السبت 19 أبريل 2025 الموافق 21 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«رحيل سليمان عيد».. ضحكة لن تنسى ونهاية مؤثرة

سليمان عيد
سليمان عيد

سليمان عيد، أحد أبرز الوجوه الكوميدية في السينما والدراما المصرية، ترك بصمة خاصة في قلوب الجماهير بأدائه العفوي وروحه المرحة، استطاع خلال مسيرته الممتدة لعقود أن يكون أحد أعمدة الكوميديا في مصر والوطن العربي، حيث شارك في عشرات الأعمال الفنية التي ما زالت تُعرض وتحظى بإعجاب المتابعين حتى اليوم في هذا التقرير،نستعرض حياة الفنان سليمان عيد منذ نشأته وحتى وفاته، متناولين أهم محطاته الفنية والشخصية، ومدى تأثيره في الوسط الفني، وتحليل لأعماله وتأثيرها على الأجيال، إلى جانب مقتطفات من أبرز تصريحاته وأقوال النقاد عنه، وكل ما ورد عنه في الإعلام المصري والعربي.

نشأة سليمان عيد وحياته المبكرة

ولد الفنان سليمان عيد في 17 أكتوبر 1968 في محافظة القاهرة، ونشأ في حي شبرا أحد أحياء القاهرة الشعبية التي تتمتع بثراء ثقافي واجتماعي، تربى في كنف عائلة بسيطة مكونة من أب يعمل حرفيًا وأم ربة منزل، وكان هو الأخ الأوسط بين إخوته.

منذ نعومة أظافره، كان واضحًا ميله للكوميديا والتقليد، فكان يحاكي الأساتذة والجيران في طريقة كلامهم وحركاتهم، مما جعله محبوبًا لدى الجميع، دعمته أسرته في مشواره، خاصة والدته التي آمنت بموهبته.

التحق سليمان عيد بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج، وهناك صقل موهبته على يد أساتذة كبار مثل سعد أردش وجلال الشرقاوي، وتخرج عام 1990 في هذا الوقت، بدأت تظهر ملامح طريقه الفني المليء بالتحديات والفرص.

بداية المشوار الفني.. من المسرح إلى الشاشة الكبيرة

بدأ سليمان عيد حياته الفنية من خشبة المسرح، حيث انضم إلى فرقة المسرح الجامعي ثم مسرح الدولة وشارك في عدة أعمال مسرحية أكاديمية قبل أن ينضم لمجموعة من العروض التي تُقدم للجمهور.

كان أول ظهور سينمائي له في فيلم «الإرهاب والكباب» عام 1992، من بطولة عادل إمام، حيث لعب دورًا صغيرًا لكنه ترك انطباعًا جيدًا ثم توالت مشاركاته في أفلام مثل «طيور الظلام» و«النوم في العسل»، حيث أثبت نفسه كممثل بارع حتى في الأدوار الثانوية.

صعود نجم الكوميديا.. أفلام التسعينات وبداية الألفية

شهدت فترة التسعينات بداية التحول الحقيقي في مسيرته الفنية. شارك في عدد من الأفلام التي أصبحت علامات في تاريخ الكوميديا المصرية

«الناظر» (2000) أحد أنجح أفلام الكوميديا في الألفية، لعب فيه دور أحد الطلاب في مدرسة «الناظر عاشور»، وقدم أداءً ساخرًا مليئًا بالكاريزما.

«أبو علي» (2005) مع كريم عبد العزيز، وكان له مشهد شهير أضحك الملايين.

«عسكر في المعسكر» (2003) بجانب محمد هنيدي، وقدم فيه شخصية الجندي الشعبي ببساطته ومشاكله.

«ظرف طارق» (2006) حيث شارك بدور جار البطل وأضفى نكهة خاصة على الفيلم.

كان ما يميز أداء سليمان عيد هو العفوية والقدرة على تقمص الشخصية بشكل طبيعي، حتى أن الجمهور كان يربطه بشخصياته، مما جعله محبوبًا في كل بيت.

التلفزيون.. الحضور المستمر في كل بيت مصري

لم يكن نجاحه مقتصرًا على السينما، بل كان له ظهور لافت في الدراما الكوميدية والتراجيدية شارك في مسلسلات شهيرة مثل

«العيادة» مع أحمد رزق، بدور الممرض الساذج.

