أبوالياسين : ترامب ونتنياهو يتلاعبان بالعالم.. واستطلاع: أغلبية أمريكية تؤيد الإعتراف بفلسطين

لايريدون السلام ويتلاعبون بدول العالم «ترامب ونتنياهو» والأمريكيون يؤيدون الاعتراف بفلسطين
في زمنٍ تُجرح فيه الإنسانية وتُراق دماء الأبرياء، وتُقصف فيه البيوت وتُهدم الأحلام، يطل علينا واقعٌ مرير يضعنا وجهًا لوجهٍ مع حقيقةٍ مؤلمة: أن الصراع ليس مجرد قضية سياسية معقدة، بل هو لعبة قذرة يمارسها من لا يعرفون معنى للضمير أو الإنسانية.
في هذا الواقع، يصبح السلام مجرد كلمة تُلقى على المنابر لذر الرماد في العيون، بينما تتفاقم المأساة وتتعمق الجراح.
إنها ليست حربًا، بل هي جريمة إبادة جماعية تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم، يقودها ترامب ونتنياهو ويدفع ثمنها الأبرياء في غزة، لكن الحقيقة تظل أقوى من كل التلاعب.
أكاذيب السلام ومخطط «إسرائيل الكبرى»
يُظهر الواقع اليوم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يسعيان للسلام، بل يتلاعبان بدول العالم، وخاصة الوسطاء كـمصر وقطر، لخدمة أجندتهما الخاصة.
إن الخطة ليست إقامة دولة فلسطينية، بل هي خطة صهيوأمريكية تهدف إلى تهجير الفلسطينيين وتوسيع رقعة الاحتلال ضمن مخطط «إسرائيل الكبرى».
عندما يصف ترامب نتنياهو بأنه «بطل حرب»، فإنه يتجاهل عمدًا حقيقة أن نتنياهو يرتكب أبشع جرائم الإبادة والتجويع، ويقتل الأطفال والنساء.
كيف يمكن لمجرم مطلوب للعدالة الدولية أن يُوصف بالبطولة؟ هذا السؤال يجب أن يطرحه الشعب الأمريكي أولًا قبل شعوب العالم الحر.
إن ترامب يكرر هذه التصريحات ليظهر نفسه كشرطي العالم، بينما يقلل من شأن الجهود الدبلوماسية للوسطاء.
استطلاع يكشف الحقيقة.. الشعب الأمريكي يؤيد فلسطين
في تناقض صارخ مع سياسات ترامب العدوانية، كشف استطلاع رأي أجرته رويترز وإبسوس عن توجهات الشعب الأمريكي الحقيقية.
نتائج الاستطلاع صادمة للساسة المتشددين، حيث يرى 58% من الأمريكيين أن على كل دولة في الأمم المتحدة الاعتراف بدولة فلسطين.
كما يؤمن 65% منهم بأن على الولايات المتحدة مساعدة المتضررين من المجاعة في غزة. هذه الأرقام تفضح محاولات ترامب لتبرير جرائم الإبادة والتجويع في غزة، وتؤكد أن المأساة الإنسانية هناك لم تعد قضية بعيدة عن الوجدان الأمريكي.
الشعب يرى بعينيه ما يحدث، ويتخذ موقفًا مغايرًا تمامًا لسياسات حكومته، مما يضع البيت الأبيض في موقف حرج ويؤكد على أن صوت الضمير لا يمكن قمعه.
انقسام إسرائيلي وضغوط اليمين المتطرف
في الجانب الآخر، يواجه نتنياهو ضغوطًا هائلة من اليمين المتطرف داخل ائتلافه الحكومي. عندما وافقت حماس على شروط الهدنة التي قدمتها مصر وقطر، رفضت القوى المتشددة مثل إيتمار بن غفير وبِتْسَالْئِيل سْمُوتْرِيتْش هذا الاقتراح، واعتبروه «حماقة أخلاقية وخطأ استراتيجي».
يرى هؤلاء أن الصفقة الجزئية ستعطي حماس شريان حياة وتمنع إسرائيل من تحقيق هدفها في السيطرة على غزة بشكل كامل.
هذا الانقسام يكشف أن نتنياهو محاصر بين الحاجة إلى إطلاق سراح الرهائن ورغبة اليمين المتطرف في مواصلة الحرب.
حكومته تعتمد على دعم هؤلاء المتشددين، مما يجعله مترددًا في اتخاذ أي قرار حاسم، مما يطيل أمد المعاناة الإنسانية في غزة.
