اكتشف كل شيء عن تطبيق الدردشة الذكي DeepSeek.. المزايا والخصائص

في الأسبوع الماضي، تصدر مختبر الذكاء الاصطناعي الصيني “DeepSeek” عناوين الصحف العالمية، بعد أن حقق نجاحًا ملحوظًا بتصدر تطبيقه للمحادثة الذكية “شات بوت” في قوائم متجر آبل وجوجل بلاي، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان بإمكان الولايات المتحدة الحفاظ على هيمنتها في سباق الذكاء الاصطناعي أم لا، ومع هذا التصاعد السريع أصبح من الضروري الوقوف على خلفية هذا المختبر وما يقدمه من تقنيات مبتكرة، بالإضافة إلى تأثيراته المحتملة على صناعة الذكاء الاصطناعي العالمية.
من هو DeepSeek ومن يقف وراءه؟
تأسس “DeepSeek” في عام 2023 كمختبر بحثي تابع لصندوق التحوط الصيني “High-Flyer Capital Management”، الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قراراته الاستثمارية، تأسس هذا الصندوق في 2015 بواسطة “ليانغ وينفينغ”، وهو شخص ذو اهتمامات متقدمة في الذكاء الاصطناعي وبدأ مسيرته المهنية في التداول خلال دراسته في جامعة تشجيانج.
في وقت لاحق انفصل DeepSeek عن صندوق High-Flyer ليصبح شركة مستقلة تهتم بشكل أساسي بتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، وقد قام مختبر DeepSeek بتأسيس مراكز بيانات خاصة به لتدريب النماذج، ومع ذلك، تأثر المختبر بالقيود التي فرضتها الولايات المتحدة على تصدير الرقاقات المتقدمة، مما اضطره لاستخدام نسخ أقل قوة من تلك التي كانت متاحة لمنافسيه الغربيين.
فريق العمل في DeepSeek: جيل شاب وجديد
يتميز DeepSeek بفريق تقني شاب ومتنوع يتكون من خريجي برامج الدكتوراه في الذكاء الاصطناعي من أرقى الجامعات الصينية، كما يضم أيضًا متخصصين من خارج تخصصات علوم الحاسوب لتعزيز قدرة النماذج على معالجة طيف واسع من الموضوعات، ويُظهر هذا التوجه رغبة الفريق في تطوير نماذج تتسم بالكفاءة والقدرة على التعامل مع مختلف المجالات والتحديات.
نماذج DeepSeek المتقدمة: تسريع السباق
في نوفمبر 2023، أطلق DeepSeek أول مجموعة من نماذجه الذكية، مثل “DeepSeek Coder” و “DeepSeek LLM” و “DeepSeek Chat”، ولكن الإطلاق الحقيقي كان في ربيع 2024 مع إطلاق النسخة الثانية “DeepSeek-V2”، التي قدمت تحليلات أكثر تطورًا للنصوص والصور مقارنة بالمنافسين مثل ByteDance و Alibaba، مما أجبر الشركات الكبرى على خفض أسعار منتجاتها لمواكبة هذا التحدي الجديد.
في ديسمبر 2024، قدم DeepSeek نموذج V3، الذي حقق أداءً يفوق العديد من النماذج المنافسة، بما في ذلك نماذج مفتوحة المصدر مثل “Llama” من Meta وأيضًا النماذج المغلقة مثل GPT-4 من OpenAI.
R1: النموذج الذي يعيد تعريف الذكاء الاصطناعي
في يناير 2025، قدم DeepSeek نموذجًا متقدمًا تحت اسم “R1” الذي يعتمد على الاستدلال العميق، يتميز هذا النموذج بقدرته على اختبار نفسه والتحقق من الإجابات لتجنب الأخطاء المنطقية، مما يجعله مناسبًا بشكل خاص في مجالات مثل الفيزياء والرياضيات والعلوم، ورغم أن هذه النماذج تحتاج إلى وقت أطول للوصول إلى الإجابات، إلا أنها تُعتبر أكثر موثوقية في تقديم النتائج الدقيقة.
لكن هناك أيضًا تحديات تواجه هذه النماذج، إذ تخضع لرقابة من قبل الحكومة الصينية للتأكد من أنها تتماشى مع “القيم الاشتراكية الجوهرية”، وبناءً على ذلك لا يتم السماح لهذه النماذج بالإجابة على الأسئلة الحساسة مثل مذبحة “تيانانمن” أو قضايا استقلال تايوان.
النمو السريع في الشعبية
في مارس 2025، وصل عدد زيارات DeepSeek إلى أكثر من 16.5 مليون زيارة، مما جعله يحتل المرتبة الثانية بين تطبيقات الذكاء الاصطناعي من حيث عدد المستخدمين، ورغم هذا النجاح فإن DeepSeek ما زال بعيدًا عن منافسة تطبيقات كبيرة مثل ChatGPT التي يتجاوز عدد مستخدميها الـ500 مليون أسبوعيًا.
النموذج التجاري الغامض لـ DeepSeek
حتى الآن لا يزال النموذج الربحي لـ DeepSeek غير واضح. تقوم الشركة بتقديم منتجاتها بأسعار منخفضة جدًا أو حتى مجانًا، ولا تقبل التمويل من صناديق الاستثمار رغم الاهتمام الكبير الذي أبدته هذه الصناديق، وفقًا لمنصة Hugging Face، تم تطوير أكثر من 500 نموذج مشتق من نموذج R1 وتم تحميلها أكثر من 2.5 مليون مرة.
ردود الفعل من عمالقة التقنية
لقد أثار نجاح DeepSeek قلق كبار شركات التكنولوجيا العالمية، ففي يناير أدى الأداء القوي للنماذج الصينية إلى تراجع سهم Nvidia بنسبة 18%، بينما دعا الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، سام ألتمان، الحكومة الأمريكية إلى حظر نماذج DeepSeek، واصفًا إياها بأنها “مدعومة من الدولة” و”خاضعة للرقابة الحكومية”، في المقابل أشاد الرئيس التنفيذي لشركة Nvidia، جينسن هوانغ، بابتكارات DeepSeek، مشيرًا إلى أن نماذج الاستدلال التي تطورها تتطلب قدرة حوسبة ضخمة، ما يعزز استخدام رقاقات Nvidia.
ومع ذلك بدأت بعض الحكومات في حظر استخدام نماذج DeepSeek على أجهزتها، بما في ذلك ولاية نيويورك وكوريا الجنوبية، كما أعلنت وزارة التجارة الأمريكية عن نيتها حظر النماذج الصينية من هذا النوع.
هل يشكل DeepSeek تهديدًا لهيمنة الغرب؟
بينما يحقق DeepSeek تقدمًا ملحوظًا في مجال الذكاء الاصطناعي، لا يزال مستقبله مرهونًا بالتطورات الجيوسياسية والتجارية التي قد تؤثر على نجاحه في المستقبل، من الواضح أن السباق نحو تطوير أفضل وأقوى نماذج الذكاء الاصطناعي لم يعد قاصرًا على الغرب، بل أصبح يشهد منافسة شديدة من قبل الشركات الصينية التي بدأت تبرز بشكل قوي في هذا المجال.