«تاريخ عائلي لأمراض القلب؟» .. إليك النسبة الصحية للكوليسترول

القلب هو محور صحة الإنسان ومرآة نظامه الداخلي، وعندما يكون هناك تاريخ عائلي لأمراض القلب فإن القلق يتضاعف والمسؤولية تزداد، فالعوامل الوراثية قد تجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالمشاكل القلبية حتى لو لم تظهر عليه أعراض مبكرة، وهنا تظهر أهمية فهم العلاقة الوثيقة بين مستوى الكوليسترول وصحة القلب، خاصة أن الكوليسترول يلعب دورًا محوريًا في التأثير على الشرايين وتدفق الدم، الأمر الذي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إن لم يتم التحكم فيه.
الوراثة لا تعني الحتمية
قد يعتقد البعض أن وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب يعني أن المرض قادم لا محالة، إلا أن الدراسات الحديثة تؤكد أن الوعي الصحي والمتابعة الدقيقة قد تقلل من فرص الإصابة بشكل كبير، حيث أوضح الأطباء أن امتلاك الفرد لوراثة قلبية لا يُعد حكمًا نهائيًا بل هو مجرد مؤشر لاحتمال أعلى يتطلب المتابعة والوقاية، وتأتي السيطرة على مستوى الكوليسترول كأحد أهم الخطوات الوقائية لتفادي هذه المخاطر.
أنواع الكوليسترول وتأثيرها على القلب
الكوليسترول ليس نوعًا واحدًا بل ينقسم إلى نوعين رئيسيين، الأول هو الكوليسترول منخفض الكثافة والذي يُعرف بالكوليسترول الضار، وهو الذي يتراكم في جدران الشرايين ويؤدي إلى انسدادها تدريجيًا، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، أما النوع الثاني فهو الكوليسترول عالي الكثافة أو الكوليسترول النافع الذي يساعد في تنظيف الشرايين من التراكمات الضارة ويعمل على حماية القلب وتعزيز صحته.
المستوى المثالي للكوليسترول للحفاظ على القلب
عند وجود تاريخ عائلي من أمراض القلب، ينصح الأطباء بأن يكون مستوى الكوليسترول الكلي أقل من 200 ملغم/ديسيلتر، أما الكوليسترول الضار فيجب أن يبقى تحت مستوى 100 ملغم/ديسيلتر، وكلما انخفض أكثر كلما زادت الحماية، بينما يُفضل أن يكون الكوليسترول الجيد أعلى من 60 ملغم/ديسيلتر لأنه يعزز من قدرة الجسم على مقاومة مشاكل القلب، وتلك النسب قد تختلف قليلًا بحسب الحالة الصحية العامة للفرد والعوامل المصاحبة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
اختبارات دورية لحماية القلب
وجود تاريخ وراثي لأمراض القلب يستدعي المتابعة الطبية المستمرة، حيث يُوصى بإجراء تحاليل دورية للكوليسترول مرة واحدة على الأقل كل عام، أو كل ستة أشهر في حال وجود أعراض مصاحبة مثل السمنة أو ارتفاع ضغط الدم أو التدخين، كما يُنصح بإجراء فحص شامل لوظائف القلب بشكل دوري للكشف المبكر عن أي مؤشرات خطر.
الغذاء والنشاط البدني كحائط صد أمام أمراض القلب
يلعب النظام الغذائي دورًا كبيرًا في الوقاية من أمراض القلب وخاصة عند من لديهم تاريخ عائلي، فاتباع نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة مع التقليل من الدهون المشبعة والمقليات والأطعمة المصنعة يمكن أن يقلل من مستوى الكوليسترول الضار بشكل فعال، كما أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام مثل المشي السريع أو السباحة لمدة 30 دقيقة يوميًا يعزز من صحة القلب ويحسن من نسب الكوليسترول النافع في الجسم.
التدخين والضغط النفسي أكبر أعداء القلب
من العوامل التي تؤثر بشدة على صحة القلب لدى من لديهم تاريخ عائلي، التدخين والإجهاد المزمن، فالتدخين يسرع من تراكم الكوليسترول الضار ويزيد من خطر انسداد الشرايين، في حين أن التوتر الدائم يرفع من ضغط الدم ويضعف عضلة القلب مع مرور الوقت، لذا فإن الابتعاد عن مصادر الضغط النفسي واتباع نمط حياة هادئ ومعتدل يعتبر من أهم الوسائل الوقائية.
القلب يحتاج إلى وعي مبكر وليس ندمًا متأخرًا
إن تجاهل التاريخ العائلي لأمراض القلب وعدم اتخاذ الإجراءات الوقائية في الوقت المناسب قد يؤدي إلى نتائج وخيمة لا يمكن التراجع عنها، ومن هنا تظهر أهمية التوعية المجتمعية بضرورة فحص الكوليسترول بشكل منتظم، والالتزام بنظام صحي متكامل، لأن القلب لا يرحم من يهمله ولا يمنح فرصة ثانية لمن يستخف بخطره.
نصيحة طبية لمن لديهم تاريخ عائلي مع أمراض القلب
إذا كنت تملك تاريخًا عائليًا مرتبطًا بأمراض القلب، فلا تنتظر الأعراض حتى تبدأ، بل اتخذ قرارك الآن لحماية نفسك، قم بفحص نسبة الكوليسترول لديك، راجع طبيبك بانتظام، وابدأ نمط حياة جديد يليق بقلبك، فالحياة لا تقاس بعدد السنين بقدر ما تُقاس بجودة صحتك وسلامة قلبك.