رئيس الوزراء يفتتح مشروعات جديدة بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس

يفتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، غدًا الثلاثاء، عددًا من المشروعات الحيوية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس في العين السخنة، وذلك ضمن خطة الدولة لتطوير البنية التحتية وتعزيز الاستثمارات في أحد أهم المحاور الاقتصادية بمصر.

وتأتي هذه الزيارة في إطار المتابعة الميدانية التي يحرص عليها رئيس الوزراء للمشروعات الكبرى، بهدف دفع عجلة التنفيذ، والتأكد من الالتزام بالجداول الزمنية، والتعرف على التحديات في أرض الواقع من أجل إيجاد حلول سريعة وفعالة.

تطوير متكامل لميناء غرب بورسعيد

وكان رئيس الوزراء قد استمع خلال جولته السابقة إلى عرض تفصيلي بشأن المرحلة الأولى من المخطط الشامل لتطوير ميناء غرب بورسعيد، والذي يعد أحد الموانئ الرئيسية الواقعة ضمن نطاق المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وقدم المهندس وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، شرحًا حول رؤية الهيئة لتحويل الميناء إلى مركز محوري على البحر المتوسط، من خلال إنشاء بنية تحتية ذكية وشبكات لوجستية حديثة وساحات تنظيمية تواكب أحدث المعايير الدولية، بما يسهم في رفع كفاءة التشغيل وتعزيز القدرة التنافسية للميناء على مستوى المنطقة.

وأشار إلى أن تطوير ميناء غرب بورسعيد لا يتم بمعزل عن بقية مكونات المنطقة الاقتصادية، بل يأتي ضمن خطة تكاملية تشمل تعزيز الربط بين الموانئ والمناطق الصناعية والخدمية، من أجل خلق بيئة استثمارية جاذبة تقوم على التصنيع والتصدير والخدمات اللوجستية.

مشروعات جديدة في مجالات الصناعة والطاقة والخدمات

وتشمل الافتتاحات المنتظرة التي سيقوم بها رئيس الوزراء بالعين السخنة، عددًا من المشروعات في قطاعات استراتيجية أبرزها الطاقة المتجددة، والصناعات التحويلية، والخدمات اللوجستية، والبنية التحتية للمرافق.

ومن بين المشروعات الجاهزة للافتتاح، منطقة صناعية متخصصة على مساحة كبيرة تضم مصانع تعمل في مجالات متنوعة مثل إنتاج مستلزمات الطاقة، وتعبئة المواد الغذائية، وتصنيع قطع الغيار، فضلاً عن محطة لتوليد الطاقة الشمسية وأخرى لمعالجة المياه الصناعية.

وأكد الدكتور مدبولي أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تمثل إحدى الركائز الأساسية في رؤية الدولة المصرية 2030، حيث تُعد نموذجًا ناجحًا للتنمية المستدامة، وبيئة مواتية لجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية، لاسيما في ظل التسهيلات التشريعية والإدارية التي توفرها الدولة في هذا النطاق الجغرافي الحيوي.

تعاون حكومي موسع لدعم التنمية

ورافق رئيس الوزراء في زيارته عدد من الوزراء وكبار المسؤولين، على رأسهم الفريق المهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، والدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، والفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، والمهندس وليد جمال الدين، رئيس الهيئة الاقتصادية.

وشدد الفريق كامل الوزير خلال اللقاءات التي عقدت على هامش الجولة، على ضرورة التنسيق الدائم بين الجهات الحكومية المختلفة لضمان التكامل بين المشروعات الجاري تنفيذها في المنطقة الاقتصادية، مؤكدًا أن قطاع النقل أصبح حجر زاوية في دعم الاقتصاد المصري من خلال تسهيل حركة التجارة، وزيادة كفاءة الموانئ، وخفض زمن وتكلفة الشحن.

العين السخنة.. مركز عالمي واعد

وأعرب مدبولي عن تطلعه إلى تحويل منطقة العين السخنة إلى مركز عالمي للطاقة والصناعة والخدمات، لافتًا إلى أن الدولة المصرية تبذل جهودًا جبارة لتوفير مناخ جاذب للاستثمار، عبر إنشاء مناطق صناعية متخصصة، وتحسين الخدمات، وتطوير المرافق، وتقديم حوافز مالية وضريبية مغرية.

كما أكد أن الفترة المقبلة ستشهد الإعلان عن عدد من الاتفاقيات الاستثمارية الجديدة في المنطقة، بالتعاون مع شركات عالمية، لافتًا إلى أن التوسع في صناعات مثل الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة أصبح أولوية في ضوء التحول العالمي نحو الاقتصاد الأخضر.

استثمارات ضخمة وفرص عمل واعدة

وقال مدبولي إن ما تحقق في السنوات الأخيرة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس يمثل قصة نجاح مصرية حقيقية، موضحًا أن إجمالي الاستثمارات بالمنطقة تجاوز 18 مليار دولار، مع توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة لأبناء محافظات السويس والإسماعيلية وبورسعيد وشمال سيناء.

وأضاف أن الحكومة ستواصل دعم المنطقة بكل الوسائل الممكنة، سواء على مستوى البنية التحتية، أو التسهيلات الاستثمارية، أو الترويج الخارجي لجذب شركاء جدد، مؤكدًا أن مصر تراهن على هذه المنطقة لتكون قاطرة للنمو الاقتصادي في السنوات المقبلة.