ما هي «البكتيريا الآكلة للحوم»؟ وكيف تسببت في وفاة 4 بفلوريدا؟

البكتيريا الآكلة للحوم تسببت في وفاة 4 أشخاص في ولاية فلوريدا الأمريكية مما أثار حالة من القلق والخوف بين المواطنين والخبراء على حد سواء خاصة مع الانتشار المتكرر لحالات العدوى في الآونة الأخيرة، وتعتبر «البكتيريا الآكلة للحوم» من أخطر أنواع البكتيريا التي قد تصيب الجسم البشري حيث تقوم بمهاجمة الأنسجة الرخوة وتدميرها بشكل سريع مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى مضاعفات شديدة قد تصل إلى الوفاة، وفي هذا المقال يكشف القارئ نيوز تفاصيل ما هي هذه البكتيريا ولماذا تُعد من «الأخطار الصامتة» التي يجب التنبه لها مبكرًا، ونسلط الضوء على كيفية الوقاية منها لحماية الأرواح.
ما هي «البكتيريا الآكلة للحوم»؟
يطلق مصطلح «البكتيريا الآكلة للحوم» على مجموعة من السلالات البكتيرية التي تتسبب في ما يُعرف علميًا بـ«العدوى البكتيرية الغازية في الأنسجة الرخوة» أو «التهاب اللفافة الناخر» وهي عدوى نادرة ولكنها شديدة الخطورة تؤدي إلى تآكل الأنسجة الرخوة والعضلات بسرعة كبيرة، وتشمل أنواع «البكتيريا» المسؤولة عن هذه الحالة كلًا من Streptococcus pyogenes وKlebsiella وClostridium وEscherichia coli وبعض الأنواع الأخرى التي تتكاثر في ظروف معينة داخل الجسم وتطلق مواد سامة تؤدي إلى «موت الخلايا» وانهيار الأنسجة.
كيف تنتقل «البكتيريا» إلى جسم الإنسان؟
تدخل «البكتيريا» الآكلة للحوم إلى الجسم من خلال «الجروح المفتوحة» أو «الخدوش» أو «الإصابات الجلدية الطفيفة» التي قد تحدث أثناء السباحة في المياه الملوثة أو من خلال التعرض للتربة أو الأدوات الملوثة أو حتى بعد العمليات الجراحية، وما إن تدخل هذه «البكتيريا» إلى الجسم فإنها تبدأ في الانتشار بسرعة داخل الأنسجة الرخوة، وعادة ما تكون البداية مع أعراض بسيطة مثل الألم والاحمرار والتورم ولكن سرعان ما تتحول إلى حالة طبية طارئة بسبب سرعة انتشارها وقدرتها على تدمير الأنسجة المحيطة في غضون ساعات.
لماذا تُعد «البكتيريا الآكلة للحوم» خطيرة للغاية؟
تكمن خطورة «البكتيريا» الآكلة للحوم في سرعة انتشارها وصعوبة تشخيصها في مراحلها المبكرة حيث قد يتم تفسير الأعراض الأولية على أنها مجرد عدوى جلدية بسيطة مما يؤخر بدء العلاج المناسب، كما أن هذه «البكتيريا» تفرز مواد سامة تعمل على شل الجهاز المناعي للجسم وتمكنها من التوغل بشكل أعمق في العضلات والأنسجة، وفي بعض الحالات قد تصل العدوى إلى مجرى الدم مسببة تعفن الدم أو فشل أعضاء متعددة مما يجعل تدخل الطبيب في الوقت المناسب أمرًا حاسمًا للنجاة.
ماذا حدث في فلوريدا؟
وفقًا للسلطات الصحية في ولاية فلوريدا الأمريكية فقد تم تسجيل أربع حالات وفاة خلال الأسابيع الماضية بسبب العدوى الناتجة عن «البكتيريا» الآكلة للحوم، وتشير التحقيقات الأولية إلى أن العدوى قد انتقلت إليهم بعد السباحة في مياه دافئة أو بعد إصابتهم بجروح طفيفة لم تُعالج بشكل صحيح، وتُعد الظروف البيئية مثل ارتفاع درجة حرارة المياه وتلوثها من العوامل التي تساهم في تكاثر هذه «البكتيريا» بشكل كبير مما يرفع من احتمالية الإصابة بالعدوى، وقد دعت الجهات الصحية المواطنين إلى ضرورة اتخاذ الحذر والابتعاد عن السباحة في المياه المفتوحة في حال وجود أي جروح أو إصابات جلدية.
