الأحد 27 أبريل 2025 الموافق 29 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

لو استخدمت الذكاء الاصطناعي لإحياء صور الموتى هل هذا حرام؟.. الأزهر يجيب

على جمعة
على جمعة

أثار سؤال إحدى الفتيات حول استخدام الذكاء الاصطناعي في تحريك صور الأشخاص المتوفين جدلًا واسعًا، حيث طرحت استفسارها على الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، خلال برنامج “نور الدين والدنيا” المذاع طوال شهر رمضان، تساءلت الفتاة قائلة: “لو في شخص ميت عزيز عليا، جبت الصورة بتاعته وعملتها بالذكاء الاصطناعي خلتها بتتحرك كأنها حية، فما الحكم؟”.

رأي الدكتور علي جمعة في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحريك صور الموتى

في إجابته على هذا السؤال، أوضح الدكتور علي جمعة أن حكم استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا الأمر يتوقف على الهدف من ورائه، فإذا كان الهدف هو الكذب أو توثيق أمر لم يحدث قبل وفاة الشخص، فإن هذا يعد نوعًا من التزوير وأكل أموال الناس بالباطل، وهو أمر محرم شرعًا، أما إذا كان هناك منفعة حقيقية من استخدام هذه التقنية، فالأمر يختلف، وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يزال مجالًا جديدًا على مستوى العالم، سواء للصغار أو الكبار، وما زال العلماء يبحثون في تأثيراته وأحكامه المختلفة.

حكم الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي ونقل المعلومات

من جانبه، تحدث الشيخ عبد الرحمن أنور، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن دور الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي، مؤكدًا أن البحث العلمي يحتاج إلى جهد وتدقيق، ولا يجب الاعتماد على الذكاء الاصطناعي بشكل كامل دون تحقق من صحة المعلومات، واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه”، موضحًا أن مجرد نقل المعلومات دون التحقق منها أو بذل مجهود في التأكد من صحتها لا يُعد إتقانًا، وهذا قد يؤدي إلى انتشار معلومات غير دقيقة أو مغلوطة.

مخاطر الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي

أشار الشيخ عبد الرحمن أنور إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون وسيلة مساعدة في البحث، لكنه لا يغني عن التحقق من صحة المعلومات ومصادرها، ولفت إلى أن بعض الأشخاص قد يعتمدون عليه لنقل أبحاث كاملة دون تدقيق، مما يؤدي إلى أخطاء علمية ومغالطات، خاصة عند نقل الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية أو أقوال العلماء، مؤكدًا أن الباحث يجب أن يكون أمينًا فيما ينقله، لأن نقل المعلومات دون تحقق قد يؤدي إلى نشر الكذب، وهو أمر خطير وله عواقب كبيرة.

أهمية التدبر والتفكير عند استخدام الذكاء الاصطناعي

استشهد أمين الفتوى بعدد من الآيات القرآنية التي تدعو إلى التدبر والتفكير، مثل قوله تعالى: “أفلا يتدبرون” و”أفلا يعقلون” و”أفلا يتفكرون”، مشيرًا إلى أن البحث العلمي يتطلب استخدام العقل والتحقق، وليس مجرد النقل الآلي، وأوضح أن الذكاء الاصطناعي قد يكون فرصة جيدة للتعلم والبحث إذا تم استخدامه بضوابط صحيحة، لكنه لا يجب أن يكون المصدر الوحيد للمعلومات، بل ينبغي التعامل معه كوسيلة مساعدة فقط وليس كبديل عن الجهد الشخصي والتدقيق العلمي.

نصيحة للطلاب والباحثين حول استخدام الذكاء الاصطناعي

في ختام حديثه، قدم الشيخ عبد الرحمن أنور نصيحة مهمة للطلاب والباحثين، مؤكدًا على ضرورة التأكد من صحة المعلومات قبل نقلها أو نشرها، لأن كل شخص مسؤول أمام الله عما ينشره، وقد يؤدي عدم التدقيق إلى نقل معلومات خاطئة للأجيال القادمة، وأكد أن العلم يحتاج إلى اجتهاد وأمانة، وأن الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي دون مراجعة أو تحقق قد يؤدي إلى أخطاء تؤثر على مصداقية البحث العلمي والمعرفة بشكل عام.

بهذه التصريحات، يتضح أن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين، ويمكن أن يكون مفيدًا إذا تم استخدامه في الخير، لكنه قد يصبح أداة خطيرة إذا تم استغلاله في التضليل أو نشر معلومات غير صحيحة، ولذلك يجب التعامل معه بحذر والتأكد من صحة أي معلومة يتم الحصول عليها من خلاله.

تم نسخ الرابط