الجمعة 21 نوفمبر 2025 الموافق 30 جمادى الأولى 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

ذكرى أيقونة.. ليلى مراد فنانة صنعت بصمة خالدة بصوتها العذب

ليلى مراد
ليلى مراد

تحلّ اليوم الجمعة، الموافق 21 نوفمبر، ذكرى رحيل أيقونة الطرب والسينما العربية، الفنانة ليلى مراد، ورغم مرور سنوات طويلة على رحيلها في عام 1995، لا تزال أعمالها حاضرة بقوة في الذاكرة الجمعية العربية

فقد استطاعت بـ «صوتها العذب وحضورها الراقي» أن تترك بصمة لا تشبه أي فنانة أخرى، سواء في عالم الغناء أو على شاشة السينما.

سر الخلود: الصدق الفني واختيار الكلمات

يبقى صوت ليلى مراد خالداً رغم تعاقب الأجيال ويعود السر في هذا الخلود إلى عدة عوامل أساسية شكلت مسيرتها الفنية:

صدق التعبير: تميزت بقدرتها الفريدة على «التعبير عن المشاعر بصدق وبساطة» متناهية، مما جعل المستمع يشعر وكأنه يعيش القصة والوجدان وراء كل أغنية تقدمها.

جودة الاختيار: كان اختيارها للألحان والكلمات يتم بعناية فائقة، حيث حرصت على التعاون مع كبار الملحنين والشعراء في عصرها.

 هذا التنسيق مع القامات الفنية منح أغانيها «جودة فنية لا تضاهى» ومكانة دائمة في أرشيف الموسيقى العربية.

نشأة فنية مبكرة وتاريخ عائلي عريق

ولدت ليلى مراد في 17 فبراير 1918 في القاهرة، لأسرة مصرية يهودية، كان والدها، زكي مراد، أحد أبرز المطربين والملحنين في ذلك الزمن، وقد أثر هذا المناخ الفني العائلي بشكل كبير على مسيرتها:

بداية المسيرة: ساعدها والدها على دخول المجال الفني مبكراً، وبدأت الغناء وهي في سن الرابعة عشرة.

مكانتها: مع الوقت، تحوّلت ليلى مراد إلى واحدة من أهم الأصوات الرومانسية في تاريخ الموسيقى العربية بفضل «دفء ونعومة» صوتها وقدرتها على توصيل المشاعر ببساطة وعذوبة.

إرث غنائي وسينمائي لا يُنسى

قدمت ليلى مراد خلال مسيرتها عدداً كبيراً من الأغاني التي أصبحت كلاسيكيات خالدة، من أبرزها: «أنا قلبي دليلي»، «الحب جميل»، و«القلب بيتنهد»، التي لا تزال تُذاع وتُطلب حتى اليوم.

وفي السينما، شاركت في 27 فيلماً تُعد من أهم أفلام العصر الذهبي للسينما المصرية:

أفلام بارزة: من أشهر أعمالها: «ليلى بنت الفقراء»، «ليلى بنت الأغنياء»، «شهر العسل»، و«غزل البنات».

تحفة «غزل البنات»: يُعد فيلم «غزل البنات»، الذي قدمته مع الفنان الكبير نجيب الريحاني، واحداً من أشهر الأفلام في تاريخ السينما المصرية وأكثرها شعبية.

الثنائي الذهبي: شكلت ليلى مراد مع الفنان أنور وجدي ثنائياً سينمائياً ناجحاً وقوياً، قدّم عدداً من الأفلام التي أصبحت «علامات في تاريخ الفن المصري».

محطات شخصية صعبة: الإسلام، الشائعات، والاعتزال

لم تخلُ حياة ليلى مراد الشخصية من التحولات الكبرى والأزمات التي أثرت بعمق على مسيرتها:

إشهار الإسلام: أشهرت ليلى مراد إسلامها عام 1947 في خطوة أثارت ضجة كبيرة في الأوساط الفنية والاجتماعية آنذاك.

أزمة الشائعات: رغم نجاحها الكبير، واجهت في أوائل الخمسينيات «شائعات باطلة» اتهمتها بالتبرع لإسرائيل، لكن التحقيقات الرسمية أثبتت براءتها التامة ونفت هذه الادعاءات بشكل قاطع.

الاعتزال المبكر: تركت تلك الأزمة أثراً عميقاً في نفسها ودفعها إلى الابتعاد تدريجياً عن الساحة الفنية

وفي عام 1955، اتخذت قرار الاعتزال وهي في قمة مجدها الفني، لتختتم مسيرتها وتعيش بعدها حياة هادئة بعيداً عن الأضواء حتى رحيلها في 21 نوفمبر 1995.

عزلة فنية واختيار شخصي

جعل قرار ليلى مراد بالاعتزال المبكر وهي في أوج عطائها الفني منها رمزاً للاختيار الشخصي على حساب الشهرة المادية.

 فبعد الأزمة الصحية والنفسية التي تسببت فيها الشائعات المغرضة، فضلت العيش في عزلة هادئة، محافظة على مكانتها كـ «أيقونة فنية لم تشهد تراجعاً في المستوى».

يُحتفل بذكراها اليوم كونها لم تكن مجرد فنانة، بل كانت جزءاً من تاريخ مصر الحديث، حيث عكست أفلامها تحولات المجتمع المصري في الأربعينيات والخمسينيات.

 ويظل جمهورها يستمتع بأعمالها على الشاشة، مدركاً أن الفن الحقيقي لا يشيخ. ولعل هذا الإصرار على البقاء بعيداً عن الأضواء هو ما منح إرثها «هالة من الأسطورية» والتقدير المستمر.

تم نسخ الرابط