اشتعال المنافسة بنقابة الصحفيين..مؤشرات أولية تُرجح تقدم البلشي وسلامة يغادر مقر الفرز

شهدت أروقة نقابة الصحفيين مساء اليوم حالة من الترقب الشديد والتوتر المتزايد، مع تصاعد حدة التنافس على مقعد نقيب الصحفيين، وذلك في ظل مؤشرات أولية تُرجح تقدم الكاتب الصحفي خالد البلشي في عدد من لجان الفرز، ما دفع المرشح المنافس عبدالمحسن سلامة إلى مغادرة مقر النقابة بشكل مفاجئ، وسط دهشة الحاضرين.

ويأتي هذا التطور بينما تتواصل أعمال فرز الأصوات التي بدأت عقب إغلاق صناديق الاقتراع، حيث يسود ترقب واسع بين جموع الصحفيين أعضاء الجمعية العمومية، في ظل أجواء مشحونة بالتكهنات حول هوية الفائز بمنصب النقيب.

8 مرشحين يتنافسون على منصب النقيب

وتجري الانتخابات على مقعد نقيب الصحفيين بين 8 مرشحين، أبرزهم النقيب الحالي خالد البلشي، والكاتب الصحفي عبدالمحسن سلامة، نقيب الصحفيين الأسبق ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، في سباق انتخابي يُعد من بين الأشد سخونة في تاريخ النقابة خلال السنوات الأخيرة، نتيجة احتدام التنافس وتباين التوجهات بين المرشحين.

ويخوض المعركة الانتخابية أيضًا 43 مرشحًا آخرين يتنافسون على 6 مقاعد بمجلس النقابة، وذلك وسط حضور كثيف من أعضاء الجمعية العمومية الذين توافدوا على مقر النقابة منذ ساعات الصباح الأولى للإدلاء بأصواتهم.

إقبال كثيف ومد التسجيل 3 مرات

وفتحت النقابة أبوابها أمام الصحفيين منذ الساعة العاشرة صباحًا لتسجيل الحضور في كشوف الجمعية العمومية، وسط إجراءات تنظيمية محكمة من اللجنة المشرفة على الانتخابات برئاسة جمال عبدالرحيم، حيث اشترط النظام الأساسي للنقابة حضور 25% من الأعضاء المسددين لاشتراكاتهم لاكتمال النصاب القانوني لانعقاد الجمعية العمومية.

ونظرًا لعدم اكتمال النصاب خلال الساعات الأولى، قررت اللجنة مد فترة التسجيل 3 مرات متتالية، ما ساعد في زيادة الأعداد تدريجيًا، ليُستكمل النصاب وتبدأ عملية التصويت فعليًا، وسط إقبال غير مسبوق في الساعات الأخيرة قبل إغلاق الصناديق.

توصيات الجمعية العمومية تُشعل النقاش

وفي سياق متصل، أصدرت الجمعية العمومية عددًا من التوصيات المهمة، التي اعتبرها كثيرون بمثابة «خارطة طريق» للعمل النقابي خلال المرحلة المقبلة، حيث تصدرت توصياتها المطالبة بإعداد لائحة مالية موحدة لأجور الصحفيين في المؤسسات القومية، تضمن العدالة والمساواة، وتلزم تلك المؤسسات بالحد الأدنى للأجور المعترف به نقابيًا.

كما دعت الجمعية العمومية إلى التصدي للكيانات النقابية الموازية التي تنتحل صفة صحفية وتدّعي تمثيل الصحفيين، وطالبت بإحالة رؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف إلى التأديب حال ثبوت تعسفهم في فصل الصحفيين دون وجه حق.

وشددت التوصيات أيضًا على ضرورة حظر الجمع بين مواقع النقيب أو أعضاء مجلس النقابة وبين أي مناصب تنفيذية حكومية بالتعيين أو الانتداب، تفاديًا لتعارض المصالح، مع رفض إدخال أي تعديلات على قانون النقابة إلا بعد عرضها على جمعية عمومية مكتملة النصاب القانوني.

مطالبات بالإفراج عن الزملاء المحبوسين وإنشاء دار للمسنين

ولم تغفل التوصيات البعد الاجتماعي، حيث طالب الصحفيون بإنشاء دار لرعاية الصحفيين كبار السن، ورفع جودة الخدمات الصحية والمعيشية المقدمة لهم، بما يليق بتاريخهم المهني.

كما جددت الجمعية العمومية تضامنها الكامل مع الزملاء الصحفيين المحبوسين احتياطيًا، داعية إلى الإفراج عنهم وتحسين أوضاعهم داخل أماكن الاحتجاز، مشيرة إلى أن المهنة لا تتحمل حجب أصوات حرة تسعى وراء الحقيقة في إطار من المسؤولية المهنية.

ترقب واسع لإعلان النتائج النهائية

وفيما تتواصل أعمال الفرز حتى اللحظة، تترقب الأوساط الصحفية الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات خلال الساعات القليلة المقبلة، وسط مؤشرات متباينة وترجيحات غير رسمية تُشير إلى تقدم خالد البلشي على أقرب منافسيه.

ويُعد المشهد الحالي امتدادًا لاحتدام المنافسة طوال الأسابيع الماضية، والتي شهدت جدلًا واسعًا عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي حول مستقبل النقابة، وقضايا الحريات الصحفية، والحقوق الاقتصادية للصحفيين، والمشهد الإعلامي بشكل عام في مصر.

وقد أثارت مغادرة عبدالمحسن سلامة لمقر الفرز جدلًا واسعًا، حيث اعتبرها البعض مؤشرًا على اتجاه النتائج بشكل غير مرضٍ له، فيما فضّل مقربون منه عدم التعليق مؤكدين أن الإعلان الرسمي للنتائج هو الفيصل.

وبينما تترقب الساحة الصحفية إعلان الفائز، يحدو الصحفيون الأمل في أن تشهد الفترة المقبلة تحسينًا ملموسًا في الأوضاع المهنية والمادية داخل المؤسسات الصحفية، وأن تُترجم وعود المرشحين إلى سياسات واقعية تحقق تطلعاتهم في مستقبل أكثر عدالة وحرية.