هذا ما يحدث لجسمك عندما تتناول الترمس بعد وليمة دسمة في العيد

الترمس من الحبوب التي تلقى إقبالاً كبيراً خلال مواسم الأعياد، لا سيما عند تناول كميات كبيرة من اللحوم والحلويات، فيتساءل كثيرون عن تأثير «الترمس» على الجسم بعد «الولائم الدسمة»، وهل يمكن أن يساعد في الهضم والتخفيف من آثار الدهون المتراكمة، أم أنه مجرد عادة شعبية لا تستند إلى فائدة حقيقية، هذا ما يجاوب عنه القارئ نيوز عبر تحليل علمي لفوائد الترمس وتأثيره بعد تناول وجبة دسمة في أيام العيد.
الترمس بعد الأكل الدسم، عادة أم ضرورة؟
في كثير من المنازل، أصبح تقديم الترمس بعد الطعام أحد «الطقوس الغذائية» المتعارف عليها في المناسبات وخاصة في عيد الأضحى، فبعد تناول كميات كبيرة من اللحم المشوي أو الأرز الدسم أو الحلويات الثقيلة، يلجأ البعض إلى تناول الترمس على أمل أن «يهضم» الطعام أو يخفف من شعور التخمة، فما مدى صحة هذه العادة؟ وهل هناك «دليل علمي» يدعمها؟.
التركيب الغذائي للترمس ودوره في الهضم
يتكوّن الترمس من كمية عالية من «الألياف الغذائية» التي تساعد على تحسين عملية الهضم وتنظيم حركة الأمعاء، وهذه الألياف تعزز الشعور بالشبع وتقلل من امتصاص الدهون الزائدة، مما يجعله خياراً ذكياً بعد الوجبات التي تحتوي على «نسب عالية من الدهون» والبروتين الحيواني، كما يحتوي الترمس على نسب معتدلة من البروتين النباتي الذي لا يُرهق المعدة مقارنة بالبروتين الحيواني.
اللافت أن «الترمس» يعمل أيضاً على تحفيز نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء بفضل محتواه من «البريبايوتيك»، وهو ما يسهم في إعادة التوازن للجهاز الهضمي بعد تعرضه للإجهاد بفعل تناول كميات كبيرة من الأطعمة الدسمة.
الترمس وتنظيم مستويات السكر في الدم
من أهم الفوائد التي يقدمها الترمس بعد الوجبة الدسمة أنه يساهم في «تنظيم مستوى السكر في الدم»، وهو أمر بالغ الأهمية خاصة بعد تناول حلويات العيد أو المشروبات الغنية بالسكر، فالترمس يحتوي على مركبات بطيئة الهضم تُبطئ من امتصاص الجلوكوز، ما يقلل من حدوث ارتفاع مفاجئ في مستويات السكر.
هذا التأثير لا ينعكس فقط على مرضى السكري، بل يفيد أيضاً من يسعون للحفاظ على طاقتهم وثبات مزاجهم بعد تناول أطعمة ثقيلة وسكرية، لذلك فإن إدخال الترمس ضمن وجبات العيد قد يكون له «أثر وقائي» على المدى القريب والبعيد.
هل الترمس يقلل من الكوليسترول بعد الأكل الدسم؟
تشير أبحاث حديثة إلى أن الترمس قد يكون فعالاً في خفض مستويات «الكوليسترول الضار» في الجسم، حيث تعمل مكوناته النشطة على منع امتصاص الكوليسترول في الأمعاء، وبالتالي تقليل كمية الدهون المتراكمة في الدم بعد تناول وجبة غنية بالدهون الحيوانية مثل الضأن أو الكبدة، وهذا يجعله رفيقاً مثالياً للوجبات الثقيلة التي تكثر في الأعياد.
بعض الدراسات أثبتت أن الاستمرار في تناول الترمس بانتظام يساعد على تحسين «صحة القلب» وتقليل خطر الإصابة بتصلب الشرايين، وهي من الأمراض التي تُفاقمها العادات الغذائية غير المتوازنة في العيد.
فوائد الترمس في تقليل الانتفاخ والغازات
من المعروف أن الوجبات الدسمة تؤدي إلى الانتفاخ والشعور بعدم الراحة بسبب تراكم الغازات في المعدة والأمعاء، لكن الترمس يحتوي على مركبات طبيعية تعمل على تقليل الغازات وتحسين نشاط الجهاز الهضمي، كما أنه يزيد من إنتاج العصارات الهضمية التي تساعد في تكسير الطعام بشكل أفضل.
لذلك فإن تناول الترمس بعد وجبة دسمة لا يُعتبر مجرد تسلية بل يمثل خياراً عملياً لتقليل الانزعاج المعوي والشعور بالثقل الذي يلي الأكل الثقيل.
الترمس كبديل صحي للمقرمشات والحلويات
في أيام العيد، يكثر تقديم «المقرمشات المقلية» والحلويات الغنية بالسكريات، إلا أن الترمس يمثل بديلاً صحياً أكثر أماناً، حيث يحتوي على «دهون غير مشبعة» وقليل السعرات مقارنة بالمكسرات المقلية أو الشوكولاتة، كما أنه لا يحتوي على سكر مضاف، مما يجعله مناسباً لمن يرغب في الاستمتاع بالمذاق دون التأثير سلباً على الوزن أو سكر الدم.
كما أن تناول الترمس في أوقات الفراغ أو بعد الوجبات قد يقلل من الرغبة في تناول أطعمة أخرى غير صحية، بسبب قدرته على كبح الشهية وملء المعدة دون التسبب في مشكلات هضمية
من لا يُنصح له بتناول الترمس بعد الأكل؟
رغم فوائد الترمس العديدة، إلا أن هناك حالات يُفضّل فيها تجنبه أو تقنين الكمية المستهلكة، خصوصاً لمن يعانون من «أمراض الكلى» أو مشاكل في امتصاص الفولات، حيث أن الترمس يحتوي على نسب عالية من البروتين والمواد النيتروجينية التي قد تُرهق الكلى.
كما يُنصح لمن يعانون من «حساسية الفوليات» أو أمراض مناعية مرتبطة بالبقوليات باستشارة الطبيب قبل تناول الترمس بانتظام، خاصة بعد الوجبات الثقيلة.
الترمس ليس مجرد تسلية شعبية تُقدم على موائد العيد، بل هو غذاء غني «بالفوائد الصحية» التي تجعله مثالياً لتقليل الأضرار الناتجة عن الولائم الدسمة، فهو يساعد في تحسين الهضم، وتنظيم السكر، وخفض الكوليسترول، وتقليل الانتفاخ، والأهم أنه يُمكن أن يكون بديلاً صحياً للمقرمشات المضرة.