مصرع طفل صعقا بالكهرباء داخل منزله بسوهاج.. والنيابة تباشر التحقيقات

شهدت قرية تابعة لدائرة مركز جرجا، جنوب محافظة سوهاج، واقعة مأساوية راح ضحيتها طفل لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره، إثر تعرضه لصعق كهربائي أثناء محاولته تشغيل جهاز تلفاز داخل منزل أسرته.
الحادث الأليم ألقى بظلال الحزن على أهالي المنطقة، فيما باشرت الأجهزة الأمنية والنيابة العامة تحقيقاتها للوقوف على ملابسات الواقعة.
تفاصيل البلاغ والتحقيقات الأولية
تلقى اللواء صبري صالح عزب، مساعد وزير الداخلية ومدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور مركز شرطة جرجا، يفيد بورود بلاغ من الأهالي بانهاء حياة طفل صعقًا بالكهرباء داخل أحد المنازل بدائرة المركز.
وعلى الفور، انتقل رجال المباحث إلى محل الواقعة برفقة قوة أمنية وعدد من المختصين لمعاينة مكان الحادث وإجراء التحريات.
وبالفحص تبين أن الطفل المتوفى يُدعى «أحمد م. م. م»، ويبلغ من العمر 11 عامًا، تلميذ، ويقيم بذات الناحية.
وبمناظرة الجثة، تلاحظ وجود آثار صعق كهربائي في اليد اليمنى، دون وجود إصابات ظاهرية أخرى، مما يرجح وقوع الوفاة نتيجة تماس كهربائي مفاجئ.
شهادة أسرة الطفل.. سلك مكشوف تسبب في المأساة
في إطار التحقيقات، استمعت الجهات المعنية إلى شهادة خال الطفل، المدعو محمد ع. م. ع، 32 سنة، ويعمل عاملًا، ويقيم بنفس القرية.
وأفاد خلال أقواله أنه أثناء محاولة نجل شقيقته تشغيل جهاز تلفاز بالمنزل، لامست يده سلك كهرباء مكشوفًا، ما تسبب في صعقه على الفور وسقوطه أرضًا دون حركة. وأضاف أنه لا يتهم أحدًا بالتسبب في الحادث، ونفى وجود شبهة جنائية.
تقرير الطب الشرعي.. الوفاة ناتجة عن صعق كهربائي
عقب نقل الجثمان إلى مستشفى جرجا العام، جرى توقيع الكشف الطبي على الطفل المتوفى بمعرفة مفتش الصحة، والذي أكد أن سبب الوفاة هو هبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية نتيجة التعرض لصعق كهربائي، مما أدى إلى توقف مفاجئ في عضلة القلب.
وقد تم تحرير محضر بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة التي أمرت بانتداب الأدلة الجنائية لمعاينة مكان الحادث والتأكد من مدى مطابقة الأسلاك الكهربائية للمواصفات القياسية، فضلًا عن استكمال التحقيقات وسماع أقوال باقي أفراد الأسرة.
حوادث الصعق الكهربائي المنزلية.. خطر يهدد الأطفال
الحادث المؤلم يعيد تسليط الضوء على ظاهرة تكرار حالات الوفاة أو الإصابة الناتجة عن الصعق الكهربائي داخل المنازل، لا سيما بين الأطفال، بسبب وجود أسلاك مكشوفة أو توصيلات كهربائية غير آمنة.
وتُعد هذه الحوادث من أكثر الكوارث المنزلية شيوعًا في القرى والمناطق العشوائية، حيث تغيب أحيانًا وسائل الحماية وتفتقر بعض البيوت لأدنى معايير الأمان الكهربائي.
وبحسب تقارير صادرة عن الجهات المختصة، فإن نسبة كبيرة من وفيات الأطفال بسبب الكهرباء تعود إلى عدم تغطية الأسلاك جيدًا أو استخدام مشترك كهربائي غير مطابق للمواصفات، بالإضافة إلى وجود أجهزة كهربائية في متناول الصغار دون رقابة.
تحذيرات وتوصيات للأهالي من الجهات المختصة
في هذا السياق، دعت أجهزة الحماية المدنية والأمن العام الأسر المصرية إلى ضرورة توخي الحذر في التعامل مع الأجهزة الكهربائية داخل المنازل، والتأكد من سلامة التوصيلات وعزل الأسلاك المكشوفة بشكل كامل، إضافة إلى عدم ترك الأجهزة متصلة بالكهرباء أثناء غياب الرقابة، خاصة في وجود الأطفال.
كما شددت التوصيات على أهمية الاستعانة بفنيين مختصين عند إجراء أي إصلاحات كهربائية بالمنزل، مع ضرورة تركيب مفاتيح كهرباء أوتوماتيكية تفصل التيار فور حدوث أي تماس كهربائي، كإجراء وقائي يقلل من فرص وقوع مثل هذه الكوارث.
خاتمة حزينة وتحقيقات مستمرة
انتهت حياة الطفل أحمد في لحظة مأساوية، في حادث قد يبدو بسيطًا لكنه يحمل في طياته دروسًا قاسية بشأن الإهمال في صيانة البنية الكهربائية داخل البيوت.
ولا تزال التحقيقات جارية من قبل النيابة العامة لكشف جميع الملابسات، فيما تم التحفظ على الجثة داخل مشرحة مستشفى جرجا العام تحت تصرف جهات التحقيق، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.