قبل أن تشتري لحوم العيد.. افهم دلالات الأختام الرسمية على الأضاحي

مع اقتراب موسم «العيد» تزداد حركة الإقبال على شراء «لحوم الأضاحي» في الأسواق والمجازر الرسمية، ويبدأ كثير من المواطنين في البحث عن أفضل قطع اللحم من حيث الجودة والسعر والصلاحية، إلا أن كثيرًا منهم لا يعرفون أن هناك دلالات «رسمية» على الذبائح توضح نوعها وتاريخ ذبحها ومصدرها، بل وتكشف حالتها الصحية أيضًا، وتُعرف هذه العلامات باسم «الأختام» أو الطوابع البيطرية، والتي تضعها إدارات التفتيش البيطري بالمجازر لضمان سلامة اللحوم قبل عرضها للبيع في الأسواق خلال أيام «العيد».
ورغم أهمية هذه «الأختام»، إلا أن الغالبية لا تلتفت لها عند الشراء، ما قد يعرضهم لشراء لحوم غير صالحة للاستهلاك أو غير مطابقة للاشتراطات الصحية التي تفرضها الهيئة العامة للخدمات البيطرية، وبالتالي فإن التوعية بدلالات هذه الأختام قبل حلول «العيد» أصبح أمرًا ضروريًا لضمان سلامة الأسر المصرية في هذه المناسبة الدينية.
دلالة الألوان المختلفة على الأختام
تستخدم الأجهزة البيطرية ألوانًا مختلفة على «أختام الذبح» لتوضيح نوع الحيوان الذي تم ذبحه في المجزر، وهو أمر مهم جدًا خاصة خلال «العيد» الذي يشهد تنوعًا كبيرًا في أنواع الأضاحي بين البقري والجاموسي والضأن والماعز، كما أن كل لون يرتبط بمعايير محددة تشير إلى نوع الحيوان ومصدره.
فإذا صادفت ختمًا لونه «أحمر»، فهذا يدل على أن الذبيحة من فصيلة «الأبقار»، أما الختم «البنفسجي» فهو يشير إلى أن الحيوان من نوع «الجاموس»، بينما يدل اللون «الأزرق» على أن الذبيحة من فصيلة «الجمال»، في حين يستخدم الختم «الأخضر» لتمييز الذبائح من نوع «الضأن» أو «الماعز»، وكل هذه الألوان يتم تطبيقها وفق كود بيطري معتمد على مستوى الجمهورية، ويحرص الأطباء البيطريون على الالتزام به خصوصًا في مواسم الذروة مثل «العيد».
شكل الختم ومعناه
بالإضافة إلى اللون، فإن «شكل الختم» نفسه له دلالة لا تقل أهمية، فهناك ختم «دائري» يُستخدم على اللحوم البلدية التي تم ذبحها داخل المجازر الحكومية المعتمدة، بينما يتم استخدام ختم «سداسي» على اللحوم المستوردة التي تخضع للفحص البيطري عقب دخولها إلى البلاد، كذلك يحتوي الختم على رقم تسلسلي يُشير إلى رقم المجزر الذي تمت فيه عملية الذبح، وهو ما يمنح اللحوم «هوية واضحة» يمكن تتبع مصدرها في حالة حدوث شكاوى صحية أو ضبطيات فاسدة.
ما الفرق بين الختم الرطب والجاف؟
من الأسئلة المهمة التي تطرح دائمًا قبيل «العيد» هي الفروق بين الأختام الرطبة والجافة، حيث يتم استخدام «الختم الرطب» أو ما يسمى بالحبر الأحمر المبلل على اللحوم التي تم ذبحها في نفس يوم البيع، ويكون الختم واضحًا ولامعًا ومبلولًا نسبيًا، ما يدل على «حداثة الذبح» وهو أمر إيجابي يبحث عنه المستهلكون في مواسم مثل «العيد»، أما «الختم الجاف» فهو غالبًا ما يظهر على الذبائح القديمة أو تلك التي تم حفظها وتخزينها مسبقًا.
الأختام المزورة.. خطر في موسم العيد
في ظل الإقبال الكبير على شراء اللحوم خلال موسم «العيد»، يحذر خبراء الصحة البيطرية من تزايد محاولات الغش عبر تزوير «الأختام» على اللحوم، حيث يقوم بعض معدومي الضمير باستخدام أختام مزيفة أو طوابع مقلدة لوضعها على اللحوم غير المطابقة أو التي يتم ذبحها خارج المجازر الرسمية، وتكون هذه الأختام غير واضحة أو مطبوعة بعشوائية أو ذات لون باهت، وفي الغالب لا تحمل الرقم التسلسلي الذي يربطها بمصدر الذبح الحقيقي.
وينصح الأطباء المواطنين بضرورة شراء لحومهم فقط من المجازر الرسمية أو محلات الجزارة التي تحصل على ذبائحها من مصادر موثوقة، ومراعاة التأكد من وجود ختم واضح يحمل رقم المجزر، ويفضل طلب فاتورة أو مستند يثبت مصدر اللحم، خاصة في موسم «العيد» الذي يشهد كثافة كبيرة في الطلب وارتفاع في نسبة الذبائح غير الخاضعة للرقابة.
نصائح للمستهلك قبل الشراء
قبل شراء اللحوم في موسم «العيد»، تأكد من وجود «ختم بيطري واضح» يحمل اللون والشكل المناسب لنوع الذبيحة، ولا تتردد في سؤال الجزار عن مصدر اللحم، وهل تم ذبحه داخل مجزر حكومي معتمد، كذلك ابتعد عن شراء اللحوم التي تحمل ختمًا باهتًا أو غير متناسق في الشكل، لأنها غالبًا غير خاضعة للإشراف البيطري، كما يفضل شراء اللحوم في وقت مبكر من اليوم لتجنب ارتفاع درجات الحرارة التي تؤثر على صلاحيتها.
وتذكر أن «العيد» ليس فقط مناسبة دينية بل أيضًا مناسبة للحرص على صحة أسرتك، فالوعي بمثل هذه التفاصيل يضمن لك ولأحبائك لحومًا آمنة وصحية، كما يسهم في مكافحة الغش التجاري الذي يزداد خلال أيام «العيد».
الرقابة البيطرية تكثف جهودها
في كل عام ومع اقتراب «العيد»، تعلن وزارة الزراعة ممثلة في الهيئة العامة للخدمات البيطرية حالة الطوارئ في كل المحافظات، حيث يتم تكثيف المرور على المجازر والأسواق لضمان تطبيق الاشتراطات الصحية، ويتم تدريب الأطباء البيطريين على متابعة عمليات الذبح والكشف على اللحوم واستخدام الأختام الرسمية بدقة، كما تُنفذ حملات على محلات الجزارة لضبط أي مخالفات في الختم أو في عملية الحفظ والتداول.
مع حلول «العيد»، يصبح من الضروري أن يكون المستهلك واعيًا بمعايير «الأمان الغذائي»، ولا يقتصر دوره على اختيار القطعة الأنسب من اللحم فقط، بل عليه أن ينظر جيدًا إلى ما هو مطبوع على اللحم من أختام، فهذه العلامات الصغيرة تختصر الكثير من المعلومات التي قد تحدد ما إذا كان ما تشتريه «صالحًا وآمنًا» لأفراد أسرتك أو يشكل خطرًا على صحتهم، لذا لا تتردد في توجيه الأسئلة للبائع، ولا تنس أن «العيد» يجب أن يكون مناسبة للفرحة لا للندم.