جلطة المخ تبدأ بتحذيرات دقيقة.. لا تتجاهل هذه العلامات

جلطة المخ تُعد من أخطر الحالات الطبية التي قد تصيب الإنسان فجأة وتؤدي إلى مضاعفات بالغة إذا لم يتم التعامل معها في الوقت المناسب، فالكثير من الناس لا يعرفون أن «جلطة» المخ لا تأتي دون مقدمات بل تسبقها علامات دقيقة وتحذيرات خفية يُمكن أن تُنقذ حياة الشخص إذا تم التعرف عليها مبكرًا، في عالم الطب تُعرف «جلطة» المخ بأنها انقطاع مفاجئ في تدفق الدم إلى جزء من الدماغ بسبب انسداد أو انفجار وعاء دموي ما يؤدي إلى نقص في الأوكسجين والمغذيات الحيوية اللازمة لعمل الخلايا الدماغية وبالتالي تبدأ الأعراض في الظهور تباعًا وبشكل قد يبدو بسيطًا لكنه في الحقيقة إشارة إلى خطر حقيقي.
علامات لا يجب تجاهلها
التعرف على الأعراض المبكرة التي تسبق «جلطة» المخ أمر بالغ الأهمية فالتدخل السريع خلال الساعات الأولى يمكن أن يُحدث فرقًا جذريًا في فرص النجاة وتقليل الإعاقة، من أبرز العلامات التي يجب أن تنبّهك إلى ضرورة الذهاب للطبيب فورًا.
ضعف مفاجئ في أحد جانبي الجسم
عندما يُصاب أحد الذراعين أو الساقين بخدر أو ضعف مفاجئ أو تنميل خاصةً إذا كان ذلك في جانب واحد من الجسم فهذه قد تكون بداية حدوث «جلطة» دماغية.
صعوبة في الكلام أو فهم الآخرين
من العلامات التحذيرية الشائعة وجود خلل في القدرة على التحدث بوضوح أو صعوبة في إيجاد الكلمات أو تفسير ما يُقال من المحيطين، وهذه إحدى إشارات «جلطة» المخ.
تشوش الرؤية أو فقدانها بشكل مفاجئ
إذا شعر الشخص بأنه لا يستطيع الرؤية في إحدى العينين أو كليهما بشكل واضح أو رأى الأشياء مزدوجة فإن هذا أيضًا قد يكون تحذيرًا مبكرًا من جلطة وشيكة.
الدوار وفقدان التوازن
الإحساس المفاجئ بالدوخة أو فقدان التنسيق الحركي أو التعثر أثناء المشي يمكن أن يكون مؤشرا لبداية «جلطة» داخل أحد أجزاء الدماغ المسؤولة عن الحركة والتوازن.
صداع مفاجئ وشديد بدون سبب واضح
قد لا يُصاحب كل جلطة صداع لكن في بعض الحالات يحدث ألم حاد ومفاجئ في الرأس وهو أمر لا يجب التغاضي عنه خاصة إذا كان مصحوبًا بأي من الأعراض الأخرى.
من هم الأكثر عرضة للإصابة بجلطة المخ؟
تحدث «جلطة» المخ نتيجة عوامل متعددة ترتبط بالسن ونمط الحياة والحالة الصحية، فالأشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أو ارتفاع الكوليسترول في الدم يُعدّون من الفئات الأكثر عرضة، كما أن التدخين والسمنة ونقص النشاط البدني عوامل تُضاعف من خطر التعرض لـ«جلطة» دماغية، كذلك يلعب التاريخ العائلي دورًا في تحديد الاستعداد الوراثي للإصابة.
الإسعافات الأولية عند الشك بحدوث جلطة
إذا لاحظت على شخص ما واحدة أو أكثر من العلامات المذكورة آنفًا فعليك أن تتصرف فورًا دون انتظار تأكيد أو تحسن في الحالة، لا تحاول أن تمنحه طعامًا أو مشروبات ولا تجعله يتمدد على ظهره إنما اجعل رأسه مرفوعًا قليلًا واتصل بخدمة الطوارئ فورًا، فكل دقيقة تمر تعني موت آلاف الخلايا الدماغية بسبب نقص الأوكسجين الناتج عن «جلطة» الدم.
طرق الوقاية من الجلطة الدماغية
الوقاية من «جلطة» المخ تبدأ من نمط الحياة الصحي، ويشمل ذلك اتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه والألياف مع تقليل الدهون والملح والسكريات، وممارسة الرياضة بانتظام ولو لمدة 30 دقيقة يوميًا، بالإضافة إلى السيطرة على الأمراض المزمنة كارتفاع الضغط والسكري، ومن المهم أيضًا الإقلاع عن التدخين وتقليل تناول الكحوليات إن وجدت.
كما يُوصى بإجراء الفحوصات الدورية للكشف عن العوامل المساعدة لحدوث «جلطة» مثل مشاكل القلب أو اضطرابات تجلط الدم، لأن بعض الحالات لا تُظهر أعراضًا واضحة ولكنها تكون قابلة للتدخل المبكر لو تم اكتشافها من خلال التحاليل والفحوص الطبية.
متى تكون الجلطة خفيفة ومتى تصبح مهددة للحياة؟
ليست كل «جلطة» دماغية تُسبب شللًا تامًا أو فقدانًا كاملًا للوعي، فهناك ما يُعرف بـ«الجلطة الصغيرة» أو النوبة الإقفارية العابرة وهي التي تستمر أعراضها لبضع دقائق أو ساعات ثم تختفي دون تدخل طبي، لكنها إنذار شديد بأن جلطة أكبر قد تحدث لاحقًا إذا لم يتم التعامل مع السبب الجذري، لذا لا يجب الاستهانة بأي عرض حتى لو زال بسرعة.
أما الجلطات الكبرى فقد تؤدي إلى تلف دائم في المخ أو فقدان جزئي أو كلي للقدرة على الحركة أو الكلام أو حتى الوفاة في بعض الحالات، ولذلك يُوصى دائمًا بأن يكون التعامل مع الأعراض فوريًا وعبر التوجه لأقرب مستشفى مجهز بوحدة علاج السكتات الدماغية.
معرفة أعراض «جلطة» المخ والتصرف السريع عند ظهورها لا يُعتبر رفاهية بل واجب صحي قد يُنقذ حياة إنسان، فالعقل لا يتحمل الانتظار والخلايا العصبية تموت بسرعة شديدة إذا لم يتم إعادة تدفق الدم إليها، لذا كن واعيًا واحذر العلامات المبكرة ولا تتردد في التوجه للطبيب عند ظهور أي منها لأن التأخير قد يعني الفرق بين الشفاء التام وبين الإعاقة الدائمة.