الثلاثاء 24 يونيو 2025 الموافق 28 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

ترامب.. شكرا لإيران على «ردها الضعيف» بعد تدمير منشآتها النووية

ترامب
ترامب

في أول تعليق له على التصعيد العسكري المتسارع بين الولايات المتحدة وإيران، عقب استهداف طهران لقاعدة العديد الأمريكية في قطر، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن «رد إيران على الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآتها النووية، جاء ضعيفا ومتوقعا»، مضيفًا أن بلاده تعاملت معه بفاعلية تامة دون أن تقع خسائر بشرية أو مادية تُذكر.

وأكد ترامب في منشور رسمي عبر حساباته على منصات التواصل الاجتماعي أن إيران أطلقت 14 صاروخا في اتجاه قاعدة العديد، غير أن الدفاعات الأمريكية اعترضت وأسقطت 13 منها، فيما تُرك صاروخ واحد «لأنه كان يسير في مسار غير مهدد»، بحسب تعبيره، مشيرًا إلى أن الرد الإيراني لم يصب أي أمريكي، ولم يسفر عن أضرار جسيمة.

وأضاف الرئيس الأمريكي: «يسرّني أن أُبلغكم أنه لم يصب أي أمريكي بأذى، ولم يلحق أيُّ ضرر يذكر»، مؤكدًا أن «إيران تخلصت من كل شيء في نظامها، ونأمل ألا يكون هناك المزيد من الكراهية»، في إشارة إلى ما وصفه بانتهاء التصعيد من جانب طهران، مع تلميحات إلى فتح باب الدبلوماسية مستقبلاً.

وقال ترامب: «أود أن أشكر إيران على إخطارنا المُبكِّر، مما سمح بعدم إزهاق أرواحٍ أو إصابة أحد. 

لعل إيران تستطيع الآن المضي قدمًا نحو السلام والوئام في المنطقة، وسأشجع إسرائيل بحماسٍ على أن تحذو حذوها»، في دعوة غير مباشرة إلى وقف التصعيد بين طهران وتل أبيب.

تصعيد متسارع في الخليج

وكانت إيران قد أعلنت مسؤوليتها عن قصف عدد من القواعد الأمريكية في الخليج، في مقدمتها قاعدة العديد الجوية في الدوحة، وذلك في إطار ما سمته بـ«عملية بشائر الفتح»، ردًا على الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية داخل أراضيها فجر الأحد.

الهجوم الإيراني تزامن مع إطلاق صافرات الإنذار في عدة دول خليجية بينها الكويت، البحرين، الإمارات، والسعودية، كما أغلقت السلطات الجوية في هذه الدول مجالاتها أمام حركة الطيران المدني، وسط حالة من الاستنفار الأمني والعسكري غير مسبوقة.

إغلاق للمجال الجوي.. وتعبئة في طهران

وكانت قطر قد أعلنت مساء الاثنين عن إغلاق مؤقت لمجالها الجوي، ضمن إجراءات احترازية تهدف إلى حماية المواطنين والمقيمين، في ظل التطورات المتلاحقة في المشهد الإقليمي.

 وجاء ذلك بعد إعلان الجيش الإيراني أنه استهدف قاعدة العديد الأمريكية، أكبر منشأة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، والموجودة على الأراضي القطرية.

وفي السياق نفسه، أعلنت البحرين والكويت تعليق الرحلات الجوية مؤقتًا، بينما أغلقت الإمارات مجالها الجوي لفترة وجيزة قبل استئناف بعض الرحلات الداخلية مع استمرار التحذيرات

العراق هو الآخر أعلن توقف الملاحة في مطار البصرة الدولي بسبب تطور الموقف.

من جهة أخرى، شهدت العاصمة الإيرانية طهران خروج أعداد كبيرة من المواطنين إلى الشوارع، في مسيرات احتفالية تعبيرًا عن ما وصفوه بـ«الرد المناسب على الاعتداءات الأمريكية». 

ورفعت شعارات معادية لواشنطن ومؤيدة للحرس الثوري، الذي قاد العملية الصاروخية.

هل تتوقف المواجهة؟

الرد الإيراني، وإن وُصف من قِبل ترامب بـ«الضعيف»، إلا أنه يعد أحد أبرز الهجمات المباشرة لطهران على قواعد أمريكية منذ عقود، وهو ما يثير تساؤلات واسعة حول ما إذا كانت واشنطن ستكتفي بهذا الرد أم ستتخذ خطوات تصعيدية جديدة.

محللون أمريكيون حذروا من أن «الهدوء قد لا يدوم»، خاصة إذا ما كررت إيران استهدافها لمواقع حيوية أمريكية، فيما نقلت وسائل إعلام أمريكية عن مصادر استخباراتية تأكيدها أن طهران ما زالت في وضعية التأهب، مع إبقاء منظومات صواريخها الباليستية قصيرة المدى على الجاهزية.

في المقابل، قالت الخارجية الإيرانية إن «الرد على العدوان الأمريكي كان متوازنًا ومتناسبًا»، مشيرة إلى أن باب الحوار لم يغلق، لكن بعد معاقبة من وصفته بـ«المعتدي»، في إشارة إلى واشنطن.

المجتمع الدولي يدعو للتهدئة

في غضون ذلك، تتوالى الدعوات الدولية لوقف التصعيد، حيث حثت الأمم المتحدة كافة الأطراف على ضبط النفس، محذرة من «انزلاق الأوضاع إلى حرب شاملة في منطقة الخليج». 

كما دعت الصين وروسيا وفرنسا إلى الحوار، بينما عقد مجلس الأمن جلسة مغلقة لمناقشة التوترات في المنطقة.

ويبقى السؤال: هل يكون رد إيران هو الحلقة الأخيرة في سلسلة التصعيد، أم أننا على أعتاب فصل جديد في صراع قد يهدد استقرار المنطقة بأكملها؟

تم نسخ الرابط