الثلاثاء 01 أبريل 2025 الموافق 03 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

علي جمعة يجيب.. هل يجوز إرسال زكاة الفطر إلى فقراء إفريقيا؟

علي جمعة
علي جمعة

تلقى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، سؤالًا حول مدى جواز إخراج زكاة الفطر في غير البلد الذي يقيم فيه المزكي، وذلك في حال رغبته في إرسالها إلى الدول الإفريقية الفقيرة التي تعاني من أوضاع معيشية صعبة.

وأوضح الدكتور علي جمعة أن الأصل في زكاة الفطر أن تُخرج في البلد الذي يوجد فيه المزكي وقت وجوبها، أي عند غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان، فإذا كان الشخص مقيمًا في السعودية، فعليه إخراجها هناك، وإذا كان في المغرب، فيجب أن يدفعها داخل المغرب، وهذا هو ما جرى عليه العمل عند جمهور الفقهاء، حيث إن الزكاة تهدف إلى تحقيق التكافل الاجتماعي داخل المجتمع الذي يعيش فيه الفرد.

لكن في بعض الحالات الخاصة، أشار جمعة إلى أنه يجوز نقل زكاة الفطر إلى بلد آخر، وذلك إذا لم يكن هناك مستحقون لها في البلد الذي يقيم فيه المزكي، كما هو الحال إذا كان يعيش في دولة لا يوجد بها مسلمون محتاجون أو كان الفقراء فيها يحصلون على ما يكفيهم من موارد أخرى، مؤكدًا أن الغرض الأساسي من الزكاة هو تحقيق التكافل وإعانة المحتاجين، سواء داخل بلد المزكي أو خارجه عند الضرورة.

وأضاف أنه بناءً على ذلك، يمكن إرسال زكاة الفطر إلى الدول الإفريقية الفقيرة التي تعاني من أوضاع اقتصادية صعبة، حيث إن هذه الدول تضم أعدادًا كبيرة من المسلمين الذين يفتقرون إلى أبسط الاحتياجات الأساسية، وهو ما يحقق المقصد الشرعي من الزكاة في التخفيف عن المحتاجين ودعم الفقراء في أي مكان بالعالم الإسلامي.

شروط نقل زكاة الفطر خارج بلد المزكي

أكد الدكتور علي جمعة أن نقل زكاة الفطر إلى بلد آخر يجب أن يكون وفقًا لضوابط محددة حتى يظل العمل بها مطابقًا لأحكام الشريعة الإسلامية، ومن أهم هذه الشروط:

1.عدم وجود مستحقين في بلد المزكي: الأصل أن تعطى الزكاة للمحتاجين في نفس البلد، لكن إذا لم يكن هناك فقراء في المجتمع الذي يعيش فيه المزكي، فيجوز نقلها إلى بلد آخر أكثر احتياجًا.

2.تحقيق المصلحة الشرعية: يجب أن يتم النقل إلى أماكن يوجد بها فقراء مسلمون بحاجة ماسة إلى هذه الزكاة، مثل بعض الدول الإفريقية التي تعاني من الفقر الشديد.

3.إيصال الزكاة إلى مستحقيها قبل صلاة العيد: يشترط أن تصل زكاة الفطر إلى المستحقين قبل صلاة عيد الفطر، حتى يتمكنوا من الاستفادة منها، وهذا يتطلب التنسيق مع الجهات الخيرية الموثوقة لضمان تسليمها في الوقت المناسب.

4.عدم تعطيل وصول الزكاة إلى مستحقيها: في حال تأخير إرسال الزكاة بحيث لا تصل إلى مستحقيها قبل العيد، فإنها تتحول إلى صدقة عادية وليست زكاة فطر، مما قد يفوت الغرض الأساسي منها.

حكم تأخير زكاة الفطر عن وقتها

اتفق الفقهاء على أن زكاة الفطر يجب أن تؤدى قبل صلاة عيد الفطر، وأن تأخيرها عن هذا الوقت دون عذر شرعي يُعد مخالفة للسنة النبوية، حيث قال النبي ﷺ: “مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ” (رواه أبو داود وابن ماجه).

وبناءً على هذا الحديث، فإن من أخرج زكاة الفطر بعد صلاة العيد يكون قد فوّت أداءها في وقتها الشرعي، وبالتالي تصبح صدقة تطوعية، مما قد يجعله واقعًا في الإثم، ويستلزم منه التوبة والاستغفار.

أفضل وقت لإخراج زكاة الفطر

يُستحب إخراج زكاة الفطر في بداية شهر رمضان، ويجوز تأخيرها حتى ما قبل صلاة العيد مباشرة، ولكن الأفضل أن تُدفع قبل العيد بيوم أو يومين، كما كان يفعل الصحابة رضي الله عنهم، وذلك حتى يتمكن الفقراء من الاستفادة منها والاستعداد ليوم العيد، كما أن ذلك يسهم في تحقيق الهدف الأساسي منها، وهو إدخال السرور على قلوب المحتاجين.

أهمية زكاة الفطر في تحقيق التكافل الاجتماعي

تعد زكاة الفطر من الفرائض التي فرضها الإسلام لتحقيق التكافل الاجتماعي، حيث تهدف إلى سد احتياجات الفقراء والمساكين في يوم العيد، حتى لا يكون في المجتمع مسلم محتاج أو جائع، كما أنها تطهر الصائم من أي تقصير قد يكون وقع فيه أثناء صيامه، مما يجعلها عبادة تجمع بين الطهارة الروحية والتضامن الاجتماعي.

ولذلك شدد الفقهاء على ضرورة الحرص على إخراجها في وقتها المحدد، سواء في بلد المزكي أو في بلد آخر عند الضرورة، مع مراعاة الضوابط الشرعية، حتى تؤدي الغرض المطلوب منها وتحقق الفائدة المرجوة للفقراء والمحتاجين.

الأصل في زكاة الفطر أن تُخرج في بلد المزكي، لكن يجوز نقلها إلى بلد آخر عند الحاجة، خاصة إذا لم يكن هناك مستحقون لها في البلد الذي يقيم فيه.

يجوز إرسال زكاة الفطر إلى الدول الإفريقية الفقيرة لتحقيق المصلحة الشرعية، بشرط أن تصل إلى مستحقيها قبل صلاة العيد.

تأخير إخراج زكاة الفطر عن وقتها المحدد يحولها إلى صدقة تطوعية، مما يستوجب الحرص على دفعها في الوقت المحدد شرعًا.

يُستحب إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين حتى يتمكن الفقراء من الاستفادة منها في يوم العيد.

زكاة الفطر تلعب دورًا كبيرًا في تحقيق التكافل الاجتماعي والتخفيف عن المحتاجين، سواء داخل بلد المزكي أو في البلدان الأخرى عند الضرورة.

بهذا الفهم، يكون إخراج زكاة الفطر سواء داخل بلد المزكي أو خارجه وسيلة لتحقيق التكافل والمساهمة في دعم المحتاجين، مع مراعاة الضوابط الشرعية التي تضمن وصولها إلى مستحقيها في الوقت المناسب.

تم نسخ الرابط