيعية تُعرف باسم “الفورانوكومارين”، وهي مركبات تؤثر على إنزيم معين في الكبد يُعرف باسم “CYP3A4”، حيث يقوم هذا الإنزيم بتكسير العديد من الأدوية داخل الجسم لضمان امتصاصها بجرعات مناسبة، ولكن عند تناول الجريب فروت فإنه يمنع هذا الإنزيم من أداء وظيفته بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى تراكم كميات كبيرة من الدواء في الدم، وهذا بدوره يزيد من خطر الإصابة بالآثار الجانبية الشديدة التي قد تكون مهددة للحياة.

الأدوية المتأثرة بالجريب فروت

هناك العديد من الأدوية التي يمكن أن تتأثر بتناول الجريب فروت، ومن أهمها الأدوية المستخدمة في علاج ارتفاع الكوليسترول وأمراض القلب، حيث أن تناول هذه الفاكهة قد يزيد من تركيز الدواء في الدم مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، ومن بين هذه الأدوية:

أدوية خفض الكوليسترول مثل الأتورفاستاتين والسمفاستاتين، حيث يؤدي تناول الجريب فروت إلى زيادة مستويات هذه الأدوية في الدم مما يزيد من خطر تلف العضلات والفشل الكلوي

بعض أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم مثل فيلوديبين ونيفيديبين، حيث يمكن أن يؤدي تناول الجريب فروت مع هذه الأدوية إلى انخفاض حاد في ضغط الدم مما قد يسبب دوخة وإغماء

أدوية علاج عدم انتظام ضربات القلب مثل الأميودارون، حيث قد يؤدي تناول الجريب فروت إلى زيادة تركيز هذه الأدوية في الدم مما قد يزيد من خطر الإصابة باضطرابات خطيرة في ضربات القلب

بعض الأدوية المضادة لتخثر الدم مثل الوارفارين، حيث يمكن أن يؤثر الجريب فروت على فعاليتها مما يزيد من خطر النزيف أو التجلطات الدموية

ما هي الكمية التي يمكن أن تسبب المشكلة؟

قد يعتقد البعض أن تناول كمية صغيرة من الجريب فروت لن يشكل خطرًا، ولكن الحقيقة أن حتى كمية قليلة منه قد تؤثر على امتصاص الأدوية وتزيد من تركيزها في الدم، حيث أشارت بعض الدراسات إلى أن تناول كوب واحد من عصير الجريب فروت يوميًا يمكن أن يزيد من مستويات بعض الأدوية في الدم بنسبة تصل إلى 300%، وهو ما يجعل تأثيرها أقوى بكثير من الجرعة المعتادة التي يصفها الطبيب، لذلك يُنصح الأشخاص الذين يتناولون أدوية القلب والكوليسترول بتجنب هذه الفاكهة تمامًا وعدم تناولها حتى بكميات قليلة إلا بعد استشارة الطبيب.

ما البدائل الصحية للجريب فروت؟

بالرغم من الفوائد العديدة للجريب فروت إلا أنه ليس الفاكهة الوحيدة الغنية بالفيتامينات ومضادات الأكسدة، حيث يمكن لمرضى القلب والكوليسترول استبداله بأنواع أخرى من الفواكه التي لا تتفاعل مع الأدوية، ومن بين هذه البدائل:

البرتقال الذي يحتوي على نسبة عالية من فيتامين C ويساعد على تعزيز جهاز المناعة دون أن يؤثر على امتصاص الأدوية

التفاح الذي يُعد مصدرًا غنيًا بالألياف القابلة للذوبان مما يساعد في تقليل مستويات الكوليسترول الضار في الدم

الموز الذي يحتوي على البوتاسيوم المهم لصحة القلب ويساعد على تنظيم ضغط الدم دون أي تداخل مع الأدوية

التوت الذي يُعد من الفواكه الغنية بمضادات الأكسدة ويساعد في تقليل الالتهابات وتحسين صحة القلب

نصائح لمرضى القلب والكوليسترول عند تناول الفواكه

لضمان الحصول على فوائد الفواكه دون التعرض لأي مخاطر صحية من المهم اتباع بعض الإرشادات، حيث يجب على المرضى الذين يتناولون أدوية القلب والكوليسترول التحقق من التفاعلات المحتملة بين الأدوية والأطعمة التي يتناولونها، كما يُنصح بقراءة النشرة المرفقة مع الدواء لمعرفة ما إذا كان هناك تحذير بشأن تناول الجريب فروت أو أي أطعمة أخرى، بالإضافة إلى ذلك يُفضل استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل إدخال أي فاكهة جديدة إلى النظام الغذائي، كما أن الاعتدال في تناول الفواكه بشكل عام يساعد في تجنب أي مشكلات صحية محتملة.

بالرغم من الفوائد العديدة للجريب فروت إلا أنه قد يكون خطيرًا عند تناوله مع بعض أدوية القلب والكوليسترول، حيث يمكن أن يزيد من تركيز هذه الأدوية في الدم ويؤدي إلى آثار جانبية خطيرة، لذلك من الضروري توخي الحذر واستشارة الطبيب قبل تناوله، كما يمكن استبداله بفواكه أخرى آمنة توفر فوائد صحية دون أن تؤثر على فعالية الأدوية، فالحفاظ على توازن النظام الغذائي يُعد المفتاح الأساسي لصحة جيدة وحياة خالية من المضاعفات.