الاتهامات تطارد نتنياهو أمام الشرطة الإسرائيلية

تطارد الاتهامات نتنياهو بين الرشوة، وخيانة الأمانة، والاحتيال، والضغوط على شهود القضية، تتعقد خيوط التحقيقات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما يضع المشهد السياسي والقانوني في إسرائيل أمام اختبار غير مسبوق.
الاتهامات تلاحق نتنياهو
ويواصل نتنياهو العودة إلى المحكمة للإدلاء بشهادته في القضايا التي تلاحقه، وسط تظاهرات من معارضيه، إذ يبدو أن المواجهة بين القضاء ونتنياهو لم تعد مجرد معركة قانونية، بل تحولت إلى صراع بين المؤسسات، ليجد نتنياهو نفسه وسط اتهامات يرى أنها حملة سياسية تهدف إلى إسقاطه، بينما يصر الادعاء العام على أن القضية تتعلق بالعدالة والنزاهة.
قاعة المحكمة
وعاد نتنياهو بعد غياب استمر أسبوعًا إلى محكمة تل أبيب المركزية للإدلاء بشهادته، بعد أن كان قد طلب تأجيل الجلسة بسبب التطورات الأمنية المرتبطة بالقتال في غزة، إلا أن الجلسة لم تخلُ من توتر، حيث تظاهر العشرات خارج المحكمة، بعضهم يطالب بتبرئة نتنياهو، بينما يصر آخرون على ضرورة محاسبته قانونيًا.
وافتتح ممثل الدفاع عن نتنياهو، الجلسة بالتنديد بالمظاهرات خارج قاعة المحكمة، معتبرًا أنها تتجاوز حدود الاحتجاج المشروع وتتحول إلى "هجوم" على رئيس الوزراء، وأثار هذا التعليق ردود فعل من القضاة والمدعين العامين، حيث شددت القاضية ريفكا فريدمان فيلدمان على ضرورة ضبط النفس والالتزام بالإجراءات القانونية بعيدًا عن الضغوط الخارجية، بحسب" يديعوت أحرونوت".
شهادة نتنياهو بالمحكمة
وركزت شهادة نتنياهو على عدة محاور، كان أبرزها التأكيد على أن الادعاء العام أثّر على نتائج الانتخابات الإسرائيلية عام 2019 عبر تسريبات إعلامية، متهمًا إياه بإخفاء أدلة تبرئه، وعندما حاول توجيه انتقادات لاذعة للادعاء، قاطعته القاضية قائلة: "كفى، كفى"، مطالبة إياه بضبط حديثه داخل قاعة المحكمة.
وجدّد نتنياهو اتهاماته للشرطة بممارسة ضغوط على شلومو فيلبر، الشاهد الرئيس في القضية، لإجباره على تغيير أقواله والتعاون مع الادعاء، وسعى محاميه إلى تفنيد الاتهامات بالرشوة من خلال الإشارة إلى تضارب التواريخ والبيانات المقدمة في التحقيقات، مؤكدًا أن لا صلة مباشرة بين نتنياهو والقرارات التي اتُخذت في وزارة الاتصالات لصالح شركة "بيزك".
فحص نتنياهو طبيًا لمعاناته صحياً
شهدت الجلسة العديد من اللحظات المتوترة، من بينها إعلان المحامي أن نتنياهو يعاني مشكلة صحية في عينه، ما استدعى حضور طبيب لفحصه، وأدى ذلك إلى تعليق الجلسة مؤقتًا، وهو ما استغله بعض المعارضين للهتاف ضد رئيس الوزراء، متهمين إياه باستخدام "مناورات تكتيكية" لتعطيل المحاكمة.
وهتف العميد المتقاعد عساف أجمون، الذي قُتل حفيده في العمليات العسكرية في غزة، في وجه نتنياهو قائلًا: "انزع الشارة المخطوفة من صدرك، أنت تقتل المحتجزين"، وتجاهل نتنياهو الهجوم الكلامي.
اتهام نتنياهو بقضية 4000
ركّز الدفاع على قضية "4000"، المتهم فيها نتنياهو بتقديم تسهيلات تنظيمية لصالح شركة "بيزك" مقابل تغطية إعلامية إيجابية له في موقع "والا" الإخباري.
ونفى نتنياهو أي علاقة له بالتحرير الصحفي في الموقع، مشيرًا إلى أن زوجته سارة كانت تتعامل مباشرة مع المسؤولين الإعلاميين، وأنه لم يكن على علم بطلبات تعديل أو حذف أخبار معينة.
كما أشار إلى أن الموقع لم يكن خاضعًا لسيطرته، مستشهدًا بحالات عديدة لم يتم فيها تنفيذ مطالب تحسين صورته، ما يدل -حسب رأيه- على عدم وجود علاقة تبادلية بينه وبين مالكي الموقع.
اتهامات نتنياهو بالتحيز الإعلامي
تناول التحقيق أيضًا قضية تدخل نتنياهو في التغطية الإعلامية المتعلقة بمنافسه السياسي نفتالي بينيت، حيث أُشيع أن رئيس الوزراء طلب شخصيًا من مالكي "والا" نشر تقرير يقلل من شأن تأثير "بينيت" في الائتلاف الحكومي، لكن نتنياهو أنكر ذلك، مشيرًا إلى أن مثل هذه الممارسات شائعة في الإعلام الإسرائيلي، وأن الصحفيين غالبًا ما يتواصلون مع السياسيين لنقل وجهات نظرهم.
بدأ دفاع نتنياهو مع استمرار المحاكمة أن يعتمد على استراتيجية التشكيك في مصداقية الأدلة والادعاءات، مع التركيز على الفجوات الزمنية والتناقضات في شهادات الشهود، كما حاول المحامي إبراز أن تدخل نتنياهو في الإعلام لم يكن استثنائيًا أو خارجًا عن المألوف في السياسة الإسرائيلية.