مروان «الحمار».. آخر خلفاء بني أمية الذي قتل في مصر

تحل اليوم، الثلاثاء 23 يوليو، ذكرى رحيل مروان بن محمد، آخر خلفاء الدولة الأموية، الذي قتل على يد العباسيين في مثل هذا اليوم من عام 750 ميلاديًا، عن عمر ناهز 60 عامًا، مسدلًا الستار على الحكم الأموي، وممهّدًا الطريق لقيام الدولة العباسية.
ورغم أن لقبه الأشهر «مروان الحمار» قد يبدو مهينا في السياق المعاصر، إلا أن هذا اللقب كان في الواقع يحمل دلالات المدح والإشادة في ذلك الزمان، لما اتسم به من صبر شديد في الحروب، وصلابة في إدارة الدولة، وقوة في مواجهة الخارجين عليها، حتى صار يضرب به المثل في الصبر والجلد.
نهاية الدولة الأموية.. وسقوط آخر الخلفاء
في عام 750م، وبعد أن امتد حكم بني أمية نحو قرن من الزمان، أسدل الستار على آخر فصول هذه الدولة الكبرى بمقتل مروان بن محمد في معركة نهر الزاب، التي وقعت بينه وبين العباسيين بقيادة عبد الله بن علي، عم الخليفة العباسي الأول أبو العباس السفاح.
فرّ مروان بعد الهزيمة حتى وصل إلى مصر، حيث قتل في بلدة «أبوصير»، وبمقتله انتهت الدولة الأموية التي حكمت العالم الإسلامي منذ عام 661م، وبدأ عصر جديد مع صعود الدولة العباسية إلى سدة الحكم.
«مروان الحمار».. مدح لا سخرية
أُطلق لقب «الحمار» على مروان بن محمد، لا من باب السخرية أو الإهانة كما قد يُفهم في عصرنا، بل كناية عن الصبر الشديد، والقدرة على التحمل في الحروب، كما ورد في عدد من كتب التراث.
ففي كتاب «سير أعلام النبلاء» للإمام الذهبي، يُروى أن العرب كانت تضرب المثل في الصبر بالحمار، فيقال «أصبر من حمار"، وكان مروان يعرف بجلده في القتال، وقدرته على ملاحقة الثوار والخوارج دون كلل، حتى قيل إنه «لا يجف له لبد» – أي لا تجف عُرف فرسه من كثرة ما يركبها.
كما أورد الإمام جلال الدين السيوطي في «تاريخ الخلفاء» أن مروان لقب بالحمار لأنه كان يواصل السير في القتال دون انقطاع، ويجابه التمردات بحزم دون ملل، فكان من الطبيعي أن يلقب بهذا الاسم في إشارة لصبره ومثابرته.
تفسير لغوي وتاريخي آخر
ثمة تفسير آخر للقب «الحمار» ورد في بعض كتب التراث، وهو أن العرب كانت تُسمّي كل مئة سنة بـ«حمار»، وعندما اقترب عمر الدولة الأموية من إتمام قرن من الزمان، أُطلق على مروان هذا اللقب باعتباره آخر من حمل راية بني أمية.
وقد استند بعض المؤرخين إلى قصة العزير – عليه السلام – الذي ورد في القرآن الكريم، حيث أماته الله مئة عام ثم بعثه، فارتبطت كلمة «الحمار» بمئة سنة، في إشارة رمزية إلى قرب زوال الحكم الأموي.
شخصيته وصفاته
عُرف مروان بن محمد، الذي نُسب أيضًا إلى مؤدبه «جعد بن درهم» فلقب أحيانًا بـ«مروان الجعدي»، بالشجاعة والدهاء والصرامة في الحكم، كما يُحسب له نجاحه في صد الخوارج في الجزيرة والشام والعراق لسنوات طويلة، قبل أن تضعف قبضته في السنوات الأخيرة بسبب تفشي الصراعات الداخلية وتصاعد نفوذ العباسيين.
كان مروان رجل دولة من الطراز الأول، ذو عقل راجح وبصيرة نافذة، وقد تسلم الحكم في وقت كانت فيه الدولة الأموية على حافة الانهيار، فحاول جاهدًا إنقاذها، لكنه لم يتمكن من الوقوف أمام التيار الجارف للثورة العباسية.
مأساة النهاية.. وجسد في مقبرة مهجورة
بعد هزيمته في معركة الزاب، لم يكن أمام مروان سوى الفرار، فانتقل من الموصل إلى حران ثم عبر بلاد الشام حتى وصل إلى مصر، لكنه لم ينج من أتباع العباسيين الذين تتبعوه حتى قتلوه في بلدة «أبوصير» جنوب الجيزة.
دفن مروان بن محمد في مقبرة مهجورة، لتطوى بذلك صفحة طويلة من تاريخ الدولة الأموية التي حكمت مساحات شاسعة من الأرض، وخلّفت إرثًا سياسيًا وعمرانيًا وثقافيًا لا يزال يُدرّس حتى اليوم.
من الحروب إلى التاريخ.. نهاية رجل دولة
بموت مروان بن محمد، لا يمكن فقط أن نتحدث عن سقوط رجل، بل عن سقوط دولة كاملة، وانتهاء مرحلة تاريخية بكل ما لها وما عليها.
وإذا كان التاريخ قد لقّبه بـ«الحمار»، فإن ما قصده المؤرخون بذلك هو تقدير جلد رجل أنهكته الحروب، وسعى حتى آخر لحظة لإنقاذ ملك أجداده.
ويبقى مروان بن محمد مثالًا حيًا على رجال الدولة الذين يحملون على عاتقهم عبء قرارات كبرى، ويدفعون أحيانًا حياتهم ثمنًا لها.
- مروان
- داره
- الدول
- التمر
- وقت
- آلام
- الجلد
- الدولة
- حكم
- وصفات
- مقبرة
- تمر
- السن
- كتب
- العالم
- الصراع
- كتاب
- درة
- جلال الدين السيوطى
- الحروب
- الطريق
- مصر
- العراق
- السلام
- العرب
- الثلاثاء
- السفاح
- ذكرى رحيله
- الذهب
- الهزيمة
- السخرية
- الشجاعة
- الخليفة
- العباسية
- ثورة
- أشهر
- ألم
- نجاح
- ملك
- حدث
- الخل
- ذهب
- السل
- بار
- محمد
- الزمان
- قرار
- الحر
- النب
- قيام
- جلال
- كان
- الدين
- عباس
- شخص
- الصراعات
- التراث
- قتل
- ذكرى
- إبر
- اللقب
- الله
- ضرب
- إله
- السيوطي
- سقوط
- الحكم
- سفاح
- الطب
- قصة
- القارئ نيوز