الثلاثاء 15 أبريل 2025 الموافق 17 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الاتحاد الإفريقي يعيّن رئيس توغو وسيطًا جديدًا لأزمة شرق الكونغو الديمقراطية

الاتحاد الإفريقي
الاتحاد الإفريقي

في خطوة جديدة تهدف إلى إحياء جهود السلام المتعثرة في منطقة البحيرات العظمى، أعلن الاتحاد الإفريقي تعيين رئيس توغو، فوري جناسيمبي، وسيطًا جديدًا للاتحاد الإفريقي في ملف الصراع المستمر في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وذلك خلفًا للرئيس الأنجولي جواو لورينسو، الذي انسحب رسميًا من المهمة في مارس الماضي.

تصعيدًا أمنيًا متكررًا بين الجيش الكونغولي والجماعات المسلحة

يأتي هذا التعيين في وقت بالغ التعقيد، تشهد فيه المنطقة تصعيدًا أمنيًا متكررًا بين الجيش الكونغولي والجماعات المسلحة، وعلى رأسها ميليشيا "M23"، في ظل اتهامات متبادلة بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ودولة رواندا بالتورط في دعم أطراف النزاع.

مهمة محفوفة بالتحديات ودبلوماسية صعبة

ويُنظر إلى المهمة التي أُوكلت للرئيس التوجولي على أنها مهمة دبلوماسية صعبة، خصوصًا بعد سلسلة من الإخفاقات التي واجهها سلفه الأنجولي جواو لورينسو، الذي حاول منذ عام 2021 الدفع بمبادرات متعددة لوقف إطلاق النار، لكنها فشلت جميعًا في تحقيق نتائج ملموسة أو فرض تهدئة دائمة على الأرض.

وبحسب محللين، فإن أول تحدٍّ أمام الرئيس التوجولي سيكون توحيد جهود الوساطة بين مساري لواندا ونيروبي، اللذين عملا بشكل متوازٍ منذ فترة دون تنسيق فعّال، وهو ما أدى إلى تشتت المبادرات وتضارب الرسائل بين الأطراف المعنية بالصراع.

ردود فعل رسمية مرحبة

وعقب الإعلان عن تعيين الرئيس التوجولي وسيطًا، أعرب وزير الخارجية التوجولي روبرت دوسي عن شكر بلاده لدول الاتحاد الإفريقي على ما وصفه بـ"الثقة الكبيرة" في الرئيس جناسيمبي، مؤكدًا أن بلاده ستكرّس كل إمكاناتها الدبلوماسية لدعم جهود التهدئة والسلام في شرق الكونغو.

وقال دوسي في بيان رسمي:"الرئيس جناسيمبي سيعمل على الإسهام بفعالية في الوصول إلى سلام دائم في منطقة البحيرات العظمى، بالتعاون مع كل الأطراف الإقليمية والدولية".

انسحاب أنجولا من الوساطة بين جمهورية الكونغو ورواندا

وكانت أنغولا قد أعلنت، في 24 مارس الماضي، رسميًا انسحابها من دور الوساطة بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، مبررة القرار بالرغبة في التفرغ لمهامها الجديدة كرئيسة للدورة الحالية للاتحاد الإفريقي.

وفي بيان صادر عن الرئاسة الأنجولية، أكدت لواندا أن قرارها جاء بعد "مرور شهرين من توليها الرئاسة، حيث أصبح من الضروري تركيز الجهود على الأولويات العامة في الاتحاد الإفريقي، وعلى رأسها السلام والأمن القاري، وتطوير مشاريع البنية التحتية، ومنطقة التجارة الحرة الإفريقية، ومكافحة الأوبئة والأمراض، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية".

جمهورية الكونغو تلتزم بتحييد جماعات المعارضة المسلحة

كما أشار البيان إلى أن أنغولا استطاعت، خلال فترة الوساطة، تحقيق تقدم ملحوظ على المستوى الوزاري، لا سيما في الاجتماعات التي جرت في ديسمبر 2024، حيث التزمت جمهورية الكونغو الديمقراطية بتحييد جماعات المعارضة المسلحة، وخاصة "القوات الديمقراطية لتحرير رواندا"، فيما وافقت رواندا على بدء سحب قواتها العسكرية من الأراضي الكونغولية نحو الحدود المشتركة.

السياق الإقليمي والتحديات القادمة

وتُعد منطقة شرق الكونغو الديمقراطية من أكثر مناطق القارة الإفريقية اضطرابًا، حيث تنشط فيها أكثر من 100 جماعة مسلحة، وتتصاعد فيها التوترات العرقية والسياسية، وسط اتهامات مستمرة بين كينشاسا وكيجالي بالتورط المباشر وغير المباشر في دعم الجماعات المتنازعة.

وتأمل دول الاتحاد الإفريقي أن يتمكن الرئيس التوجولي من إحداث اختراق حقيقي في هذا الملف المعقد، اعتمادًا على علاقات توغو المتوازنة مع معظم دول المنطقة، إلى جانب تمتعه بقدر من المرونة السياسية والدبلوماسية التي تؤهله للعب دور توافقي.

محاولة إنهاء دوامة العنف المستمرة

ومع تسلم فوري جناسيمبي مهامه كوسيط جديد، تتجه الأنظار إلى الخطوات الأولى التي سيتخذها على الأرض، وفي مقدمتها إعادة هيكلة مسارات التفاوض، واستعادة الثقة بين الأطراف الإقليمية، في محاولة لإنهاء دوامة العنف المستمرة منذ عقود في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

ويُنتظر أن يعلن الاتحاد الإفريقي خلال الأيام المقبلة عن خطة عمل جديدة لدعم مهمة الوساطة، وضمان تحقيق تقدم فعلي نحو السلام الدائم في واحدة من أكثر مناطق إفريقيا هشاشة على المستويات السياسية والأمنية والإنسانية.

تم نسخ الرابط