الجمعة 04 يوليو 2025 الموافق 09 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

تصعيد خطير في لبنان.. قتيل وجرحى إثر غارة إسرائيلية بطائرة مسيرة

أرشيفية
أرشيفية

كشفت وزارة الصحة اللبنانية، مساء اليوم الخميس، عن سقوط قتيل وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، نتيجة غارة إسرائيلية استهدفت سيارة مدنية في منطقة «خلدة»، الواقعة على المدخل الجنوبي للعاصمة بيروت.

وتأتى هذه الغارة ضمن سلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضى اللبنانية، والتي تصاعدت وتيرتها خلال الأشهر الأخيرة بالتزامن مع التصعيد الدائر على الجبهة الجنوبية مع قطاع غزة.

تفاصيل العملية.. استهداف مباشر لسيارة مدنية

وبحسب المصادر الميدانية وشهود عيان، فإن طائرة إسرائيلية مسيرة أطلقت صاروخًا موجهًا استهدف مركبة مدنية كانت تتحرك على الطريق العام في خلدة، مما أدى إلى اشتعال السيارة بالكامل، وسقوط الضحايا، وتضرر بعض السيارات المجاورة.

وعقب الحادث، هرعت فرق الإسعاف التابعة للصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني إلى الموقع، حيث تم نقل الجرحى إلى مستشفى بهمن في الضاحية الجنوبية، بينما باشرت الأجهزة الأمنية التحقيق في ملابسات الغارة، وتحديد هوية الضحايا.

إسرائيل تتبنى الهجوم.. وتزعم استهداف عنصر تابع لـ«فيلق القدس»

وفي بيان رسمي صدر عن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أعلن فيه مسؤوليته عن الغارة الجوية، زاعما أن الطائرة المسيرة استهدفت عنصرا يعمل لصالح «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، ومتورط في «تهريب الأسلحة» إلى لبنان.

وقال البيان: «نفذت طائرة مسيّرة تابعة لسلاح الجو عملية دقيقة استهدفت عنصرًا ينشط ضمن شبكات تهريب السلاح الإيرانية، وذلك في منطقة خلدة جنوب بيروت»، مضيفًا أن العملية تأتي في سياق «الجهود الاستباقية لإحباط تهديدات مباشرة لأمن إسرائيل».

ورفض البيان الكشف عن هوية المستهدف أو جنسيته، لكنه أشار إلى أن الغارة جاءت بعد «عملية رصد دقيقة استمرت عدة أيام»، في حين لم يصدر عن الجهات اللبنانية أي تأكيد لهذه المزاعم حتى لحظة كتابة هذا التقرير.

توتر متزايد على الجبهة اللبنانية

وتأتي هذه العملية في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، حيث تشهد مناطق الجنوب اللبناني منذ عدة أسابيع قصفًا متبادلًا، اشتد منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر الماضي.

وقد نفذت إسرائيل عدة ضربات جوية داخل الأراضي اللبنانية خلال الأشهر الأخيرة، استهدفت مناطق في الجنوب والبقاع وحتى ضاحية بيروت الجنوبية، وتزعم تل أبيب أن هذه الضربات موجهة ضد أهداف تابعة لحزب الله أو الحرس الثوري الإيراني.

من جهته، كان حزب الله قد تعهد سابقا بالرد على أي اعتداء إسرائيلي على الأراضي اللبنانية، مؤكدًا أن «لبنان لن يكون ساحة مستباحة».

ردود فعل محلية ودولية

ولم تصدر حتى الآن مواقف رسمية من السلطات اللبنانية حول الغارة الجديدة، في حين أدانت بعض الجهات السياسية في لبنان هذا الاعتداء، واعتبرته انتهاكًا صارخًا للسيادة الوطنية اللبنانية، وتهديدًا مباشرًا لأمن المدنيين.

كما عبّرت أوساط حقوقية عن قلقها من تعمد إسرائيل استخدام الطائرات المسيرة في مناطق مأهولة بالسكان، دون اعتبار لسلامة المدنيين، وهو ما قد يرقى إلى مستوى جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني.

ومن المتوقع أن تثير هذه العملية ردود فعل من مجلس الأمن والأمم المتحدة، في حال تم طرحها ضمن جدول أعمال الجلسات المقبلة حول الوضع في لبنان

السياق الإقليمي.. وتصاعد القلق

يُنظر إلى هذا الهجوم كحلقة جديدة في سلسلة الصراع المفتوح بين إيران وإسرائيل على الأرض اللبنانية والسورية، حيث أصبحت الأراضي اللبنانية ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية بين الطرفين.

ويخشى مراقبون من أن تؤدي هذه الضربات إلى توسيع رقعة المواجهة في المنطقة، خاصة مع استمرار الحرب في غزة، وتكثيف الهجمات الإسرائيلية داخل العمق السوري واللبناني، فضلاً عن النشاط المتزايد للمقاومة اليمنية والتهديدات في البحر الأحمر.

تم نسخ الرابط