الخميس 03 يوليو 2025 الموافق 08 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

«تسلا تحت الضغط».. السوق الصيني يوجه ضربة قوية والمبيعات تتراجع

سيارة تسلا
سيارة تسلا

تسلا تواجه في الوقت الراهن تحديات غير مسبوقة في واحدة من أكبر أسواقها العالمية وهي السوق الصيني حيث بدأت ملامح «الأزمة» في الظهور بشكل واضح مع تراجع الطلب على سيارات «تسلا» لصالح المنافسين المحليين في الصين الذين يقدمون منتجات ذات أسعار تنافسية وتقنيات متطورة وهو ما دفع المحللين للحديث عن دخول الشركة الأمريكية العملاقة مرحلة «حرجة» قد تؤثر على مكانتها في سوق السيارات الكهربائية العالمي.

المنافسة الصينية تشتد وتضغط على مبيعات تسلا

شهدت الأشهر الأخيرة تحولات واضحة في تفضيلات المستهلكين الصينيين الذين بدأوا في الاتجاه نحو العلامات التجارية المحلية مثل BYD وNio وXpeng حيث تقدم هذه الشركات «سيارات كهربائية» بأسعار أقل وجودة متطورة وخدمات ما بعد البيع تتناسب مع توقعات السوق المحلي الأمر الذي ساهم في تراجع مبيعات «تسلا» بشكل لافت في الصين رغم أنها كانت من أوائل الشركات التي دخلت هذا السوق بقوة.

وتشير التقارير الصادرة عن جهات مراقبة السوق في الصين إلى أن «تسلا» سجلت انخفاضًا ملموسًا في نسبة مبيعاتها مقارنة بنفس الفترة من العام السابق كما بدأت تواجه صعوبة في الحفاظ على حصتها السوقية بسبب توسع شركات صينية في إنتاج موديلات متنوعة وبأسعار منخفضة نسبيًا.

تسلا بين ضغوط الأسعار ومتطلبات السوق

من أبرز الأسباب التي جعلت «تسلا» تفقد جزءًا من جاذبيتها في الصين هو ارتفاع أسعار بعض موديلاتها مقارنة بالخيارات التي تقدمها الشركات الصينية حيث لم تقم «تسلا» بتحديث أسعارها بالشكل الكافي الذي يعكس حالة المنافسة الحالية مما جعل المستهلكين يفضلون الحصول على سيارات مشابهة من حيث الإمكانيات ولكن بتكلفة أقل.

كما أن بعض العملاء في السوق الصيني أصبحوا يبحثون عن سيارات تحتوي على «أنظمة ذكية» مخصصة تلبي احتياجاتهم اليومية وتتكامل مع تطبيقات محلية وهي نقطة لم تركز عليها «تسلا» بشكل كاف في استراتيجيتها رغم ما تتمتع به من تقنيات قيادة ذاتية متقدمة.

الإنتاج المحلي لا يمنع التراجع

رغم أن «تسلا» تمتلك مصنعًا ضخمًا في شنغهاي يعد من أكبر المصانع خارج الولايات المتحدة ويعرف باسم «Gigafactory Shanghai» إلا أن الإنتاج المحلي لم يكن كافيًا للحفاظ على الزخم التسويقي والمبيعات المرتفعة في ظل نمو المنافسة المحلية حيث بدأت الشركات الصينية في بناء مصانع مشابهة وتقديم سيارات بكفاءة عالية مما قلل من «الميزة التنافسية» التي كانت تميز «تسلا» في بداية دخولها إلى الصين.

ويؤكد بعض المحللين أن استمرار «تسلا» في الاعتماد على شهرتها العالمية دون تطوير مخصص للسوق الصيني قد يضر بموقعها مستقبلاً خاصة إذا استمرت الشركات المحلية في تحسين جودة منتجاتها وتوسيع شبكات التوزيع والخدمات.