المجاعة كسلاح والضمير العالمي كضحية
الوضع في غزة كارثي، والمجاعة ليست نتيجة عرضية، بل هي سياسة ممنهجة. مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان يؤكد أن خطر المجاعة في غزة هو نتيجة مباشرة لسياسة الحكومة الإسرائيلية في منع المساعدات الإنسانية.
تقول الأمم المتحدة إن المساعدات التي تدخل القطاع أقل بكثير مما هو مطلوب لتجنب المجاعة الواسعة.
الأسوأ من ذلك، هو أن السعي للحصول على الغذاء أصبح «سعيًا مميتًا»، حيث قُتل مئات الفلسطينيين أثناء بحثهم عن المساعدات.
إن استهداف المساعدات واستخدام التجويع كسلاح حرب هو جريمة ضد الإنسانية، ترتكبها إسرائيل وتشارك فيها إدارة ترامب بقراراتها المتشددة.
هذا الوضع دفع حتى موظفي الأمم المتحدة للاحتجاج داخل مقر المنظمة، تضامنًا مع زملائهم الذين يُقتلون أثناء عملهم الإنساني في غزة.
هذا الاحتجاج يبعث رسالة قوية إلى العالم بأن حتى المنظمات الدولية لم تعد قادرة على حماية موظفيها، مما يؤكد على تواطؤ أو عجز المجتمع الدولي في مواجهة هذه المأساة.
العزلة والمساءلة.. الثمن الذي سيدفعه من يتلاعب بسلام الشعوب
لم تذهب جهود التضليل والتلاعب سدى فحسب، بل انعكست على صانعيها كسيف ذي حدين.
فبينما يتصاعد الغضب الشعبي العالمي، تترسخ عزلة إسرائيل دبلوماسيًا يوماً بعد يوم، وتتهاوى مصداقية القادة الذين يدعمون جرائمها علنًا.
الشاهد الذي التقطه استطلاع رويترز هو مجرد مؤشر على تحول جيوسياسي أعمق: أن شرعية الكيان المحتل لم تعد مطلقة، وأن دعمه أصبح عبئًا أخلاقيًا وسياسيًا حتى على حلفائه التقليديين.
المسار الحالي لا يقود إلا إلى مزيد من الوصمة الدولية، وربما إلى مساءلة قانونية ستطاول كل من ساهم في إطالة أمد هذه المأساة الإنسانية.
الإجماع العالمي يتبلور ضد رواية القوة الزائفة، لصالح صوت الحق والعدالة الذي يعلو، وإن بعد حين.
ختامًا.. نهاية التضليل وبداية العزلة
وفي النهاية، تتكشف حقيقة التلاعب السياسي والإجرام بحق الإنسانية. إن نتنياهو وترامب، بصفقاتهما المزعومة وتصريحاتهما النارية، لم يخدعا العالم فحسب، بل دفعا إسرائيل إلى حافة عزلة دولية غير مسبوقة.
فبينما يرى قادة العالم أن الحل هو الدبلوماسية ووقف إطلاق النار، يصر ترامب ونتنياهو على منهج العنف والتوسع، مما يفقدهم المصداقية يومًا بعد يوم.
العالم لم يعد يصدق أكاذيب السلام، فالأفعال تتحدث بصوت أعلى من الكلمات. إن مأساة غزة ليست مجرد حدث في الشرق الأوسط، بل هي مرآة تعكس فساد ووحشية السياسة الدولية التي تديرها قوى لا ترى في الإنسانية سوى ورقة يمكن التخلص منها.
لكن صوت الحق لا يمكن أن يُصمت، واستطلاعات الرأي العالمية وتصريحات الأمم المتحدة وموظفيها هي الدليل القاطع على أن الشعب الأمريكي والعالم يرفضون هذه الجرائم، وأن السلام الحقيقي لا يمكن أن يُبنى على أنقاض آلام الأبرياء.
- ترامب
- المجاعة
- حكومة
- أبو
- بطولة
- الحرب
- فلسطين
- مصر
- السلام
- أحلام
- موظف
- مأساة
- الاحتلال
- حماس
- نتنياهو
- عمل
- قطر
- الحكومة
- الفلسطينيين
- العدوان
- دول العالم
- إبادة جماعية
- دونالد ترامب
- النساء
- أبوالياسين
- الصراع
- الغذاء
- الرئيس
- شعوب العالم
- العنف
- إسرائيل
- رئيس الوزراء
- خطر المجاعة
- طره
- أمن
- درة
- سلاح
- القطاع
- الوزراء
- تهجير الفلسطينيين
- الصف
- غزة
- بنيامين نتنياهو
- آلام
- العيون
- الدول
- المجتمع
- مؤشر
- الجرائم
- المتحدة
- ساني
- قادة العالم
- داره
- القارئ نيوز