«الكبير أوي» مع أحمد مكي، حيث ظهر كضيف شرف في عدة مواسم.

«راجل وست ستات» مع اشرف عبد الباقي، في عدة مواسم.

«مبروك جالك قلق»، حيث قدم دور صديق البطل في إطار فكاهي.

وكان أسلوبه الفريد في الإلقاء والارتجال سببًا في نجاحه، كما أن المخرجين كانوا يعتمدون عليه كثيرًا في إضافة روح الدعابة للمشاهد.

المسرح..العشق الأول لسليمان عيد

رغم شهرته في السينما والتلفزيون، لم يبتعد عن المسرح، وظل يقدم عروضًا مميزة حتى السنوات الأخيرة من حياته، مثل

«حودة كرامة»

«أهلاً يا بكوات»

«العيال كبرت - العودة»

وكان دائمًا يقول في لقاءاته، «المسرح هو أبويا وأمي، ولما بوقف على خشبته بحس إني حي بجد».

سمات شخصية سليمان عيد

لم يكن فقط فنانًا ناجحًا، بل إنسانًا محبوبًا، يتصف بعدة صفات

التواضع.. لم تغيّره الشهرة، وكان دائمًا قريبًا من الناس.

حب الخير.. شارك في العديد من الأعمال الخيرية، خاصة في حيّه القديم.

العفوية: كان يتحدث بطبيعته في البرامج والحوارات، دون تصنع.

تصريحات سليمان عيد في الإعلام

في لقاء له مع الإعلامي عمرو الليثي، قال «أنا مش زعلان إني مش بطل أفلام، أنا فرحان إني بضحك الناس، وده شرف كبير ليا».

كما صرح في أحد لقاءاته الأخيرة على قناة DMC «الناس فاكرة الكوميديان لازم يبقى بيضحك طول الوقت، لكن الكوميديا مسؤولية ومش سهلة».

وفاته المفاجئة

في يوم 15 أبريل 2025، تعرض سليمان عيد لأزمة قلبية حادة أثناء وجوده في منزله، وتم نقله إلى المستشفى لكنه توفي قبل أن يصل، كانت وفاته صدمة للوسط الفني ولجمهوره الذي أحبه بصدق.

ردود الفعل على وفاته

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل النعي، وكان من أبرز التعليقات

أحمد حلمي «وداعًا يا أطيب قلب، كنت أخ وأب وصديق للجميع.»

منى زكي«ضحكتك هتفضل في قلوبنا.»

محمد هنيدي «كنت نجمًا بطريقتك، ومش هيتكرر.»

أشرف عبد الباقي «فقدت أخًا وزميل عمر، ربنا يرحمك.»

تحليل نقدي لأعماله

يرى النقاد أن سليمان عيد كان من أكثر الممثلين تميزًا في الأدوار المساعدة، وكان وجوده في أي عمل يضيف إليه قيمة، كما أن أداءه كان عفويًا وغير متكلف، وهو ما جعله ينجح في الكوميديا بشكل خاص.

الناقد الفني طارق الشناوي وصفه قائلًا «هو النجم الذي لا يتصدر الأفيش، لكنه يسرق قلوب الناس من أول مشهد».

إرثه الفني وتأثيره على الأجيال

تراث سليمان عيد لا يُقاس بعدد البطولات، بل بعدد الابتسامات التي رسمها على وجوه الناس، والجيل الجديد من الكوميديانات يستشهد به كثيرًا كمصدر إلهام، من بينهم علي ربيع، مصطفى خاطر، ومحمد عبد الرحمن.

مقتطفات من حياته الشخصية

متزوج وأب لثلاثة أبناء.
كان يحب القراءة في أوقات فراغه، وخاصة كتب التنمية البشرية.
يحب السفر إلى أسوان، وكان يقول «هناك بحس إني في الجنة على الأرض».

سليمان عيد لم يكن مجرد ممثل، بل كان حالة فنية خاصة وقدم أدوارًا خفيفة الظل، لكنها كانت تلامس وجدان الناس،ورغم رحيله، فإن أعماله ستبقى خالدة في ذاكرة الفن المصري والعربي، وسيظل اسمه محفورًا في القلوب.

وداعًا سليمان عيد.. ستظل ضحكتك تملأ الشاشات، وذكراك لن تُنسى.

تم نسخ الرابط