الجمعة 30 مايو 2025 الموافق 03 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

كييف تسلم موسكو مذكرة تسوية.. أوكرانيا تعلن استعدادها لوقف إطلاق نار كامل

القارئ نيوز

في خطوة قد تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الجهود الدبلوماسية لحل النزاع المستمر بين روسيا وأوكرانيا، أعلن وزير الدفاع الأوكراني رستم عميروف، مساء الأربعاء، أن بلاده قامت بتسليم مذكرة تسوية رسمية إلى الجانب الروسي، تتضمن تصور كييف لإنهاء الحرب التي دخلت عامها الثالث.

كييف.. مستعدون لوقف إطلاق نار كامل وغير مشروط

وقال عميروف، في تصريحات مقتضبة نقلتها وسائل إعلام أوكرانية، إن كييف «مستعدة لوقف إطلاق نار كامل وغير مشروط، ومواصلة العمل الدبلوماسي مع جميع الأطراف».

 وأوضح أن المذكرة تم إعدادها بعد مشاورات مطولة داخل الحكومة الأوكرانية ومع الحلفاء الدوليين، مؤكدًا أن بلاده «تؤمن بالحلول السياسية، رغم كل ما مرت به من دمار وتشريد وضحايا».

مضمون المذكرة.. احترام السيادة والحوار المباشر

ورغم عدم الإعلان رسميًا عن مضمون المذكرة، نقلت مصادر دبلوماسية مطلعة أن الوثيقة تضمنت مطالب واضحة تتعلق باحترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، إضافة إلى ضرورة انسحاب القوات الروسية من المناطق التي احتلتها منذ بداية الحرب في فبراير 2022، والعودة إلى حدود ما قبل الغزو.

كما اقترحت أوكرانيا في مذكرتها، بحسب المصادر، بدء حوار مباشر بإشراف دولي، يشمل مراقبة ميدانية لأي هدنة مستقبلية، وتبادل شامل للأسرى، وضمانات أمنية طويلة الأمد للطرفين.

روسيا لم تعلق رسميا بعد

حتى لحظة نشر الخبر، لم يصدر أي تعليق رسمي من موسكو بشأن المذكرة الأوكرانية، بينما أشار مراقبون إلى أن الكرملين ربما يرحب مبدئيًا بالخطوة، لكنه سيطالب بتعديلات جوهرية تتعلق بوضع المناطق التي تم ضمها إلى الاتحاد الروسي، وعلى رأسها دونيتسك ولوغانسك وزابوروجيا، وهي مناطق ترفض كييف الاعتراف بشرعية ضمها.

وفي المقابل، قالت مصادر روسية غير رسمية إن موسكو «تدرس المقترحات الأوكرانية بعناية»، ولكنها «لن تتخلى عن المكاسب التي تحققت ميدانيًا بسهولة»، مما يُنذر بمفاوضات شاقة قد تستغرق وقتًا طويلاً.

السياق الدولي.. سويسرا تستعد لمؤتمر سلام منتصف يونيو

وتأتي هذه التطورات في ظل استعداد المجتمع الدولي لعقد مؤتمر سلام دولي في سويسرا منتصف شهر يونيو المقبل، دعت إليه عشرات الدول، من بينها الصين، تركيا، الولايات المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي.

 ومن المقرر أن تناقش القمة خارطة طريق لإنهاء النزاع الأوكراني الروسي، مع التأكيد على المبادئ الدولية الخاصة بسيادة الدول وعدم استخدام القوة.

وقد اعتبر محللون أن تسليم أوكرانيا المذكرة يأتي كجزء من جهودها لحشد الدعم الدولي قبيل المؤتمر، ووضع روسيا تحت ضغط دبلوماسي، من خلال الظهور بمظهر الطرف الراغب في السلام، مقابل إصرار موسكو على الشروط العسكرية.

الداخل الأوكراني منقسم والمجتمع الدولي يراقب

وفي الداخل الأوكراني، تراوحت ردود الفعل بين الترحيب والتحفظ، حيث أعرب بعض الساسة والناشطين عن تخوفهم من أن أي تنازل قد يؤدي إلى تفريط في حقوق الشعب الأوكراني، في حين أيد آخرون الخيار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنقاذ الأرواح وإعادة الإعمار.

وفي المقابل، أشادت عدد من العواصم الأوروبية، وعلى رأسها برلين وباريس، بالخطوة الأوكرانية، معتبرة إياها «دليلاً على نضج كييف السياسي ورغبتها في تجنيب شعبها مزيدًا من الويلات»، ودعت موسكو إلى «الرد بإيجابية وعدم تفويت الفرصة».

الحرب تدخل عامها الثالث وسط خسائر فادحة

يُشار إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية، التي اندلعت في 24 فبراير 2022، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من العسكريين والمدنيين، ونزوح أكثر من 10 ملايين شخص داخل وخارج أوكرانيا، إضافة إلى دمار واسع في البنية التحتية وتعطيل الاقتصاد الأوكراني بنسبة تجاوزت 40%.

كما فرضت دول الغرب عقوبات اقتصادية ومالية مشددة على روسيا، التي واجهت عزلة دولية نسبية، بينما قدمت الولايات المتحدة وحلف الناتو دعمًا عسكريًا ولوجستيًا مكثفًا لكييف.

ختام: هل تبدأ ملامح النهاية؟

يبقى السؤال الأهم مطروحًا: هل تمثل هذه المذكرة بداية النهاية للحرب؟، وهل تثمر التحركات الدبلوماسية في تغيير مسار النزاع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية؟

الإجابة ما زالت مرهونة بتفاصيل المفاوضات وردّ روسيا الفعلي، لكن ما هو مؤكد أن الوقت قد حان لتغليب لغة السياسة على لغة البنادق، كما قال أحد أعضاء البرلمان الأوكراني في تصريح لوسائل الإعلام.

تم نسخ الرابط