الكنافة بالقلقاس تجربة جريئة تشعل مواقع التواصل في رمضان.. إبداع أم مخاطرة؟

مع حلول شهر رمضان من كل عام، تتجدد الابتكارات في عالم الأطعمة والحلويات، حيث يسعى الطهاة وربات البيوت إلى تقديم وصفات جديدة ومبتكرة تضيف لمسة خاصة على السفرة الرمضانية.

هذا العام، تصدر طبق الكنافة بالقلقاس حديث مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما أثار الجدل بين محبي الحلويات وعشاق الأكلات الغريبة، فبعد أن اعتادت العائلات المصرية والعربية على تناول الكنافة التقليدية بأشكالها المتعددة، جاء هذا المزيج الفريد ليغير مفهوم الحلويات الرمضانية ويخلق حالة من الانقسام بين المتذوقين.

الكنافة بالقلقاس… مزيج غير متوقع بين الحلو والمالح

الكنافة تُعد من أكثر الحلويات الرمضانية شهرة، حيث لا تخلو مائدة الإفطار منها بأشكالها المختلفة، سواء كانت محشوة بالقشطة أو المكسرات أو حتى الشوكولاتة.

لكن ما حدث هذا العام كان بعيدًا عن المعتاد، حيث ظهرت وصفة الكنافة بالقلقاس، التي تجمع بين قوام الكنافة الهش والمقرمش مع طعم القلقاس الفريد، لتشكل تجربة مذاق جديدة لم يألفها الكثيرون.

القلقاس، الذي يُعرف باستخدامه في الأطباق المالحة كاليخني أو الطواجن، يتميز بقوامه الكريمي ونكهته الغنية، مما يجعله مكونًا غير تقليدي في الحلويات. 

ورغم أن البعض قد يجد هذا المزيج غريبًا، فإن التجارب الأولى لهذه الوصفة أظهرت إعجاب بعض الأشخاص الذين استمتعوا بالتناقض بين الحلاوة المعتدلة للكنافة والطعم الترابي اللذيذ للقلقاس. 

طريقة تحضير الكنافة بالقلقاس

أثارت هذه الوصفة فضول الكثيرين، ما دفعهم إلى البحث عن طريقة تحضيرها وتجربتها في المنازل، تعتمد الوصفة على مكونات بسيطة، لكنها تتطلب دقة في التحضير للحصول على التوازن المثالي بين النكهات.

المكونات

250 جرامًا من الكنافة

300 جرام من القلقاس المسلوق والمهروس

2 ملعقة كبيرة من السكر

½ كوب من الزبدة الذائبة

½ كوب من الحليب المكثف

2 ملعقة صغيرة من القرفة المطحونة

¼ كوب من الفستق المجروش للتزيين

¼ كوب من العسل أو الشيرة

طريقة التحضير

1.تحضير الكنافة: تُفكك خيوط الكنافة جيدًا، ثم يتم تحميرها في الزبدة على نار هادئة حتى تصبح ذهبية اللون، وبعد ذلك يُضاف إليها الحليب المكثف والسكر ويتم تقليبها جيدًا.

2.تحضير القلقاس: يُسلق القلقاس جيدًا حتى يصبح طريًا، ثم يُهرس ويُخلط مع القرفة والسكر للحصول على قوام كريمي ونكهة متوازنة بين الحلو والمالح.

3.دمج المكونات: في صينية فرن، توضع طبقة من الكنافة المقرمشة، ثم تُضاف طبقة من خليط القلقاس، ثم تُغطى بطبقة أخرى من الكنافة.

4.الخبز: تُدخل الصينية إلى فرن مُسخن مسبقًا على حرارة 180 درجة مئوية، وتُترك لمدة 15 إلى 20 دقيقة حتى تكتسب لونًا ذهبيًا جميلًا.

5.التزيين والتقديم: بعد إخراج الكنافة من الفرن، تُزين بالفستق المجروش، ثم يُسكب عليها العسل أو الشيرة الباردة للحصول على نكهة متكاملة.

ردود الفعل على السوشيال ميديا

بعد انتشار هذه الوصفة، انقسمت آراء رواد مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض. البعض اعتبرها فكرة مبتكرة وغير تقليدية تضيف لمسة من التجديد إلى السفرة الرمضانية، بينما رأى آخرون أنها مزيج غير متجانس لا يتناسب مع الطابع التقليدي للحلويات الشرقية.

أحد المستخدمين كتب معلقًا: “كنت مترددًا في تجربتها، لكن المفاجأة أنها لذيذة جدًا، خاصة مع إضافة القرفة والعسل”، في حين قال آخر: “لم أتمكن من تقبل الفكرة، القلقاس بالنسبة لي لا يمكن أن يكون جزءًا من الحلويات”.

لماذا انتشرت وصفة الكنافة بالقلقاس؟

الانتشار السريع لهذه الوصفة يمكن تفسيره بعدة عوامل، أهمها حب الناس لتجربة النكهات الجديدة والمختلفة، خاصة في المناسبات مثل رمضان حيث يكون هناك ميل لاكتشاف أطباق غير تقليدية. كما أن مشاركة هذه التجارب على مواقع التواصل الاجتماعي لعب دورًا كبيرًا في إثارة الفضول حولها، حيث سعى الكثيرون إلى تجربتها بأنفسهم لمعرفة ما إذا كانت تستحق الضجة المثارة حولها.

هل تستمر هذه الوصفة أم تظل مجرد تجربة رمضانية؟

مثل العديد من الابتكارات التي تظهر في رمضان، قد تبقى الكنافة بالقلقاس موضة مؤقتة تثير الجدل ثم تختفي، أو قد تتطور ويتم تحسينها بمرور الوقت حتى تصبح من الأصناف المعتادة في بعض المطابخ. الأمر في النهاية يتوقف على مدى تقبل الناس لها ومدى نجاحها في إرضاء مختلف الأذواق.

سواء كنت من محبي التجربة أم من المترددين، فإن رمضان هو الوقت المثالي لاكتشاف أكلات جديدة والاستمتاع بالنكهات المختلفة، وربما تكون الكنافة بالقلقاس واحدة من تلك المفاجآت التي تجعل مائدة الإفطار أكثر تنوعًا هذا العام.