الاحتلال يصعد في غزة.. عشرات الشهداء ونزوح جماعي شرق المدينة

صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من هجماتها العنيفة على قطاع غزة، يوم الأحد، في وقت تتزايد فيه التهديدات الإسرائيلية بتوسيع العمليات البرية، وسط تحذيرات من تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر.
أكثر من 30 شهيدًا في يوم واحد
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية أن أكثر من 30 شهيدًا سقطوا منذ فجر الأحد، جراء سلسلة من الغارات الجوية، والقصف المدفعي، وإطلاق النار من طائرات مسيّرة استهدفت مناطق متعددة في القطاع، وخاصة في خان يونس جنوبًا، وأحياء الشجاعية والتفاح والزيتون شرق مدينة غزة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع ارتفعت إلى 51,201 شهيد، وأكثر من 116 ألف مصاب، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
نيران كثيفة وتهجير قسري
وأشار شهود عيان ومراسلون ميدانيون إلى أن ليلة الأحد كانت الأصعب من حيث كثافة النيران، ما أجبر سكان مناطق واسعة على النزوح، خاصة في حي التفاح ومحيط شارع يافا. وجاء ذلك بعد مقتل جندي إسرائيلي وإصابة أربعة آخرين، في اشتباكات اندلعت مع مقاومين من "حماس" شرق الحي.
ويقول محللون إن الاحتلال يعتمد في عملياته على تكتيكات جديدة، منها إدخال روبوتات مفخخة لتفجير المباني، بهدف كشف العبوات الناسفة أو تدمير المنازل لتصبح غير صالحة للسكن، تمهيدًا لتحويلها إلى مناطق عازلة خالية من السكان.
تقدم إسرائيلي بطيء ومحدود
وسيطر الاحتلال بريًا على معظم مدينة رفح، باستثناء المناطق الشمالية الغربية. كما تنتشر على أطراف مدينة غزة من جهة الشرق، وتحديدًا في الشجاعية والتفاح، وفي شمال القطاع على تخوم بيت لاهيا وبيت حانون، إلا أن هذا التقدم يتم بشكل حذر وبطيء.
ولا تزال قوات الاحتلال متمركزة عند حاجز نتساريم، الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، دون سيطرة كاملة على الطريق الساحلي «الرشيد»، ما يترك المجال مفتوحًا لحركة محدودة للمدنيين والمساعدات.
نتنياهو يتوعد ووزراؤه يطالبون باحتلال القطاع
«الاحتلال».. من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء السبت، أنه أعطى أوامر للجيش بمضاعفة الضغط على حركة «حماس»، مشددًا على أن إسرائيل "لن تتوقف حتى تحقيق نصر كامل"، ورافضًا ما وصفها بـ"إملاءات الحركة" بشأن صفقة تبادل الأسرى.
ودعا وزراء في الحكومة الإسرائيلية إلى احتلال غزة بالكامل وإقامة حكم عسكري. واعتبر محللون إسرائيليون أن هذا الخيار ستكون له عواقب عسكرية واقتصادية كارثية على إسرائيل.
وبحسب تقديرات ميدانية، تسيطر إسرائيل حاليًا على ما بين 30 إلى 40% من مساحة القطاع، وهو ما دفع بعض قادة المستوطنين إلى الدعوة لاستئناف بناء المستوطنات التي تم تفكيكها عام 2005.
تفاقم الكارثة الإنسانية
وفي موازاة التصعيد العسكري، تتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل متسارع. وقالت وكالة «أونروا» إن نحو 420 ألف فلسطيني نزحوا مجددًا منذ استئناف القتال، بينهم أكثر من 90 ألفًا في مراكز إيواء تابعة لها، وسط ظروف معيشية كارثية.
وأكد برنامج الأغذية العالمي، في بيان، أن "العائلات في غزة لا تعرف من أين ستأتي وجبتها التالية، داعيًا جميع الأطراف إلى حماية المدنيين والسماح الفوري بإدخال المساعدات.
انقطاع كهرباء شامل منذ عام ونصف
وأفادت مؤسسة كهرباء غزة بأن القطاع يعاني من انقطاع كامل للتيار الكهربائي منذ قرابة 18 شهرًا، ما أدى إلى حرمان السكان من نحو 1.88 مليار كيلوواط/ساعة من الكهرباء. وأشارت إلى أن قطاعات حيوية مثل الصحة والمياه والصرف الصحي مهددة بالانهيار التام.
الأمم المتحدة تحذر من الأسوأ
وحذّر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة «أوتشا» من أن الوضع الإنساني في غزة "هو الأسوأ منذ بدء الحرب، في ظل توقف دخول المساعدات عبر المعابر منذ أكثر من شهر ونصف، وهي "أطول فترة انقطاع منذ بداية العدوان.
ويخشى مراقبون من أن استمرار العمليات العسكرية وغياب أي أفق سياسي لإنهاء الحرب، سيؤدي إلى كارثة إنسانية شاملة، خاصة مع فشل الجهود الدولية في التوصل إلى هدنة دائمة أو اتفاق لتبادل الأسرى حتى الآن.