السيسى.. نسعى لإنشاء مجمعات حكومية على غرار العاصمة الإدارية في كل المحافظات

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم الأربعاء، أن الدولة ماضية في تنفيذ خطة طموحة لإنشاء مجمعات حكومية متكاملة في كافة محافظات الجمهورية، مستلهمة نموذج العاصمة الإدارية الجديدة، وذلك بهدف تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين وتعزيز كفاءة الأداء الحكومي.
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس ضمن فعاليات موسم حصاد القمح لعام 2025، التي أُقيمت داخل مشروع «مستقبل مصر» للتنمية المستدامة، حيث أوضح أن التجربة الناجحة التي طبقتها محافظة الوادي الجديد من خلال إنشاء مجمع حكومي على غرار ما جرى في العاصمة الإدارية، تعكس الإمكانيات الكبيرة لهذا التوجه وقدرته على إحداث نقلة نوعية في إدارة المحافظات.
وقال السيسى: «خطة الدولة في كل محافظاتنا كده، والفكرة ببساطة فيها جزء كبير قريب من اللي عملناه في العاصمة.. إننا نِخلِي، وتكون لدينا أصول ممكن تغطي نسبة كبيرة أو كل أو قد تزيد»، في إشارة إلى إعادة توزيع أصول الدولة وتعظيم الاستفادة منها من خلال تجميع المديريات والمصالح الحكومية في موقع واحد حديث ومتطور.
من أراضٍ ثمينة إلى خدمة فعالة
وأشار الرئيس السيسى إلى أن بعض مديريات محافظة الوادي الجديد كانت قائمة على أراضٍ ذات قيمة عالية، ولكن متناثرة، وهو ما دفع الدولة إلى نقلها إلى موقع واحد متكامل تم تشييده على أرض لا تملك نفس القيمة السوقية، ما وفر فرصة لإعادة توظيف الأراضي القديمة في أغراض تنموية واستثمارية تحقق عائدًا للدولة.
وأوضح: «عملناها في أرض متساويش وملهاش قيمة عشان نحقق نقلة.. وعشان نربط المدينة أو المحافظة مع الحكومة بعد عمل ميكنة كاملة لها»، مؤكدًا أن نقل المديريات بشكل مدمج يتيح تطبيق منظومة رقمية موحدة ترفع كفاءة تقديم الخدمات وتختصر الوقت والجهد على المواطنين.
أسيوط نموذجًا مستهدفًا
وضمن حديثه، دعا الرئيس السيسى إلى تكرار تجربة الوادي الجديد في باقي المحافظات، مستشهدًا بمحافظة أسيوط، التي تمتلك عددًا كبيرًا من المديريات القائمة على أراضٍ ذات قيمة مرتفعة داخل الكتلة السكنية، مما يجعل من فكرة تجميعها في موقع واحد بأسيوط الجديدة فرصة ذهبية لتعظيم الاستفادة من الأصول ورفع كفاءة الخدمة الحكومية.
وقال الرئيس: «المديريات الموجودة في أراضٍ ذات قيمة بمحافظة أسيوط كثيرة، فممكن نعمل الكيان ده في أسيوط الجديدة، ونعظم الاستفادة من الأراضي الموجودة»، مشددًا على أهمية التخطيط بعيد المدى ومراعاة التكامل بين البنية التحتية والإدارة الرقمية الحديثة.
من العاصمة إلى الأطراف.. التنمية للجميع
يعكس هذا التوجه اهتمام القيادة السياسية بتطبيق مفاهيم الحوكمة الذكية والتنمية العمرانية المتكاملة على مستوى الجمهورية، وعدم قصر التجربة الناجحة للعاصمة الإدارية الجديدة على نطاق ضيق، بل تعميمها بما يتلاءم مع خصوصية كل محافظة، بهدف خلق بيئة أكثر تنظيمًا وتطورًا تسهم في تحقيق العدالة المكانية والتنمية المتوازنة.
ويرى خبراء التخطيط أن هذه المبادرة تفتح الباب أمام فرص اقتصادية جديدة من خلال الاستفادة من الأراضي المفرغة من المديريات القديمة في تنفيذ مشروعات سكنية أو تجارية أو خدمية، كما تسهم في خفض الزحام داخل المدن ورفع كفاءة منظومة الخدمات الحكومية، خصوصًا مع التوسع في الميكنة والتحول الرقمي.
متابعة لمشروعات الأمن الغذائي
وتأتي تصريحات الرئيس السيسى ضمن زيارته الميدانية لمشروع «مستقبل مصر»، والذي يُعد من أبرز مشروعات التوسّع الزراعي في البلاد، إذ يستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية، وعلى رأسها القمح، الذي يمثل ركيزة رئيسية للأمن الغذائي المصري.
كما تفقد الرئيس مدينة «مستقبل مصر الصناعية»، الواقعة على محور الضبعة، حيث تابع سير العمل في المجمعات الصناعية التي تُعزز التكامل بين القطاعين الزراعي والصناعي، ما يسهم في تقليل الفجوة الاستيرادية وتوفير آلاف فرص العمل، إلى جانب تعزيز سلاسل الإنتاج المحلي وزيادة الصادرات.
ويؤكد هذا التوجه أن الدولة لا تكتفي بمخاطبة التحديات الحالية، بل تسعى لإعادة رسم الخريطة التنموية لمصر من خلال مشروعات متكاملة تراعي الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وتستهدف تحسين حياة المواطن في كل المحافظات، سواء في قلب العاصمة أو في أقصى بقاع الجمهورية.