رغم ارتفاع الحرارة.. الناخبون يتوافدون على لجان الشيخ زايد في انتخابات الشيوخ

الإثنين 04/أغسطس/2025 - 03:44 م

شهدت لجان مدرسة «أبو بكر الصديق الرسمية» إقبال ملحوظ من المواطنين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجلس الشيوخ 2025، بمنطقة الشيخ زايد، وذلك رغم ارتفاع درجات الحرارة التي ضربت البلاد اليوم الإثنين.

ورصدت «عدسة الميدان» توافد المواطنين من مختلف الفئات العمرية منذ الساعات الأولى لفتح اللجان، حيث لم تمنعهم الموجة الحارة من أداء واجبهم الوطني، بل أظهرت اللقطات روحًا من التعاون والتكافل بين الناخبين، بعد أن بادر عدد من الأهالي بإهداء تكييف صحراوي إلى اللجنة الانتخابية، في لفتة إنسانية تهدف إلى تخفيف معاناة الحرارة عن كبار السن والسيدات، وتوفير أجواء مريحة داخل مقر اللجنة.

زجاجات مياه باردة.. ومساندة شعبية

إلى جانب مبادرة التكييف، تكاتف عدد من الأهالي مع المتطوعين لتوفير زجاجات مياه باردة بشكل مجاني للمواطنين المترددين على اللجان، ما ساهم في تخفيف حدة الطقس وتحفيز المواطنين على الانتظار حتى إتمام عملية التصويت.

وسادت أجواء من الالتزام والتنظيم داخل محيط اللجنة، في ظل التعاون بين الجهات الأمنية والتنظيمية، دون رصد أية معوقات أو شكاوى تُذكر قد تؤثر على سير العملية الانتخابية، التي انطلقت في موعدها المحدد الساعة التاسعة صباحًا.

عملية انتخابية منظمة ومستمرة

وأكد عدد من المسؤولين داخل اللجان أن العملية تسير بشكل منتظم وسط إشراف قضائي كامل، حيث وُزع القضاة في أماكن إقامتهم لتسهيل المهمة، بينما تولت قاضيات الإشراف على لجان أخرى خارج نطاق الإقامة الجغرافية.

وتجرى الانتخابات في الداخل على مدار يومي 4 و5 أغسطس، وسط أجواء ديمقراطية يشهدها الجميع، في الوقت الذي تتنافس فيه 428 مرشحًا على 100 مقعد مخصص لنظام الفردي، بينما خُصص للنظام بالقائمة المغلقة المطلقة 100 مقعد آخر تمثلهم «القائمة الوطنية من أجل مصر»، بعد ترشح قائمة واحدة فقط في كل من الدوائر الأربع.

63 مليون ناخب و8286 مقرا انتخابيا

وبحسب بيانات الهيئة الوطنية للانتخابات، يحق لأكثر من 63 مليون ناخب مصري الإدلاء بأصواتهم، تم توزيعهم على 8286 مقرا انتخابيًا شملت مدارس ووحدات صحية ومراكز شباب، في خطوة هدفت إلى تيسير إجراءات التصويت وتجنب التكدس، خصوصًا مع موجة الحر الشديدة التي تمر بها البلاد.

ويشرف على الانتخابات ما يقرب من 9500 قاضٍ من أعضاء هيئتي النيابة الإدارية وقضايا الدولة، إضافة إلى 2500 قاضية تم توزيعهن على لجان انتخابية في محافظات مختلفة.

مراقبة محلية ودولية واسعة

في إطار تعزيز النزاهة والشفافية، وافقت الهيئة الوطنية للانتخابات على طلبات 18 سفارة أجنبية معتمدة داخل مصر، بالإضافة إلى 9 منظمات دولية، لمتابعة سير العملية الانتخابية.

كما حصلت 58 منظمة محلية و168 وسيلة إعلام دولية و62 وسيلة إعلام محلية على تصاريح تغطية الحدث، بما يضمن تغطية شاملة للمجريات من داخل وخارج اللجان.

المواطنون.. التصويت واجب وطني لا يُؤجل

من داخل إحدى اللجان، أعرب عدد من المواطنين عن رضاهم تجاه تنظيم العملية الانتخابية، مشيدين بالتيسيرات المتوفرة، والتي شملت مقاعد مظللة، ومراوح كهربائية، وموظفين للمساعدة في إرشاد الناخبين داخل اللجان.

وقال أحد كبار السن المشاركين: «الحر مش عقبة، إحنا جايين علشان نختار اللي شايفين إنه يستحق يمثلنا. دي مسؤولية مش بس حق».

فيما أكدت إحدى السيدات أن الأجواء التنظيمية والنظافة داخل اللجان كانت مشجعة، وأضافت: «في حد بيستقبلك، بيشرح لك الخطوات، والكل بيساعد، حتى الناس اللي جابت الميه كانت بتوزع على أي حد تعبان».

استمرار فتح اللجان حتى التاسعة مساءً

يستمر التصويت اليوم حتى الساعة التاسعة مساءً، على أن تُستأنف العملية غدًا الثلاثاء بنفس التوقيت، في مختلف محافظات الجمهورية، تمهيدًا لبدء أعمال الفرز والإعلان الرسمي للنتائج لاحقًا.

وتشدد الهيئة الوطنية للانتخابات على الالتزام بالإجراءات القانونية، مؤكدة أنه لا مجال للتلاعب أو التزوير، في ظل وجود قضاة ومراقبين داخل كل لجنة، وممثلين عن المرشحين.

ويعكس المشهد في الشيخ زايد اليوم روح المشاركة الوطنية رغم الظروف المناخية الصعبة، ويثبت أن الوعي الشعبي قادر على تجاوز أي عقبة حين يتعلق الأمر بمستقبل الوطن.

مبادرات المواطنين، والتنظيم الجيد، والإشراف القضائي، كلها عناصر شكّلت لوحة انتخابية حضارية تستحق التقدير.

ترندات