ذئب بشري داخل الأسرة.. إعدام عامل اعتدى على 4 شقيقات معاقات
قضت محكمة جنايات بنها، الدائرة الرابعة، بـالإعدام شنقًا لعامل، بعد إدانته بانتهاك عرض 4 شقيقات قاصرات من ذوي الإعاقة الذهنية بالإكراه، بدائرة مركز كفر شكر في محافظة القليوبية، وذلك برئاسة المستشار محمد شاهين خلف، وعضوية المستشارين طلعت جودت شلبي، ووائل السيد الشيوي، وأحمد غنيم حامد، وبأمانة سر محمد طايل،
جاء الحكم بعد ورود رد فضيلة مفتي الجمهورية، والذي أبدى الرأي الشرعي في إعدام المتهم، وذلك بعد ما ارتكبه من جرائم بشعة بحق فتيات قاصرات لا يملكن حولًا ولا قوة.
تفاصيل القضية.. اعتداء وحشي على قاصرات من ذوي الاحتياجات الخاصة
وكشف أمر الإحالة في القضية رقم 9944 لسنة 2024 جنح كفر شكر، والمقيدة برقم 5323 لسنة 2024 كلي شمال بنها، أن المتهم ويدعى ياسر. م. ع، 54 عامًا، ويعمل عاملًا بسيطًا، قام خلال نوفمبر من العام 2024، بارتكاب وقائع اعتداء جنسي متكررة على شقيقتين قاصرتين من المجني عليهن، هما: الطفلة «ل. ا. س»، وشقيقتها «ي. ا. س»
وأشارت التحقيقات إلى أن المجني عليهما لم يبلغا من العمر 18 عامًا، وأن الجريمة تمت بالقوة والتهديد، مستغلًا سلطته كونه من المسؤولين عن الإشراف عليهن ورعايتهن، ومستخدمًا حالتهن العقلية المتدهورة كوسيلة لفرض سيطرته وتنفيذ أفعاله الإجرامية.
اعتداء متكرر على شقيقتين أخريين من نفس الأسرة
ولم تتوقف جرائم المتهم عند حدود الاعتداء على الشقيقتين فقط، بل امتدت لتشمل شقيقتين آخريين من نفس الأسرة، حيث قام بهتك عرضهن بالقوة، مستغلًا أيضًا إعاقتهن العقلية والبدنية، ليواصل مسلسل الانتهاك الوحشي الذي أوقعه على فتيات قاصرات لا يملكن وسيلة للدفاع عن أنفسهن.
وأكدت النيابة العامة في أمر الإحالة أن المتهم استغل وضعه المعيشي وعلاقته بالأسرة، وتمادى في جرائمه التي شكلت خطرًا جسيمًا على أمن وسلامة وأخلاق المجني عليهن، خاصة وأنهن جميعًا من ذوي الإعاقة، ما جعلهن فريسة سهلة له.
عرض حياة الضحايا للخطر واستغلال الإعاقة
أوضح أمر الإحالة أيضًا أن المتهم لم يكتفِ بالاعتداءات، بل عرض حياة المجني عليهن للخطر، بعدما أساء معاملتهن وتعمد تعريض أمنهن وأخلاقهن للخطر، في ظل ضعفهن الشديد وعجزهن عن المقاومة أو الشكوى.
ووصفت النيابة الجريمة بأنها من أبشع الجرائم الإنسانية، حيث توافرت فيها كل عناصر الاستغلال والانتهاك النفسي والجسدي والمعنوي، بل والطبي كذلك، كون الضحايا يعانين من إعاقات عقلية وبدنية.
رأي المفتي وحكم الإعدام
وبعد استكمال أوراق القضية وسماع أقوال الشهود، ومعاينة الحالة النفسية والجسدية للمجني عليهن، قررت المحكمة إحالة أوراق المتهم إلى فضيلة مفتي الجمهورية، لأخذ الرأي الشرعي في مسألة إعدامه، وهو ما وافق عليه المفتي، لتصدر المحكمة في جلستها الأخيرة حكمها بـالإعدام شنقًا للمتهم، وسط ارتياح شعبي كبير من الحضور داخل قاعة المحكمة.
تعاطف واسع ومطالب بتشديد الرقابة على ذوي الإعاقة
وقد أثار الحكم تفاعلًا واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر كثير من المواطنين عن ارتياحهم لتطبيق أقصى درجات العقوبة بحق مرتكب الجريمة، خاصة أنها وقعت بحق أطفال قُصر من ذوي الإعاقة.
وطالب نشطاء ومتابعون الجهات المعنية بضرورة توفير حماية قانونية ومجتمعية مشددة للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، سواء داخل أسرهم أو في مؤسسات الرعاية، مع تشديد الرقابة الأسرية والإنسانية تجاه هذه الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع.
وبهذا الحكم، تكون العدالة قد قالت كلمتها في واحدة من أبشع الجرائم التي استهدفت براءة الطفولة وضعف ذوي الإعاقة، ليصبح الإعدام رسالة رادعة لكل من تسوّل له نفسه انتهاك الأعراض تحت غطاء القرب أو السلطة.
ويبقى الأمل معقودًا على وعي المجتمع وتكاتف مؤسساته لحماية الأطفال والفئات الأكثر هشاشة من ذئاب البشر التي لا تعرف للرحمة سبيلًا.