أعراض الإصابة بـ«البكتيريا الآكلة للحوم»
تبدأ أعراض العدوى الناتجة عن «البكتيريا» الآكلة للحوم بألم شديد في منطقة الإصابة وقد يكون الألم أكبر من المتوقع بالنسبة لحجم الجرح الظاهر، كما يصاحب الألم تورم واحمرار وارتفاع في درجة الحرارة مع ظهور فقاعات أو تغير لون الجلد إلى الأرجواني أو الرمادي، وفي المراحل المتقدمة قد يشعر المصاب بالغثيان والدوخة وتسارع في نبض القلب وانخفاض ضغط الدم وهي مؤشرات على تعفن الدم الذي قد يؤدي إلى الوفاة ما لم يتم التدخل بسرعة عبر المضادات الحيوية القوية أو الجراحة لإزالة الأنسجة المصابة.
كيف يمكن الوقاية من هذا النوع من «البكتيريا»؟
للوقاية من عدوى «البكتيريا» الآكلة للحوم ينصح الأطباء باتباع عدة خطوات بسيطة لكنها فعالة جدًا، وأولها هو تنظيف أي جرح مهما كان صغيرًا بالماء والصابون فورًا ثم تغطيته بضمادة نظيفة، ويُفضل تجنب السباحة في المياه الطبيعية مثل الأنهار أو البحيرات في حال وجود أي جرح مفتوح أو بعد إجراء عملية جراحية، كما يجب الانتباه لأي تغيرات تحدث في منطقة الإصابة مثل تفاقم الألم أو تغير لون الجلد أو ظهور أعراض عامة كالحمى أو التعب الشديد، وفي حال الاشتباه بالإصابة ينبغي التوجه فورًا إلى أقرب مركز صحي لأن سرعة العلاج تُعد عاملًا حاسمًا في إنقاذ الحياة.
من هم الأكثر عرضة للإصابة بعدوى «البكتيريا» الآكلة للحوم؟
رغم أن أي شخص يمكن أن يصاب بهذه العدوى الخطيرة إلا أن هناك فئات معينة تكون أكثر عرضة للإصابة بسبب ضعف جهازها المناعي أو ظروفها الصحية، وتشمل هذه الفئات كبار السن ومرضى السكري والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل الكبد أو القلب أو الكلى، وكذلك الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة، ولهذا فإن أفراد هذه الفئات يحتاجون إلى اهتمام خاص بمراقبة حالتهم الصحية والحرص على الوقاية من العدوى البكتيرية قدر الإمكان.
هل يمكن الشفاء من عدوى «البكتيريا» الآكلة للحوم؟
نعم يمكن الشفاء من هذه العدوى إذا تم اكتشافها في الوقت المناسب وبدء العلاج فورًا والذي عادة ما يشمل المضادات الحيوية الوريدية القوية والجراحة لاستئصال الأنسجة الميتة وفي بعض الأحيان قد تُجرى عملية بتر في الأطراف المصابة لمنع انتشار العدوى، وكلما تم التدخل الطبي في وقت أبكر زادت احتمالات النجاة وقلّت مضاعفات المرض.
ما حدث في فلوريدا من وفاة 4 أشخاص بسبب «البكتيريا» الآكلة للحوم يسلط الضوء على أهمية التوعية بهذا النوع من العدوى البكتيرية النادرة ولكن شديدة الخطورة، وتذكير الجميع بأن النظافة والعناية بالجروح والمتابعة الطبية السريعة ليست أمورًا ثانوية بل قد تكون الفرق بين الحياة والموت، فالوقاية هي خط الدفاع الأول ضد هذا «الخطر الصامت».