الجمعة 27 يونيو 2025 الموافق 02 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

دهون البطن العميقة خطر صامت يسبب «التهابات مزمنة» تهدد صحة الجسم

دهون البطن
دهون البطن

دهون البطن العميقة تُعد من «أكثر أنواع الدهون خطورة» على صحة الإنسان، حيث إن تراكم هذه الدهون في منطقة البطن لا يقتصر فقط على الشكل أو المظهر الخارجي للجسم بل يمتد تأثيره ليصل إلى «الأعضاء الحيوية» مثل الكبد والبنكرياس والأمعاء، إذ إنها دهون تتغلغل داخل التجاويف الداخلية للجسم وتُعرف علمياً باسم الدهون الحشوية، وتكمن خطورتها في أنها لا تُرى بالعين المجردة كما هو الحال مع دهون الجلد السطحية، بل تبقى مختبئة وتعمل في صمت على إفراز مركبات تسبب «التهابات مزمنة» تهدد توازن الجسم وتؤثر على وظائفه الحيوية.

ما هي دهون البطن العميقة؟

دهون البطن العميقة أو الدهون الحشوية هي نوع من الدهون المخزّنة داخل التجويف البطني، حيث تحيط «الأعضاء الداخلية» وتضغط عليها بشكل غير مرئي، وهذا النوع من الدهون لا يُمكن لمسه أو الشعور به عند فحص الجسم خارجياً، إذ إنه يختلف عن الدهون التي تتراكم أسفل الجلد مباشرة، ويُعد هذا النوع من الدهون الأكثر صعوبة في التخلص منه، وغالباً ما يترافق مع زيادة الوزن حول الخصر وارتفاع محيط البطن حتى في حال عدم وجود سمنة واضحة في باقي الجسم، ويُعرف بأنه «دهون صامتة» لأن آثارها تظهر بشكل تدريجي على شكل أمراض واضطرابات في الجسم.

كيف تسبب دهون البطن التهابات مزمنة؟

عندما تتراكم دهون البطن العميقة تبدأ الخلايا الدهنية في إفراز مواد كيميائية تُعرف بالسيتوكينات، وهذه المركبات تؤدي إلى تنشيط جهاز المناعة بشكل مستمر مما يسبب «حالة التهابية مزمنة» في الجسم، هذا الالتهاب لا يكون ظاهراً أو مؤلماً في بداية الأمر ولكنه مع الوقت يُسهم في تلف الأنسجة ورفع مستوى مقاومة الأنسولين في الدم، وهو ما يُعد تمهيداً للإصابة بـ«مرض السكري من النوع الثاني»، كما أن هذه الدهون تزيد من خطر الإصابة بـ«أمراض القلب» و«ارتفاع ضغط الدم» و«اضطرابات الكبد الدهنية» و«سرطان القولون»، ويرجع ذلك إلى أن دهون البطن تقوم بتعطيل التوازن الهرموني الطبيعي في الجسم مما يُخل بعمل أجهزة متعددة.

أسباب تراكم دهون البطن العميقة

ترتبط دهون البطن بعدة عوامل حياتية وغذائية، من أبرزها تناول كميات كبيرة من «السكريات المصنعة» و«الدهون المهدرجة» الموجودة في الوجبات السريعة والمقليات، كما أن «قلة الحركة» و«نمط الحياة الخامل» يساهمان بشكل مباشر في تراكم هذه الدهون، كذلك تؤثر «الضغوط النفسية المستمرة» و«قلة النوم» على توازن الهرمونات في الجسم وخاصة هرمون الكورتيزول، الذي يعزز من تخزين الدهون في منطقة البطن، كما تُعد «العوامل الوراثية» أحد المسببات المهمة لتوزيع الدهون في الجسم بشكل غير متساوٍ، إلى جانب التغيرات الهرمونية التي تحدث مع التقدم في العمر وخاصة لدى النساء بعد انقطاع الطمث.

علامات تدل على وجود دهون عميقة في البطن

رغم أن دهون البطن لا تُرى بسهولة إلا أن هناك علامات تدل على وجودها، من بينها زيادة محيط الخصر بشكل ملحوظ مقارنة بباقي أجزاء الجسم، كذلك يمكن أن يشعر الشخص بثقل في البطن أو مشاكل في الهضم مثل الانتفاخ والغازات، وقد تظهر علامات خارجية أخرى مثل التعب المستمر أو اضطرابات النوم أو ضعف التركيز، وهي أعراض قد تبدو غير مرتبطة مباشرة بدهون البطن ولكنها في الواقع انعكاس للخلل الداخلي الناتج عن «الالتهابات المزمنة» التي تسببها هذه الدهون، كما يمكن أن يلاحظ بعض الأشخاص عدم فعالية الرجيمات العشوائية في تقليل حجم البطن بسبب طبيعة هذه الدهون العنيدة.

كيفية التخلص من دهون البطن العميقة

تتطلب محاربة دهون البطن العميقة اتباع خطة متكاملة تشمل النظام الغذائي والنشاط البدني والنوم السليم، إذ يُنصح بتقليل استهلاك الكربوهيدرات البسيطة وزيادة تناول «الألياف الغذائية» مثل الخضروات الورقية والحبوب الكاملة التي تساعد على تنظيم عملية الهضم وتقليل الالتهابات، كما يجب تناول الدهون الصحية مثل «الأوميغا 3» الموجودة في الأسماك والمكسرات، وفيما يتعلق بالنشاط البدني فإن التمارين الهوائية مثل المشي السريع أو السباحة لمدة 30 دقيقة يومياً تُعد من الوسائل الفعالة لتقليل دهون البطن، كما تُفيد تمارين المقاومة في تحفيز العضلات وزيادة معدل حرق الدهون.

النوم الجيد لا يقل أهمية عن الغذاء والحركة، حيث إن قلة النوم ترتبط بزيادة إفراز هرمونات الجوع مثل الغريلين وتقليل إفراز هرمون الشبع اللبتين مما يؤدي إلى الإفراط في الأكل وتخزين المزيد من الدهون، كما أن التحكم في التوتر والضغط العصبي يساهم في تقليل هرمون الكورتيزول وبالتالي التقليل من تراكم دهون البطن.

دور التغذية في تقليل دهون البطن

من أبرز النصائح الغذائية لتقليل دهون البطن الاعتماد على وجبات غنية بالبروتين قليل الدسم مثل الدجاج والأسماك والبقوليات، والابتعاد عن المشروبات الغازية والعصائر الصناعية التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر، وينصح أيضاً بشرب الماء بكثرة للمساعدة في عملية الأيض والتخلص من السموم، كما أن إدخال التوابل الطبيعية مثل القرفة والزنجبيل والكركم في النظام الغذائي له دور في تحسين مقاومة الأنسولين وتقليل الالتهاب في الجسم، وبالتالي تقليل تأثير دهون البطن العميقة على الصحة العامة.

دهون البطن العميقة ليست مجرد مسألة تتعلق بالمظهر الجسدي بل تُعد «تهديداً صامتاً» يختبئ داخل الجسد ويعمل تدريجياً على إضعاف أعضائه الحيوية، لذا فإن إدراك خطورتها والتعامل معها من خلال أسلوب حياة صحي يُعد ضرورة ملحّة لا تقبل التأجيل، فكل جهد يُبذل من أجل التخلص من هذه الدهون ينعكس إيجاباً على صحة القلب والجهاز الهضمي والمناعة بشكل عام.

تم نسخ الرابط