صعوبات أمام التوسع ونقل التكنولوجيا

تواجه «تسلا» أيضًا صعوبات مرتبطة باللوائح الصينية التي تفرض قيودًا على مشاركة البيانات والقيادة الذاتية وهي من أبرز نقاط القوة في سيارات «تسلا» إلا أن الحكومة الصينية تسعى لضمان أن تكون هذه التقنيات محلية أو تحت إشراف صيني مباشر ما يشكل عائقًا أمام نقل التكنولوجيا الأمريكية بحرية داخل الصين.

كما أن بعض التقارير أفادت بأن هناك مراجعة رسمية في الصين لاستخدام «تسلا» للبيانات المرتبطة بالمواقع والكاميرات المثبتة في السيارات الأمر الذي زاد من التوتر بين الشركة وال الجهات التنظيمية الصينية وأثر على الثقة لدى بعض العملاء.

هل تنجح تسلا في استعادة زخمها؟

في ظل هذا الوضع تسعى «تسلا» حاليًا إلى إعادة النظر في استراتيجيتها داخل الصين حيث بدأ الحديث عن نية الشركة طرح طراز جديد منخفض التكلفة موجه خصيصًا للسوق الصيني بهدف استعادة جزء من حصتها كما تفكر في تعزيز خدمات ما بعد البيع وتوسيع مراكز الصيانة والدعم الفني داخل المدن الكبرى.

ومن المرجح أن تعمل «تسلا» أيضًا على تحديث بعض مواصفاتها لتكون أكثر توافقًا مع رغبات المستهلك الصيني مثل إضافة أنظمة ترفيه ذكية تتكامل مع التطبيقات المحلية وتحسين تجربة القيادة اليومية عبر تخصيص البرمجيات بما يتناسب مع الثقافة الرقمية الصينية.

التأثيرات العالمية للتراجع في الصين

يعد السوق الصيني من أكبر أسواق السيارات الكهربائية عالميًا وبالتالي فإن أي تراجع في مبيعات «تسلا» داخله له تأثير مباشر على الأداء المالي العام للشركة كما يؤثر على ثقة المستثمرين في خططها التوسعية في آسيا وعلى المنافسة الشرسة التي ستواجهها في أسواق أخرى تحاول فيها شركات صينية أن تكرر النجاح الذي حققته محليًا.

ووفقًا لبعض الخبراء فإن فقدان «تسلا» للريادة في الصين قد يشجع شركات صينية على التوسع نحو أوروبا وأمريكا خاصة مع ازدياد الطلب على السيارات الكهربائية منخفضة التكلفة وهو ما قد يضع «تسلا» في مواجهة تحديات مزدوجة داخل وخارج أراضيها.

قرارات إيلون ماسك تحت المجهر

يخضع الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» إيلون ماسك لضغوط كبيرة في هذه المرحلة إذ يطالبه المستثمرون بإجراءات عاجلة لمعالجة الوضع في الصين سواء عبر خفض الأسعار أو إطلاق طرازات جديدة أو توسيع شبكة التوزيع وخدمات الدعم كما ينتظرون منه توضيحات حول خطة الشركة المستقبلية لتعزيز موقعها في سوق يبدو أنه أصبح أكثر تنافسية من أي وقت مضى.

ويقول بعض المراقبين إن قدرة «تسلا» على تجاوز هذه المرحلة تعتمد على سرعة استجابتها للتغيرات وقدرتها على فهم متطلبات السوق المحلي بشكل أفضل وهو ما يتطلب إعادة تقييم شاملة لطريقة عملها في الصين.

تعيش «تسلا» حاليًا مرحلة دقيقة في علاقتها مع السوق الصيني الذي كان يشكل أحد أعمدة نموها العالمي ومع تزايد المنافسة الداخلية وتغير تفضيلات المستهلك وتحديات التوسع فإن الشركة مطالبة باتخاذ خطوات سريعة وحاسمة للحفاظ على مكانتها وتأكيد ريادتها في عالم السيارات الكهربائية المتغير باستمرار.

تم نسخ الرابط