الثلاثاء 01 أبريل 2025 الموافق 03 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

هل يجوز صلاة الرجال بجوار النساء في العيد؟.. الأزهر يوضح

صلاة العيد
صلاة العيد

مع اقتراب صلاة العيد، يطرح العديد من المسلمين تساؤلات حول الأحكام المتعلقة بأدائها، ومن بين الأسئلة التي تلقاها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: ما حكم صلاة الرجال إلى جوار النساء في صلاة العيد؟ وقد أجاب المركز عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” موضحًا الضوابط الشرعية التي يجب الالتزام بها أثناء أداء صلاة العيد لضمان صحتها والابتعاد عن أي مخالفة شرعية.

خروج الرجال والنساء لصلاة العيد

أكد مركز الأزهر أن خروج المسلمين رجالًا ونساءً وأطفالًا لأداء صلاة العيد أمر مستحب شرعًا، حيث إنه فرصة للمسلمين ليكبروا الله ويشهدوا الخير، فقد كان النبي ﷺ يحرص على أداء صلاة العيد في المصلى ويحث الجميع على حضورها، حتى النساء اللاتي لا يصلين كنَّ يخرجن ليشهدن الخير ودعاء المسلمين، مما يدل على أهمية هذه الشعيرة الإسلامية.

ضرورة الفصل بين الرجال والنساء في الصلاة

رغم أن حضور النساء لصلاة العيد أمر مستحب، إلا أن هناك ضوابط يجب مراعاتها في ترتيب الصفوف أثناء الصلاة، حيث أوضح المركز أن السنة النبوية قد بينت بوضوح كيفية اصطفاف المصلين، بحيث يكون الرجال في الصفوف الأولى، يليهم الصبيان، ثم النساء في الصفوف الخلفية، فلا يجوز أن تصلي المرأة بجوار الرجل دون وجود فاصل أو حائل بينهم.

وقد استدل المركز على ذلك بحديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، حيث قال: “ألا أحدثكم بصلاة النبي ﷺ: فأقام الصلاة، وصف الرجال، وصف خلفهم الغلمان، ثم صلى بهم فذكر صلاته، ثم قال: هكذا صلاة أمتي” [أخرجه أبو داود]، كما استشهد بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه الذي قال: “صليت أنا ويتيم في بيتنا خلف النبي ﷺ، وأمي أم سليم خلفنا” [متفق عليه]، مما يؤكد أن ترتيب الصفوف في الصلاة لم يكن عشوائيًا، بل هو جزء من تعظيم الشعائر الدينية وحفظ النظام في العبادات.

الحكمة من ترتيب الصفوف في الصلاة

أوضح مركز الأزهر أن هذا التنظيم في ترتيب الصفوف له أهداف شرعية وأخلاقية، فهو يعظم شعائر الله، ويحافظ على مقصود العبادة، ويمنع حدوث أي أمر قد يخدش الحياء أو يتنافى مع الآداب العامة، كما أن هذه الترتيبات تسهم في تحقيق الخشوع أثناء الصلاة، بعيدًا عن أي شيء قد يشغل القلب أو الذهن عن أداء الفريضة.

وأشار المركز إلى أن النبي ﷺ حرص على توفير الخصوصية للنساء أثناء خروجهن للصلاة، فقد خصص لهن بابًا للخروج من المسجد، حيث قال ابن عمر رضي الله عنهما: قال النبي ﷺ: “لو تركنا هذا الباب للنساء” [أخرجه أبو داود]، وهذا يدل على مراعاة الإسلام لخصوصية المرأة في أماكن العبادة وتنظيم حركة الرجال والنساء بطريقة تحفظ الأدب العام وتجنب الاختلاط غير المنضبط.

حكم صلاة المرأة بجوار الرجل دون فاصل

أكد مركز الأزهر أنه لا ينبغي أن تصلي المرأة بجوار الرجل إلا إذا كان هناك حاجز أو فاصل بينهما، وفي حالة عدم وجود فاصل، فإن الصلاة تكون باطلة عند الأحناف، ومكروهة عند جمهور الفقهاء، مما يعني أن الأمر لا يقتصر فقط على كونه مخالفًا للأدب العام، بل يمتد ليصل إلى تأثيره على صحة الصلاة نفسها.

ولتجنب الخلاف الفقهي وضمان صحة الصلاة بالإجماع، أوصى المركز بالتزام الضوابط الشرعية في ترتيب الصفوف، بحيث يصلي كل فرد في المكان المخصص له، كما دعا المسلمين إلى الحرص على الالتزام بآداب الإسلام في أداء العبادات، مؤكدًا أن هذه التعاليم الشرعية تتوافق مع الفطرة السليمة والعرف الاجتماعي.

نصيحة الأزهر للمصلين في صلاة العيد

اختتم مركز الأزهر العالمي للفتوى بيانه بالدعاء أن يتقبل الله صلاة المسلمين في يوم العيد، وأن يمن عليهم بالمغفرة والرحمة، كما وجه نصيحة بضرورة الالتزام بتعاليم الشرع الحنيف أثناء أداء الصلاة، من حيث ترتيب الصفوف والمحافظة على الآداب العامة، حتى تظل صلاة العيد مناسبة دينية مبهجة تؤدى في أجواء من الخشوع والاحترام، وفقًا لما جاء في سنة النبي ﷺ.

وأكد المركز أن الهدف من هذه التعليمات ليس التضييق على المصلين، وإنما الحرص على صحة العبادة واحترام قدسيتها، مما يجعل أداء صلاة العيد تجربة روحانية تجمع بين الفرح بقدوم العيد، والخشوع في العبادة، والالتزام بالقيم الإسلامية السامية.

تم نسخ الرابط