مسلسل وتقابل حبيب.. 4 نصائح لرعاية الأب للأبناء بعد رحيل الأم

شهدت أحداث مسلسل “وتقابل حبيب”، الذي يُعرض ضمن دراما رمضان 2025 على شبكة قنوات المتحدة، تطورات درامية مؤثرة، حيث ناقش قضية فقدان الأم وتأثيرها العميق على الأسرة، خاصة عندما يُترك الأطفال في رعاية الأب وحده، وهو ما واجهه بطل العمل فارس (كريم فهمي) بعد وفاة زوجته، ليجد نفسه أمام تحدٍّ كبير لم يكن مستعدًا له، وهو تحمل مسئولية رعاية طفله وحده، وسط حزنه العميق على فقدان زوجته، وصعوبة تولي دورها في تربية الطفل، مما يضعه في أزمة نفسية وعاطفية معقدة.

 نصائح لرعاية الأب للأبناء مثل وتقابل حبيب

وفي هذا السياق، توضح الدكتورة شيماء عراقي، الاستشارية الأسرية والمتخصصة في تعديل السلوك، بعض النصائح الهامة التي يمكن أن تساعد الأب في أداء دور الأم بعد وفاتها، خاصة إذا كان لديه أطفال صغار يحتاجون إلى الدعم والرعاية المستمرة.

كيف يمكن للأب التعامل مع فقدان الزوجة مثل مسلسل وتقابل حبيب؟

تشير الدكتورة شيماء عراقي إلى أن الكثير من الآباء يفتقدون مهارات العناية اليومية بأطفالهم، نظرًا لاعتمادهم بشكل أساسي على الأمهات في أداء هذه المهام، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة على الأب والطفل معًا، خاصة أن الطفل يمر بصدمة نفسية بسبب فقدان والدته.

لذلك، من الضروري أن يكون الأب مستعدًا لتولي هذا الدور الجديد مثل مسلسل وتقابل حبيب، وأن يحرص على توفير الدعم العاطفي والنفسي لطفله، من خلال مجموعة من الخطوات التي تساعده في تخطي هذه المرحلة الصعبة.

1- تهيئة الطفل نفسيًا وتوفير الأمان له

يعد التهيئة النفسية للطفل من أهم الخطوات التي يجب أن يبدأ بها الأب، حيث يجب عليه أن:

يكون قريبًا من طفله قدر الإمكان، ويقضي معه أوقاتًا طويلة لتعويضه عن غياب الأم.

يشاركه تفاصيل حياته اليومية، مثل الطعام واللعب والمذاكرة، حتى يشعر بالأمان والاحتواء.

يطمئنه باستمرار بأنه ليس وحده، وأنه سيحصل على كل الدعم والحب الذي يحتاجه.

الهدف الأساسي هنا هو توفير بيئة آمنة وداعمة للطفل، تساعده على تجاوز مشاعر الحزن والخوف الناتجة عن فقدان الأم.

2- فهم نمط حياة الطفل والاستعانة بالمقربين

من المهم أن يفهم الأب تفاصيل الحياة اليومية لطفله، والتي كانت تعتمد عليها الأم بشكل أساسي، مثل:

معرفة روتينه اليومي، من مواعيد النوم والاستيقاظ والطعام والدراسة والأنشطة الأخرى.

الاستعانة بأفراد العائلة المقربين، مثل الأجداد أو الأعمام والخالات، خاصة إذا كان الأب مشغولًا بعمله.

توفير بدائل لرعاية الطفل، إذا كان من الصعب على الأب التواجد المستمر، مثل اللجوء إلى جليسة أطفال أو مساعدة أحد الأقارب.

هذه الخطوة تساعد الطفل على الاحتفاظ بنمط حياته المعتاد، مما يجعله يشعر بالاستقرار والأمان.

3- مشاركة الطفل في الأنشطة اليومية

يعد مشاركة الطفل في الأنشطة المختلفة وسيلة فعالة لتخفيف شعوره بالحزن والوحدة، حيث يمكن للأب أن:

يشارك طفله في اللعب أو ممارسة الرياضة أو الخروج للتنزه، مما يساعد على تحسين حالته النفسية.

يخصص وقتًا يوميًا للحوار مع الطفل والاستماع إليه، حتى يشعر أنه ليس وحيدًا في هذه المرحلة.

يحافظ على عادات الأم التي اعتاد عليها الطفل، مثل تحضير نفس وجبات الطعام أو قراءة قصة قبل النوم، مما يخلق لديه إحساسًا بالأمان والاستمرارية.

4- دعم الأقارب وتكوين صداقات جديدة للطفل

الدعم الاجتماعي مثل مسلسل وتقابل حبيب يلعب دورًا مهمًا في مساعدة الطفل على تخطي أزمة فقدان والدته، ولذلك يُنصح بأن:

يحرص الأب على إبقاء صلة الطفل بأقارب والدته، مثل الأجداد أو الخالات، حتى يشعر بوجود أشخاص يهتمون به.

يشجع الطفل على تكوين صداقات جديدة، سواء في المدرسة أو في الأنشطة الاجتماعية المختلفة، مما يساعده على الاندماج والتأقلم.

يتعامل الأب مع الطفل كصديق، ويمنحه الفرصة للتعبير عن مشاعره وأفكاره بحرية، مما يسهل عليه تجاوز الألم العاطفي.

فقدان الأم يمثل تحديًا كبيرًا للأب والطفل معًا، لكن من خلال الاحتواء العاطفي، وتوفير الدعم النفسي، والمشاركة الفعالة في حياة الطفل، يمكن للأب أن يؤدي دوره الجديد بنجاح، ويضمن لطفله نموًا نفسيًا سليمًا.

المفتاح الأساسي في هذه المرحلة هو الصبر، والحب، والاهتمام المستمر، حيث يمكن للأب أن يكون مصدر الأمان والدعم الرئيسي لطفله، مما يساعده على تجاوز المحنة واستعادة توازنه العاطفي والنفسي.