الإثنين 16 يونيو 2025 الموافق 20 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

نبيل أبوالياسين: تل أبيب تستنجد.. انهيار الغطرسة الإسرائيلية

القارئ نيوز

في أقل من 72 ساعة، تحول الخطاب الإسرائيلي المتغطرس إلى استجداء للمساعدة الدولية، كاشفًا عن هشاشة غير مسبوقة أمام الرد الإيراني، تلك الدولة التي طالما تباهت بقوتها العسكرية وقدرتها على ضرب أي هدف في المنطقة، تجد نفسها اليوم عاجزة أمام تداعيات مغامراتها، وتتوسل لتحالف دولي يحميها من عواقب أفعالها، وإنها لحظة تاريخية تكشف زيف ادعاءات القوة المطلقة، وتؤكد أن قواعد اللعبة قد تغيرت جذريًا.


لقد كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن طلب تل أبيب الرسمي لتشكيل تحالف دولي لمساعدتها في اعتراض الصواريخ الإيرانية، وهذا الطلب يأتي بعد سلسلة من الغارات الجوية والسيبرانية التي شنتها إسرائيل على منشآت نووية ومواقع عسكرية حساسة في عمق الأراضي الإيرانية، بما في ذلك نطنز وأراك وفوردو، فبعد الهجوم الذي شل الدفاعات الجوية الإيرانية مؤقتًا، وسجل هجمات بطائرات «F-35»  دون اعتراض فعال، تبدو إسرائيل اليوم وكأنها قد أدركت حجم المغامرة.


الرد الإيراني، رغم ادعاء إسرائيل باعتراضه، كان له وقع الصدمة، فالمتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية هدد بأن «الملاجئ تحت الأرض لن تمنح الأمن للإسرائيليين»، مؤكدًا أن «الهجوم الصهيوني سيقابل برد صادم يشمل كل الأراضي المحتلة»، كما أشار إلى أن الهجمات الإيرانية «تشمل مواقع حيوية ومقار سكنية للقادة والعلماء الصهاينة»، مؤكداً امتلاك إيران «بنك أهداف شامل»  يدفع الإسرائيليين إلى عدم السماح باستخدامهم كدروع بشرية.


وما يزيد من قلق تل أبيب هو الكشف الإيراني عن أن «طهران لم تستخدم بعد أسلحتها المتقدمة والاستراتيجية» في العمليات الأخيرة، فصواريخ «فتاح 2»، والجيل الجديد من صواريخ «سجيل»، وصواريخ «خرمشهر» ذات الوزن البالغ طنين، لا تزال في جعبة إيران للهجمات المستقبلية، كما أظهرت صور إصابة صواريخ «خيبرشكن» و«حاج قاسم» الدقيقة للأهداف المحددة «هشاشة منظومة الدفاع الصهيونية ذات الطبقات الخمس»، مما يكشف عن ثغرات قاتلة في دفاعات إسرائيل.

خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي


وفي محاولة يائسة لاحتواء التصعيد، تدخلت الولايات المتحدة، حيث نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أميركيين أن الرئيس دونالد ترامب عارض خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، كما أشار ترامب إلى إمكانية انخراط الولايات المتحدة في الحرب لمساعدة إسرائيل «للقضاء على البرنامج النووي الإيراني»، وهذه التصريحات تبرز عمق الأزمة التي تجد إسرائيل نفسها فيها، ودفعها للبحث عن مظلة أمريكية لحماية منشآتها العميقة مثل فوردو.


وأختم مقالي بالقول: إن هذه الاستغاثة الإسرائيلية لا تمثل مجرد طلب للمساعدة، بل هي إعلان صريح عن نهاية عصر الغطرسة الإسرائيلية و«الجيش الذي لا يقهر»، بعد أن أوهمت نفسها والعالم بقدرتها على شن حروب منفردة وضرب أي هدف، تجد تل أبيب نفسها اليوم مرعوبة أمام بنك الأهداف الإيراني، وهذه هي نتيجة سياسات نتنياهو المتهورة، التي لم تجلب سوى الدمار للمنطقة وزعزعة الاستقرار، والعالم أجمع، وخاصة الإدارة الأمريكية، يجب أن يدرك أن الاستمرار في دعم هذا الكيان المتهور لن يؤدي إلا إلى حرب إقليمية مدمرة، وعلى الجميع أن يدرك أن أمن المنطقة مرتبط بوقف هذا الكيان عند حده.

تم نسخ الرابط