اجتماع ساخن في الجبلاية.. بحث مصير الدوري الممتاز المقبل

وجه المهندس هاني أبو ريدة، رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، دعوة رسمية إلى رؤساء أندية الدوري المصري الممتاز، بالإضافة إلى أحمد دياب، رئيس رابطة الأندية، لحضور اجتماع مهم يعقد بمقر الاتحاد في مدينة السادس من أكتوبر، يوم الثلاثاء الموافق 20 مايو الجاري، وذلك لمناقشة التخطيط المبكر لشكل الموسم الكروي المقبل 2025/2026.

خطوة استباقية لتنظيم أفضل

تأتي هذه الخطوة في إطار سعي الاتحاد المصري لكرة القدم لتنظيم موسم كروي أكثر استقرارًا وتوازنًا على المستوى الفني والإداري، في ظل التحديات التي واجهتها المسابقة خلال المواسم الأخيرة، لا سيما فيما يتعلق بضغط المباريات، وعدم انتظام جدول المسابقة، وتأثير المشاركات القارية والدولية على الأندية والمنتخب الوطني.

وأكد بيان إعلامي صادر عن اتحاد الكرة، أن الاجتماع يأتي بهدف مناقشة كل الأطراف المعنية بالمسابقة المحلية، لضمان تحقيق مصلحة الأندية وتنظيم مسابقة قوية ومنضبطة، تعكس تطور الكرة المصرية، وتُسهم في تحسين الأداء التنافسي محليًا وقاريًا.

موسم استثنائي.. ونظام جديد

يُشار إلى أن الموسم الجاري من الدوري المصري الممتاز شهد تطبيق نظام استثنائي على مرحلتين، وذلك في محاولة من اتحاد الكرة ورابطة الأندية للسيطرة على ضغط الأجندة الكروية وإتمام المسابقة في موعد محدد.

وتم تقسيم الدوري إلى مرحلتين، ضمت الأولى 18 ناديًا تنافسوا بنظام الدوري المعتاد من دور واحد، قبل أن يتم تقسيمهم إلى مجموعتين؛ المجموعة الأولى تضم أول 9 أندية في الترتيب العام، تتنافس على لقب الدوري والمراكز المؤهلة للمسابقات الأفريقية، بينما تضم المجموعة الثانية أصحاب المراكز من 10 إلى 18، يتنافسون لتفادي الهبوط إلى دوري المحترفين في الموسم التالي.

وبحسب النظام المعتمد، يهبط الفريقان صاحبا المركزين الثامن والتاسع في المجموعة الثانية مباشرة إلى دوري الدرجة الأدنى، بينما تصعد 3 فرق من دوري المحترفين للمشاركة في الموسم المقبل من الدوري الممتاز.

جدل حول استمرار النظام الجديد

أثار هذا النظام المستحدث جدلًا واسعًا بين الأندية والمحللين الرياضيين، حيث أبدى بعض مسؤولي الأندية تحفظهم عليه، بدعوى عدم اتساقه مع طبيعة الدوري المصري المعروفة تاريخيًا، بينما رأى آخرون أنه حل عملي لتقليل مدة المسابقة وتخفيف الضغط على الأندية المشاركة في بطولات أفريقيا، فضلًا عن توفير فترات توقف كافية لمعسكرات المنتخب الوطني.

وفي هذا السياق، تشير مصادر مطلعة داخل اتحاد الكرة إلى أن الاجتماع المرتقب قد يتضمن مناقشة إعادة النظر في هذا النظام، إما بتعديله أو إلغائه والعودة إلى النظام التقليدي المكون من دورين «ذهاب وعودة»، وذلك بناءً على التوصيات التي ستُطرح من جانب الأندية المشاركة.

حضور رفيع وتنسيق مشترك

ومن المتوقع أن يحضر الاجتماع قيادات من لجنة المسابقات ورابطة الأندية إلى جانب رؤساء وموفدي الأندية الثمانية عشر، حيث سيتم عرض تقييم شامل للموسم الجاري من حيث التنظيم، البث، التوقيتات، وتنسيق المباريات مع المشاركات القارية والدولية.

وسيشمل النقاش أيضًا جدولة الموسم المقبل، وسبل التنسيق مع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف» لتفادي تضارب مواعيد المسابقات القارية، إلى جانب دراسة مقترحات الأندية بشأن تطوير آليات قيد اللاعبين، وفترات الانتقالات، وتطبيق تقنية الفيديو «VAR»، وتنظيم الملاعب.

دعم فني وتحكيمي للموسم المقبل

ومن المنتظر أن يستعرض اتحاد الكرة خلال الاجتماع خططه لتطوير منظومة التحكيم، سواء من خلال التعاقد مع خبرات أجنبية لتدريب الحكام المصريين، أو تحديث نظام الاستعانة بالحكام الأجانب بناءً على طلب الأندية في المباريات الجماهيرية أو الحساسة.

كما سيناقش الاجتماع سبل دعم الأندية فنيًا وإداريًا، وتحفيزها للمشاركة في تطوير البنية التحتية، وزيادة معدلات الحضور الجماهيري، وهو الملف الذي أولاه أبو ريدة أهمية كبيرة منذ توليه المنصب، في ظل رغبة الاتحاد في استعادة الجماهير إلى المدرجات بشكل كامل وآمن.

اتحاد الكرة يسعى لمرحلة جديدة

يعكس هذا التحرك من اتحاد الكرة، بقيادة أبو ريدة، توجهًا جديدًا نحو إشراك الأندية بشكل أكبر في صناعة القرار، وفتح قنوات مباشرة للتواصل والتخطيط المشترك، بما يضمن استقرار المسابقة ورفع مستوى التنافسية فيها.

ويرى مراقبون أن الاجتماع المقبل قد يحمل ملامح جديدة للموسم الكروي المقبل، لا سيما مع احتمالية طرح نظام دوري مختلف أو تعديلات جوهرية على شكل البطولة وآلية الهبوط والصعود.

وفي انتظار ما ستسفر عنه مخرجات الاجتماع، تترقب جماهير الكرة المصرية خطوات فعلية نحو استعادة تنظيم الدوري بالشكل الذي يليق بتاريخ الكرة المصرية، ويُسهم في إعداد منتخب قوي قادر على المنافسة في البطولات الكبرى.