عايزين يعيشوا مع والدتهم.. الداخلية تكشف ملابسات تعدي أب على ابنتيه بالضرب

استطاعت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، اليوم الجمعة، كشف ملابسات تداول منشور عبر مواقع السوشيال ميديا، يتضمن قيام أب بالتعدي بالضرب على ابنتيه بالوادي الجديد، وقد تبين أنه قام بضربهن لمنعهن من السكن مع والدهما بعد انفصالهما.
الداخلية.. تفاصيل تعدي أب بالضرب على ابنتيه بالوادي الجديد
ترجع أحداث الواقعة عندما رصدت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، تداول منشور عبر مواقع السوشيال ميديا، يتضمن قيام أب بالتعدي بالضرب على ابنتيه بالوادي الجديد، بالفحص تم ضبط مرتكب الواقعة أب لفتاتين، له معلومات جنائية.
وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية بالتنسيق مع مديرية أمن الوادي الجديد لمكان الواقعة، وبأجراء التحريات الأولية التى أجراها الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، تم ضبط أب متهم بضرب ابنتيه، وبمواجهة المتهم اعترف بارتكاب جريمة التعدي بالضرب على بناته جراء رفضه على إقامة ابنتيه مع والدتيهما عقب انفصالهما، وتحرر محضر بالواقعة، وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية.
المشاكل الأسرية.. وتأثيرها على الأطفال
قد تنشأ في ظل قضايا الأسرة وتحديات العلاقات الزوجية، العديد من الإشكالات التي تؤثر الأطفال ومستقبلهم النفسي والاجتماعي، من بين هذه القضايا، تتصدر مشكلة حرمان الأبناء من رؤية أحد الوالدين بعد الانفصال، الأمر الذي يثير تساؤلات شرعية وإنسانية حول مسؤولية كل طرف تجاه الأبناء، هذا ما أجابت عليه الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، في ردها على سؤال ورد إليها.
تحدث السائل عن انفصاله عن زوجته واستمراره في الإنفاق على أبنائه، لكنه يواجه عائقًا يتمثل في منع مطلقته الأبناء من التواصل معه، بل وتقوم بمعاقبتهم إذا حاولوا الاتصال به، تساءل السائل عن موقفه الشرعي من صلة الرحم في ظل هذه الظروف.
الحفاظ على نفسية الأطفال مهمة الوالدين
كما أكدت الدكتورة هبة إبراهيم أن مسؤولية رعاية الأبناء والحفاظ على توازنهم النفسي والاجتماعي تقع على عاتق الوالدين معًا، حتى بعد الانفصال، وأوضحت: "الانفصال قد يكون قضاءً وقدرًا، ولكن يجب أن يتذكر الوالدان دائمًا أن الأبناء أمانة في أيديهم، الحفاظ على صحتهم النفسية وتربيتهم تربية سليمة مسؤولية مشتركة لا تنتهي بالانفصال".
وأوضحت خطورة استخدام الأطفال كوسيلة للانتقام بين الطرفين، مؤكدة: "من الخطأ أن يتم الزج بالأبناء في صراعات الكبار، العلاقة بين الوالدين قد تكون انتهت، ولكن التواصل بين الأب والأطفال ينبغي أن يبقى قائمًا ومستمرًا، هذا التواصل ليس فقط حقًا للأب، ولكنه أيضًا ضرورة نفسية وصحية للأبناء".
كما شددت على أن منع الأطفال من رؤية أحد والديهم أو عقابهم على محاولة التواصل يُعتبر إساءة إليهم وإضرارًا بمصلحتهم، قائلة: "لا يجوز أن نُحمِّل الأبناء تبعات مشاكلنا الشخصية، إذا كانت هناك صعوبة في العلاقة بين الوالدين، فيجب حلها بطريقة لا تُلحق الأذى بالأبناء، منع الأطفال من صلة والدهم هو قطع لواجب الرعاية وحماية مصلحتهم".
الإسلام يشدد على صلة الرحم
وأضافت الدكتورة هبة أن الشرع الإسلامي شدد على أهمية صلة الرحم، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قُطعت رحمه وصلها"، وأوضحت أن على الأبناء، في أي عمر يسمح لهم فيه بإدراك هذا الواجب، أن يسعوا إلى بر الوالدين وصلة الرحم، لما في ذلك من أجر عظيم عند الله.
حلول فعالة للقضاء على المشاكل الأسرية
وفي سياق تقديم الحلول، دعت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الآباء الذين يواجهون مشكلات مشابهة إلى الاستفادة من خدمات المركز، الذي يوفر الدعم والمشورة في مثل هذه الحالات، وأشارت إلى إمكانية التواصل مع المركز عبر الرقم "19906" للحصول على توجيهات عملية ونصائح للتعامل مع الموقف بطريقة تحفظ حقوق جميع الأطراف.
كما شددت على أهمية تحمل الأبناء مسؤولية بر الوالدين، مؤكدة أن هذا الواجب الشرعي لا يرتبط بمدى إحسان الوالدين، بل هو فرض على الأبناء تجاههما بغض النظر عن الظروف، وأوضحت: "واجب البر بالوالدين هو تكليف من الله تعالى لا يسقط بسبب الخلافات أو الصعوبات، بل يستمر كجزء من أخلاقيات المسلم وواجباته الدينية".
كما دعت الدكتورة هبة إبراهيم جميع الآباء والأمهات إلى الترفع عن الخلافات الشخصية والتفكير في مصلحة الأبناء باعتبارهم أولوية قصوى، وأكدت أن التربية السليمة تتطلب التعاون بين الطرفين، وأن حرمان الأبناء من حقوقهم العاطفية والاجتماعية يترك أثرًا سلبيًا لا يمحى بسهولة، بوعي وتسامح، يمكن للأسرة أن تتجاوز محنة الانفصال وتحافظ على تماسكها بما يضمن لأبنائها مستقبلًا أفضل.