فيروس “نورو” يهاجم الجهاز الهضمي.. تعرف على أعراضه ولماذا يشتد في أبريل

فيروس “نورو” ليس جديدًا على ساحة الأمراض المعدية التي تصيب الجهاز الهضمي، بل هو ضيف ثقيل يظهر عادة في فصلي الشتاء والربيع، ويبلغ ذروته في شهر أبريل تحديدًا، حيث يُعد المسبب الأول للنزلات المعوية الحادة التي تصيب الصغار والكبار على حد سواء، ويعرف هذا الفيروس بشدة العدوى وسرعة الانتشار، ما يجعله أحد أكثر الفيروسات إثارة للقلق في هذه الفترة من العام، ويتسبب فيروس “نورو” في أعراض مزعجة تبدأ غالبًا بعد فترة حضانة قصيرة تتراوح بين 12 إلى 48 ساعة من الإصابة.
خصائص فيروس “نورو” ومعدل انتشاره
فيروس “نورو” هو فيروس شديد العدوى، ويكفي عدد قليل جدًا من الجزيئات الفيروسية لإحداث العدوى، ما يعني أن احتمالية انتقال المرض من شخص لآخر مرتفعة جدًا، سواء عبر الطعام أو المياه الملوثة أو الأسطح أو حتى عن طريق الاتصال المباشر مع المصاب، ويتميز الفيروس بقدرته على البقاء نشطًا على الأسطح لعدة أيام، كما أنه مقاوم للعديد من المطهرات الشائعة، الأمر الذي يصعب من جهود السيطرة عليه، وتشير التقارير الصحية إلى أن عدد الإصابات بفيروس “نورو” يزداد بنسبة تصل إلى 50% خلال شهري مارس وأبريل، وهو ما يجعل هذه الفترة موسمية بالنسبة للفيروس.
أعراض فيروس “نورو” المزعجة وتأثيراته على الجسم
تتعدد أعراض فيروس “نورو” وتبدأ غالبًا بشكل مفاجئ، حيث يشعر المريض أولًا بغثيان شديد يرافقه قيء متكرر، ثم يتطور الأمر إلى إسهال مائي حاد قد يصاحبه آلام شديدة في البطن وتقلصات، وتظهر أحيانًا أعراض أخرى مثل الصداع، والحمى الخفيفة، وآلام العضلات، والشعور بالوهن العام، ومن المهم أن نذكر أن فيروس “نورو” لا يسبب عادة مضاعفات خطيرة للأشخاص الأصحاء، إلا أن الخطر الحقيقي يكمن في الجفاف، خاصة لدى الأطفال وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، ويحتاج المصابون إلى تعويض السوائل بشكل مستمر لتفادي المضاعفات.
لماذا ينتشر فيروس “نورو” في أبريل تحديدًا؟
أبريل هو شهر مثالي لنشاط فيروس “نورو” لعدة أسباب، حيث تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع تدريجيًا، وتزداد الأنشطة الاجتماعية والرحلات والتجمعات العائلية، كما تشهد هذه الفترة أيضًا تزايدًا في تناول الأطعمة خارج المنزل، ما يسهم في انتشار العدوى، وقد يكون الطقس المتقلب ما بين الدفء والبرودة عاملًا إضافيًا يضعف مناعة الأفراد، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة، كما أن بعض الدراسات أشارت إلى أن الفيروس يزدهر في أجواء الربيع بسبب قدرته على الصمود خارج الجسم لفترات طويلة.
طرق العدوى وكيفية الوقاية من فيروس “نورو”
ينتقل فيروس “نورو” من خلال عدة وسائل، أهمها تناول الطعام أو الشراب الملوث، أو ملامسة الأسطح التي تحتوي على الفيروس، أو مخالطة الشخص المصاب خاصة خلال الـ 48 ساعة الأولى بعد ظهور الأعراض، والتي تعتبر ذروة العدوى، ولتفادي العدوى يجب الحرص على غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون، خاصة بعد استخدام الحمام وقبل تحضير الطعام أو تناوله، كما يُفضل تجنب تناول الأطعمة مجهولة المصدر أو غير المطهية جيدًا، ومن الضروري تطهير الأسطح بمواد تحتوي على مادة الكلور، لأنها الأقدر على القضاء على الفيروس.
علاج فيروس “نورو” وأهم النصائح الطبية
لا يوجد علاج محدد لفيروس “نورو” حتى الآن، وتعتمد الخطة العلاجية بشكل أساسي على التعامل مع الأعراض، وخاصة منع الجفاف من خلال شرب كميات كافية من السوائل مثل محاليل الإماهة الفموية، ومن المهم أن يحصل المريض على الراحة التامة، والابتعاد عن الآخرين قدر الإمكان حتى لا تنتقل العدوى، كما يُنصح بعدم تناول مضادات الإسهال دون استشارة الطبيب، لأن بعضها قد يزيد من سوء الحالة، أما المضادات الحيوية فهي غير فعالة على الإطلاق في حالة فيروس “نورو” لأنه مرض فيروسي وليس بكتيري.
الفئات الأكثر عرضة لمخاطر فيروس “نورو”
قد يكون فيروس “نورو” سريع الزوال عند البالغين الأصحاء، لكنه يشكل خطرًا متزايدًا على بعض الفئات مثل الأطفال الرضع، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة كأمراض القلب والسكري والكلى، وكذلك مرضى ضعف المناعة، وفي هذه الحالات قد يستمر الإسهال والقيء لفترات أطول، وقد يؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من السوائل والأملاح، ما يسبب انخفاضًا في ضغط الدم ومضاعفات صحية خطيرة.
متى يجب التوجه إلى الطبيب؟
في بعض الحالات يكون من الضروري زيارة الطبيب فورًا، خاصة إذا استمر القيء أو الإسهال لأكثر من ثلاثة أيام، أو إذا لاحظت علامات الجفاف مثل العطش الشديد، وجفاف الفم، وانخفاض كمية البول، أو الدوخة المستمرة، كما أن ارتفاع الحرارة الشديد أو وجود دم في البراز يعتبران علامتين مقلقتين تتطلبان تقييمًا طبيًا عاجلًا، ويُعد الكشف المبكر والعلاج الصحيح مفتاحًا لتقليل فترة الإصابة والوقاية من المضاعفات المحتملة.
فيروس “نورو” بين الواقع والحذر الصحي
فيروس “نورو” ليس مرضًا نادرًا أو غامضًا، بل هو جزء من الأمراض الفيروسية الموسمية التي يمكن التعايش معها والوقاية منها باتباع قواعد النظافة العامة، والوعي بخطورة انتقال العدوى، ويظل شهر أبريل بمثابة إنذار صحي للأسر بضرورة الانتباه للتغيرات الصحية المفاجئة واتباع السلوكيات الوقائية التي تحمي من الإصابة، فالفيروس قد لا يكون قاتلًا في الغالب، لكنه مزعج كفاية ليعطل حياة الإنسان لعدة أيام ويضعف مناعته بشكل ملحوظ.