«من فيديوهات الاتهام للمصحة النفسية: قصة فتاة 6 أكتوبر بين التريند والقانون»

 انتشرت واقعة اصبحت حديث الشارع في مدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة، حيث أمرت جهات التحقيق المختصة، اليوم، بإيداع الفتاة المتهمة بالتعدي بالضرب على عامل بإحدى المخابز في مدينة 6 أكتوبر، بمستشفى الأمراض النفسية، كما أدعت المتهمة أنها بنت مستشار أمن الدولة.

تفاصيل واقعة المتهمة بالتعدي على عامل فى 6 أكتوبر

تعود أحداث الواقعة عندما كشفت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية ملابسات تداول عدد من مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تتضمن افتعال سيدة المشاكل والتعدى على عدد من المواطنين بدعوى الاعتداء عليها ومضايقتها.

وعقب المعاينة والفحص تمكنت الأجهزة الأمنية المعنية من تحديد مكان صاحبة الفيديو، وتبين أنها مقيمة بدائرة قسم شرطة ثان أكتوبر.

وقد استطاعت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة القبض على  السيدة المتهمة بتصوير العامل والاعتداء عليه، بالإضافة إلى مضايقة العاملين في مطاعم أخرى. تم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقها، وأُخطرت النيابة المختصة التي باشرت التحقيقات.

وبإجراء التحريات وبسؤال أحد أقارب المتهمة، أوضح أن المتهمة تعانى من اضطراب نفسى، كما سبق إيداعها بعدد من المصحات، وبتاريخ 12 الجارى تم إيداعها بإحدى المصحات النفسية لتلقى العلاج اللازم، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.

صاحبة فيديو " أبويا مستشار" تثير الجدل

كما أثارت المتهمة بالتعدي على عامل بإحدى مخابز 6 أكتوبر الجدل بين رواد السوشيال ميديا خاصة بعدما ذكرت فى الفيديو أن والدها مستشار، حيث بدأت بصفعها لعامل بمخبز في مدينة 6 أكتوبر، وامتدت إلى اتهامات بالأعتداء عليها داخل مطاعم ومستشفيات، لتتحول إلى واحدة من أكثر الشخصيات تداولاً ومناقشة في مصر خلال الأيام الأخيرة.

وبعد انتشار الفيديو اختلف ردود الفعل بين متعاطف مع العامل ومطالب بمحاسبة من يطلقون اتهامات كاذبة تمس الشرف، وبين من طالبوا بالتحقق من الواقعة دون التسرع في إصدار الأحكام، وهو ما دفع الأجهزة الأمنية إلى الإسراع في إجراء التحريات وجمع الأدلة.

وطالب حقوقيون ونشطاء بضرورة تشديد العقوبات على من يثبت تورطهم في تقديم بلاغات كيدية أو نشر محتوى مصور يسيء إلى الآخرين دون وجه حق، معتبرين أن "المساس بسمعة الآخرين باستخدام وسائل التواصل أصبح خطرًا مجتمعيًا يحتاج إلى مواجهة قانونية رادعة".

كما يوضح الفيديو أن سيدة تتعدى على عامل بإحدى المخابز وتنهره وتتهمه بأنه لمس يدها، قائلة بغضب: "انت بتلمس إيدي ليه؟"، قبل أن تباغته بصفعة على وجهه وسط ذهول الحاضرين.

أقوال الشاب المجني عليه

وقد صرح الشاب المجني عليه، ويدعى "خليل"، أنه لم يلمسها أبدًا، وأنها كانت تقوم بتصوير فيديو بغرض إثارة الجدل على تيك توك، مضيفًا: "مكنتش عاملها حاجة، وهي فجأة ضربتني علشان فيديو تريند".

كما تابع في أقواله أن ما حدث تسبب له في أضرار نفسية ومهنية بالغة، خاصة أن المقطع انتشر لاحقًا على منصات التواصل، مشيرًا إلى أنه تعرّض للتشهير دون دليل، وهو ما دفعه لتحرير محضر رسمي اتهم فيه السيدة بـ"الاعتداء عليه والتشهير به والتسبب في الإضرار بسمعته".

وأمرت جهات التحقيق المختصة، بتفريغ كاميرات المراقبة الخاصة بالمخبز، والتي أظهرت أن السيدة دخلت المخبز بمفردها، دون أن يحدث أي احتكاك أو حديث بينها وبين العامل قبل أن تبدأ بتصويره واتهامه علنًا بالاعتداء عليها.

وايضا أوضحت الكاميرات أن المتهمة هى من بادرت بالاعتداء على العامل بالضرب، دون وجود أي تصرف عدائي سابق من جانبه، وهو ما يدعم رواية المجني عليه، ويضع علامات استفهام حول دوافع السيدة.

تعرف على عقوبة البلاغ الكاذب

وفقا لقانون العقوبات فأنه على كل من أخبر بأمر كاذب مع سوء القصد يستحق العقوبة، ولو لم ينتج عن ذلك إشاعة أو لم تُرفع دعوى بناءً على ما أُخبر به، ويُفهم من ذلك أن جريمة البلاغ الكاذب تُعد جريمة عمدية لها ركنان مادي ومعنوي:

الركن المادي: يتمثل في الإبلاغ بأمر كاذب أو بواقعة يعاقب عليها القانون ضد شخص ما.

الركن المعنوي: يتطلب توافر قصد عام وخاص. القصد العام هو علم الجاني بأن الواقعة أو الخبر كاذب ولا أساس له من الصحة، أما القصد الخاص فيتمثل في نية الجاني الإضرار بالمجني عليه.

وايضا نجد أن عقوبة البلاغ الكاذب تتساوى مع عقوبة القذف، حيث إنه لا توجد مادة محددة في قانون العقوبات للدعاوى الكاذبة.

حيث نصت المادة 303 على أن "يعاقب على القذف بالحبس مدة لا تتجاوز سنة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرة آلاف وخمسمائة جنيه، أو بإحدى العقوبتين.

وكما عرفت المادة 305 البلاغ الكاذب بأن "من أخبر بأمر كاذب مع سوء القصد يستحق العقوبة ولو لم يسبب شائعة".