الأربعاء 13 أغسطس 2025 الموافق 19 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الإفتاء توضح.. حكم الاحتفال بالمولد النبوي وهل هو جائز أم لا

الإفتاء المصرية
الإفتاء المصرية

الإفتاء تحسم الجدل حول حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وتوضح تفاصيل المناسبة

مع اقتراب المولد النبوي الشريف يكثر الحديث بين المسلمين حول كيفية الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة وحكمها في الشريعة الإسلامية، وتؤكد الإفتاء المصرية أن هذه الذكرى من أحب المناسبات التي ينتظرها الكثيرون سنويًا للتعبير عن حبهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حيث يحرص الملايين على إحياء هذا اليوم بطرق متنوعة تعكس مشاعرهم ومكانة النبي في قلوبهم، وبينما يعتبر البعض أن الاحتفال أمر مشروع ومستحب، يذهب آخرون إلى القول بأنه بدعة، الأمر الذي يدفع الناس إلى البحث عن رأي العلماء وعلى رأسهم دار الإفتاء المصرية.

موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025

بحسب ما أعلنته الحسابات الفلكية فإن إجازة المولد النبوي الشريف لعام 2025 ستكون يوم الخميس الموافق 4 سبتمبر 2025، وهو ما يطابق 12 ربيع الأول 1447 هجريًا، ويمثل هذا اليوم «ذكرى ميلاد خير البرية» ويعد فرصة للتأمل في سيرته العطرة والاقتداء بأخلاقه ومواقفه النبيلة، حيث تشير الإفتاء إلى أن الاحتفاء بهذا اليوم يعزز من الصلة الروحية بين المسلم ونبيه الكريم.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي

أكدت الإفتاء في بيانها أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف يعد «نوعًا من التعظيم والاحتفاء بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم»، وأن محبته وتعظيمه ركن أساسي من أركان الإيمان، وأوضحت الدار أن هذا الاحتفال مشروع وله أصل في الكتاب والسنة النبوية، وأن المسلمين على مر العصور اعتادوا إحياء هذا اليوم بمظاهر الفرح والسرور، وقد أجمع العلماء المعتبرون على استحسانه، وأشارت الإفتاء إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عاش حياة ملؤها الخير والعطاء، فكان مشاركًا في قضايا مجتمعه، وداعمًا للضعفاء، وواصلًا للأرحام، وهو ما يدفع المسلمين للاحتفاء بذكراه العطرة.

المولد النبوي تجسيد للرحمة الإلهية

ترى الإفتاء أن ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان «من أعظم تجليات الرحمة الإلهية على العالمين»، حيث جاء ليكون رحمة مهداة للبشرية كلها، مستشهدة بقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، وأكدت أن هذه الرحمة لم تكن مقتصرة على عصره فقط، بل هي ممتدة في شريعته التي تنظم حياة الناس وتحقق لهم السعادة في الدنيا والآخرة.

شراء حلوى المولد وتبادلها

وفيما يتعلق بسؤال شائع حول حكم شراء حلوى المولد النبوي وتبادلها كهدايا، نفت الإفتاء صحة ما يردده البعض من أن هذه الحلوى تشبه الأصنام أو أن اقتناءها بدعة محرمة، حيث أوضحت أن «شراء الحلوى والتهادي بها بين الناس في هذه المناسبة أمر جائز شرعًا بل يعد مستحبًا» لأنه يعبر عن المحبة للنبي ويعزز مشاعر الألفة والمودة بين المسلمين، وأشارت إلى أن هذه العادة تدخل ضمن المظاهر الاجتماعية التي تعبر عن الفرح بالمناسبة.

الاحتفال بالمولد من القربات

أوضحت الإفتاء أن إحياء ذكرى المولد النبوي وإظهار الفرح بها يعد من «أعظم القربات وأفضل الأعمال»، وأكدت أن المسلم يمكنه أن يعبر عن فرحه بطرق متعددة مثل الإكثار من الصلاة على النبي، وإطعام الطعام، وصلة الأرحام، ومساعدة المحتاجين، إضافة إلى المشاركة في الفعاليات الدينية التي تقام في المساجد أو الساحات العامة، مشددة على أن هذه المظاهر تمثل امتدادًا للنهج الذي سار عليه المسلمون عبر القرون.

البعد الاجتماعي للاحتفال

ترى الإفتاء أن الاحتفال بالمولد النبوي لا يقتصر على الجانب الديني فقط، بل يحمل بعدًا اجتماعيًا مهمًا، حيث يلتقي الناس ويتبادلون التهاني، وتقام الأنشطة الخيرية لمساعدة الفقراء والمحتاجين، وهو ما يخلق حالة من «الترابط والتكافل» داخل المجتمع، مؤكدة أن هذه القيم مستوحاة من سيرة النبي الكريم الذي كان قدوة في الإحسان والعطاء.

رد الإفتاء على المشككين

ردت الإفتاء على من يعتبرون الاحتفال بالمولد بدعة بأن البدع المذمومة هي ما استحدث في الدين مما يخالف الكتاب والسنة، أما ما يوافق مقاصد الشريعة ويعبر عن معانيها فليس بدعة، بل هو أمر محمود، وأشارت إلى أن المولد النبوي يجمع المسلمين على ذكر الله وشكر نعمة بعثة النبي، وهو ما يتفق مع روح الإسلام.

من خلال ما سبق يتضح أن الإفتاء تؤكد مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وتشجع على إحيائه بما لا يخالف أحكام الشريعة، وأن شراء الحلوى وتبادلها عادة اجتماعية محمودة، وأن المناسبة تمثل فرصة لتعزيز المحبة للنبي وترسيخ القيم التي جاء بها، كما أنها تعكس صورة إيجابية للإسلام من خلال مظاهر الفرح والتآلف بين المسلمين.

تم نسخ الرابط