الإثنين 16 يونيو 2025 الموافق 20 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

إسرائيل تعلن قصف طائرات تزود بالوقود في مطار مشهد الإيراني

القارئ نيوز

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، عن تنفيذ ضربة جوية استهدفت طائرات تزويد بالوقود داخل مطار مدينة مشهد الإيرانية، في تطور جديد على صعيد التوتر المتصاعد بين تل أبيب وطهران، وذلك في إطار ما وصفه الجيش الإسرائيلي بمساعيه «لتحقيق التفوق الجوي الكامل في كافة أرجاء إيران».

وذكر جيش الاحتلال، في بيان رسمي، أن هذه الضربة الجوية تُعد «الأبعد مسافة» منذ انطلاق العمليات العسكرية، حيث تم تنفيذها على مسافة تصل إلى 2300 كيلومتر من الأراضي المحتلة.

استهداف منشآت استراتيجية في العمق الإيراني

وقال المتحدث باسم الجيش في البيان:

«استهدفت طائراتنا أهدافًا عسكرية في مطار مشهد، من بينها طائرات تزويد بالوقود، والتي تمثل ركيزة أساسية في القدرات الجوية الإيرانية، العملية جاءت كرسالة واضحة بأننا نملك القدرة على الوصول إلى أي نقطة داخل إيران، ونواصل العمل لتحقيق التفوق الجوي في أجواء المنطقة بأسرها».

ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من الجانب الإيراني بشأن صحة الادعاءات الإسرائيلية، إلا أن مصادر إعلامية إيرانية تحدثت عن «أصوات انفجارات سُمعت في محيط المطار»، دون تأكيد وجود خسائر بشرية أو مادية حتى الآن.

الضربة تعد تصعيدا نوعيا في ساحة المواجهة

وتُعد الضربة التي أعلنت عنها إسرائيل تحولًا استراتيجيًا لافتا في طريقة تعاملها مع التهديد الإيراني، لا سيما أنها جاءت بعد سلسلة من الغارات التي نُفذت في سوريا والعراق ولبنان، إلا أن قصف هدف في مدينة مشهد الواقعة في أقصى الشمال الشرقي الإيراني يحمل دلالات جيوسياسية وعسكرية كبيرة.

ويرى مراقبون أن استهداف مطار مشهد تحديدًا يحمل رسائل مزدوجة: أولها عسكرية تتعلق بتدمير البنية التحتية التي تستخدمها القوات الجوية الإيرانية في عمليات التدريب والإمداد، والثانية سياسية موجهة للنظام الإيراني بأن «إسرائيل تملك القدرة على اختراق عمق البلاد، وليس فقط المراكز التقليدية في طهران أو أصفهان».

حالة الطوارئ مستمرة في الجبهة الداخلية

وفي سياق متصل، أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي تمديد حالة الطوارئ الخاصة بالجبهة الداخلية حتى 30 يونيو الجاري، وذلك بناءً على توصية الأجهزة الأمنية والعسكرية.

وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان رسمي:

«وافق مجلس الوزراء على تمديد حالة الطوارئ الداخلية لمدة أسبوعين إضافيين، في ظل استمرار التهديدات والتقييمات الأمنية التي تشير إلى إمكانية تصاعد الهجمات على الجبهة الداخلية، واحتمال استمرار القصف واسع النطاق ضد المدنيين».

وأكد البيان أن القرار جاء في ضوء «استمرار النشاط العملياتي المكثف لجيش الدفاع الإسرائيلي، وفي إطار خطط الطوارئ المعدة لمواجهة أي تصعيد محتمل في مختلف الجبهات، بما في ذلك من لبنان وسوريا وغزة».

تزايد المخاوف من اتساع رقعة المواجهة الإقليمية

وتزايدت في الآونة الأخيرة المخاوف داخل الأوساط الإسرائيلية من توسع رقعة المواجهات إلى جبهات جديدة، خاصة مع تصاعد التهديدات من حزب الله في لبنان، وتكرار إطلاق الطائرات المسيّرة من الأراضي السورية، إلى جانب ما تعتبره تل أبيب «أنشطة عدائية إيرانية مباشرة ومتنامية».

وكانت إسرائيل قد صعّدت من عملياتها العسكرية في سوريا والعراق خلال الأشهر الماضية، مستهدفة مواقع يُعتقد أنها تابعة للحرس الثوري الإيراني أو لفصائل موالية له، فيما ربطت بعض هذه الهجمات بمحاولات تهريب أسلحة متطورة إلى لبنان.

رسائل سياسية وعسكرية مزدوجة

ويحمل استهداف مطار مشهد ثاني أكبر مدينة إيرانية من حيث عدد السكان أبعادًا تتجاوز الطابع العسكري، إذ يُنظر إليه كرسالة تحذير موجهة للقيادة الإيرانية بعد تزايد تهديدات طهران بالرد على العمليات الإسرائيلية في المنطقة، وكذلك بعد التصريحات الإيرانية الأخيرة التي تحدثت عن امتلاك «أدلة دامغة» على تورط إسرائيل في اغتيالات وعمليات تخريبية داخل إيران.

اشتداد التوتر في المنطقة

يأتي الإعلان الإسرائيلي عن هذه الضربة الجوية في توقيت دقيق، وسط اشتداد التوتر في المنطقة، وتصاعد المخاوف الدولية من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وإيران، بما قد يُشعل صراعًا أوسع في الشرق الأوسط.

وفي الوقت الذي تلتزم فيه معظم القوى الكبرى الصمت، تُطرح علامات استفهام حول مدى استعداد إسرائيل لتوسيع ضرباتها، ورد فعل إيران المحتمل، وما إذا كانت المرحلة القادمة ستشهد مزيدًا من التصعيد، أم ستُفتح قنوات جديدة للتهدئة خلف الكواليس.

تم نسخ الرابط