الأحد 18 مايو 2025 الموافق 20 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

تحذير: الإجهاد الحراري قد يكون قاتلًا.. إليك العلامات والإسعافات الضرورية

الإجهاد الحراري
الإجهاد الحراري

الإجهاد الحراري يُعد من أخطر الحالات الصحية التي قد تصيب الإنسان خلال فصل الصيف أو في أوقات ارتفاع درجات الحرارة الشديدة، ويكمن الخطر الأكبر في تجاهل أعراض «الإجهاد الحراري» أو التعامل معها بتهاون مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تهدد الحياة، لذا فإن فهم أسباب «الإجهاد» وعلاماته المبكرة وطرق إسعافه يعتبر أمرًا في غاية الأهمية خاصة في المجتمعات التي تتعرض لموجات حرّ متكررة.

ما هو الإجهاد الحراري؟

يحدث «الإجهاد الحراري» عندما يفشل الجسم في تنظيم درجة حرارته بشكل طبيعي نتيجة التعرض الطويل للحرارة العالية والرطوبة المرتفعة مع فقدان كميات كبيرة من الماء والأملاح بسبب التعرق، وعندما لا يستطيع الجسم تبريد نفسه، تبدأ الأعراض في الظهور تدريجيًا وقد تتطور بشكل مفاجئ، ويتحول «الإجهاد الحراري» من حالة بسيطة إلى حالة طبية طارئة إذا لم يتم التعامل معها بسرعة.

ويُعد كبار السن، والأطفال، والرياضيون، والعاملون في الأماكن المكشوفة مثل عمال البناء والمزارعين أكثر عرضة للإصابة بـ«الإجهاد»، خاصة في الفترات التي تشهد ارتفاعًا غير معتاد في درجات الحرارة.

علامات وأعراض الإجهاد الحراري

تتنوع أعراض «الإجهاد الحراري» لكنها تبدأ غالبًا بالإرهاق العام والشعور بالضعف، وقد يصاحبها صداع شديد، أو دوخة، أو تسارع في نبضات القلب، وتشمل العلامات الأخرى التعرق الغزير، والغثيان، وتشنجات العضلات، وأحيانًا التقيؤ.

وقد تظهر على المريض علامات مثل شحوب الوجه، وبرودة الجلد رغم ارتفاع الحرارة الخارجية، وقد يتطور الأمر إلى حدوث «فقدان للوعي» أو اضطرابات ذهنية مما يشير إلى دخول الحالة في مرحلة حرجة تتطلب التدخل السريع.

ومن المهم معرفة أن «الإجهاد» لا يُشترط أن يُصيب فقط من يتعرض لأشعة الشمس المباشرة، بل يمكن أن يحدث داخل الأماكن المغلقة إذا لم تكن جيدة التهوية أو إذا كان الشخص يبذل مجهودًا بدنيًا كبيرًا دون تعويض الجسم بالسوائل والأملاح اللازمة.

الإسعافات الأولية الضرورية

إذا لاحظت أعراض «الإجهاد الحراري» على أحد الأشخاص، فإن الخطوة الأولى هي نقله إلى مكان بارد بعيدًا عن مصدر الحرارة، ومن الأفضل أن يكون مكانًا مكيفًا أو مظللًا بشكل جيد، ويجب خلع الملابس الزائدة وتبليل الجلد بالماء البارد أو استخدام منشفة مبللة لتبريد الجسم.

ينبغي إعطاء المصاب كميات معتدلة من الماء البارد أو السوائل التي تحتوي على أملاح معدنية مثل محاليل الإماهة الفموية، وتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو السكر الزائد لأنها قد تُفاقم الحالة، وإذا لم تتحسن الحالة خلال دقائق قليلة أو ظهرت أعراض مثل فقدان الوعي أو التشنجات فيجب استدعاء الإسعاف فورًا.

ويُفضل أن يكون هناك دائمًا شخص مدرّب على «الإسعافات الأولية» في البيئات المعرضة لحرارة عالية خاصة في مواقع العمل أو أثناء الفعاليات الرياضية المفتوحة.

كيف نحمي أنفسنا من الإجهاد الحراري؟

تجنب «الإجهاد الحراري» يبدأ بالوعي والاستعداد، ويُنصح بشرب كميات كافية من الماء على مدار اليوم حتى في حالة عدم الشعور بالعطش، وتجنب الخروج في فترات الذروة بين الظهيرة والعصر، كما يُفضل ارتداء ملابس خفيفة وفاتحة اللون تعكس أشعة الشمس ولا تمتص الحرارة.

يُنصح أيضًا باستخدام قبعات واقية من الشمس ومراعاة أخذ فترات راحة متكررة أثناء العمل أو ممارسة الرياضة، وفي حالة وجود أمراض مزمنة مثل القلب أو السكري ينبغي مراجعة الطبيب حول كيفية الوقاية من «الإجهاد» أثناء الصيف.

الفئات الأكثر عرضة للخطر

تشير الدراسات إلى أن «الإجهاد الحراري» لا يفرق بين صغير وكبير لكنه يكون أكثر فتكًا بالفئات الضعيفة مثل الأطفال الذين لا يستطيعون التعبير عن أعراضهم بدقة، وكبار السن الذين قد لا يشعرون بالعطش أو الحرارة بسبب تغيرات في الجسم مرتبطة بالعمر، كذلك المرضى الذين يتناولون أدوية مدرة للبول أو أدوية تؤثر على قدرة الجسم على التعرق.

والأشخاص المصابون بالسمنة أو من لديهم ضعف في جهاز المناعة يعتبرون أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات «الإجهاد» مقارنة بغيرهم.

متى تصبح الحالة طارئة؟

يجب التعامل مع «الإجهاد الحراري» كحالة طارئة إذا صاحبته أعراض مثل فقدان الوعي، أو توقف التعرق رغم ارتفاع درجة الحرارة، أو صعوبة في التنفس، أو تغيرات في السلوك، لأن هذه العلامات تدل على انتقال الجسم من مرحلة الإجهاد إلى «ضربة الشمس» وهي المرحلة الأشد والأكثر خطرًا، وفي هذه الحالة يجب نقل المريض فورًا إلى أقرب مستشفى.

أهمية التوعية المجتمعية

إن الوقاية من «الإجهاد الحراري» ليست مسؤولية فردية فحسب بل هي مسؤولية مجتمعية، ويجب على الهيئات الحكومية، والمؤسسات التعليمية، والقطاع الصحي، ووسائل الإعلام العمل معًا لنشر التوعية بشأن خطورة «الإجهاد» خاصة في أوقات الموجات الحارة التي باتت أكثر شدة وتكرارًا بسبب التغير المناخي.

كما ينبغي توفير مناطق مظللة في الأماكن العامة، وتوزيع المياه الباردة في مواقع العمل المكشوفة، وإطلاق حملات توعوية توضح العلامات المبكرة للإجهاد وكيفية التعامل معها بفعالية.

يبقى «الإجهاد الحراري» خطرًا كامنا يهدد صحة الأفراد في كل مكان، ولا يجب الاستهانة بأعراضه أو تأجيل علاجه، فالتدخل المبكر يمكن أن يُنقذ الحياة، لذلك فإن الانتباه والتوعية ومعرفة الإسعافات الأولية أصبحت ضرورة وليست ترفًا، وخاصة مع اشتداد حرارة الصيف وارتفاع معدلات الرطوبة التي تضع الجسم تحت ضغط مستمر.

تم نسخ الرابط